يضرب الجفاف بمعوله في مناطق متفرقة من العالم، ليصيب المزراعين في الصين التي يقطنها أكثر من 1.4 مليار نسمة بخسائر فادحة، دفعتهم إلى حصد محصول الأرز باكراً.
في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تشهد الحقول الزراعية خسائر متزايدة في الصيف الحارق، الذي يعد الأكثر جفافاً في البلاد منذ ستة عقود.
قالت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية، اليوم السبت، إنّ أجواء الجفاف التي تمتد من الشرق المكتظ بالسكان إلى المحافظات الزراعية في الوسط إلى شرقي منطقة التبت "زادت بشكل كبير".
وتفيد التوقعات بارتفاع درجات الحرارة وعدم هطول أمطار لمدة ثلاثة أيام أخرى على الأقل في محافظتي جيانغسو وآنهوي شمال غرب شنغهاي، عبر محافظتي تشونغتشينغ وسيتشوان إلى شرق التبت.
ونقلت وكالة أسوشييتد برس، عن وكالة الأرصاد الجوية قولها، إنّ السلطات المحلية أصدرت أوامر "باستخدام جميع مصادر المياه المتاحة" لإمداد الأسر والماشية.
كان التأثير الأكبر في سيتشوان، حيث تم إغلاق المصانع وطلب من المكاتب ومراكز التسوق إيقاف تشغيل مكيفات الهواء، بعد أن انخفض منسوب الخزانات التي تولد الطاقة الكهرومائية إلى نصف مستوياتها الطبيعية.
تراجع معدل التعافي الاقتصادي
تضيف عمليات الإغلاق إلى التحديات التي تواجه الحزب الشيوعي الحاكم، حيث يستعد الرئيس شي جين بينغ، أقوى زعيم في البلاد منذ عقود، لمحاولة كسر التقاليد ومنح نفسه فترة ولاية ثالثة مدتها خمس سنوات كزعيم في اجتماع في أكتوبر/ تشرين الأول أو نوفمبر/ تشرين الثاني.
وضعف النمو في إنتاج المصانع ومبيعات التجزئة في يوليو/ تموز، ما أدى إلى تراجع معدل التعافي الاقتصادي في الصين، بعد إغلاق شنغهاي والمراكز الصناعية الأخرى بدءاً من أواخر مارس/ آذار لمكافحة تفشي فيروس كورونا.
نما الاقتصاد بنسبة 2.5% فقط في النصف الأول من عام 2022، أي أقل من نصف المستهدف السنوي الرسمي البالغ 5.5%.
قالت حكومة محافظة هوبي (وسط شرق الصين)، اليوم، إنّ 220 ألف شخص في المحافظة الواقعة يحتاجون إلى مياه الشرب، بينما تضرر 6.9 ملايين هكتار (17 مليون فدان) من المحاصيل. وأعلنت حالة الطوارئ في المحافظة بسبب الجفاف وأصدرت مساعدات في حالات الكوارث.
في سيتشوان (جنوب)، تم فقدان 47 ألف هكتار (116 ألف فدان) من المحاصيل وتضرر 433 ألف هكتار (1.1 مليون فدان)، حسبما ذكرت لجنة الكوارث بالمحافظة، اليوم. وقالت إنّ 819 ألف شخص يواجهون نقصاً في مياه الشرب.
كما قالت السلطات في تشونغتشينغ (جنوب غرب) إنّ ما يقدر بمليون شخص في المناطق الريفية سيواجهون نقصًا في مياه الشرب، حسبما أفادت به صحيفة شنغهاي الإخبارية.
حصاد مبكر للأرز
عادة ما يحصد المزارعون الأرز في أواخر أغسطس/آب أو سبتمبر/أيلول، لكنهم يخططون للانتهاء قبل أسبوعين على الأقل من موت النباتات، وفق مصادر زراعية.
في الوقت نفسه، عانت مناطق أخرى من فيضانات قاتلة. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الصينية (شينخوا) نقلاً عن السلطات المحلية بأن الفيضانات في محافظة تشينغهاي الشمالية الغربية قتلت 23 شخصاً على الأقل وخلفت ثمانية في عداد المفقودين.
قال التقرير إنّ الانهيارات الأرضية وفيضان الأنهار ضربا، في وقت متأخر الخميس، ست قرى في محافظة داتونغ في شنغهاي. وأُجبر نحو 1500 شخص على ترك منازلهم.