- قطاع الزراعة فقد 206 آلاف فرصة عمل بسبب الجفاف، بينما ساهمت قطاعات الخدمات، الصناعة، والبناء في إحداث فرص عمل جديدة، مما يبرز الحاجة لتنويع الاقتصاد المغربي.
- تقرير صندوق النقد الدولي يؤكد على الأثر السلبي للجفاف على الاقتصاد المغربي والقطاع الزراعي، مشيراً إلى ضرورة تطوير استراتيجيات متعددة القطاعات لتعزيز الاقتصاد وخلق فرص عمل مستدامة.
يضغط الجفاف في المغرب بقوة على سوق العمل، حيث تبين فقدان 150 ألف فرصة عمل في الأرياف، معظمها مصنف ضمن العمل غير المصرح عنه، ما ساهم في رفع معدل البطالة إلى 13,7 في المائة.
وساهم فقدان فرص عمل في الأرياف في الربع الأول من العام الحالي، حسب تقرير المندوبية السامية الصادر الجمعة، في تراجع حجم التشغيل الإجمالي بـ80 ألف فرصة عمل، رغم إحداث 78 ألف فرصة عمل في المدن.
وتفيد بيانات المندوبية أنه باستثناء قطاع الفلاحة والغابة والصيد الذي فقد 206 آلاف فرصة عمل، ساهمت القطاعات الاقتصادية الأخرى في إحداث مناصب الشغل، حيث أحدث قطاع الخدمات 63 فرصة عمل، متبوعا بقطاع الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية بـ34 ألف فرصة عمل وقطاع البناء والأشغال العمومية 25 ألف فرصة عمل.
واتضح أن عدد العاطلين بلغ 1,64 مليون عاطل على الصعيد الوطني، بزيادة وصلت إلى 96 ألف عاطل في الربع الأول من العام الجاري، 59 ألفا منهم بالمدن و38 ألفا بالأرياف.
وقد انتقل معدل البطالة من 12,9 في المائة في الربع الأول من العام الماضي، إلى 13,7 في المائة في الربع الأول من العام الحالي، بعدما قفز معدل البطالة بالمدن من 17,1 في المائة إلى 17,6 في المائة ومن 5,7 في المائة إلى 6,8 في المائة في الأرياف.
غير أن بيانات المندوبية السامية للتخطيط تؤكد حقيقة مفادها الارتفاع الكبير لمعدل البطالة بين الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 عاما، حيث يصل إلى 35,9 في المائة، بينما يبلغ بين الأشخاص الحاصلين على شهادة جامعية 20,3 في المائة والنساء 20,1 في المائة.
تأثيرات الجفاف في المغرب
ويعتقد محمد الهاكش، الخبير في القطاع الزراعي، أن دور الزراعة حاسم في توفير فرص العمل وتحديد معدل البطالة، غير أن فرص العمل تبقى هشة، خاصة في الأرياف التي لا تعرف نوعا من الامتثال العام لتشريعات العمل والحماية الاجتماعية.
ويؤكد لـ "العربي الجديد" أن فقدان فرص عمل الفلاحة يفضي إلى توسيع دائرة البطالة على الصعيد الوطني، خاصة في ظل عدم توفير الصناعة لفرص شغل كافية، بل إن هناك صناعات بالنظر لاعتمادها على التكنولوجيات الحديثة لا تتيح فرص عمل مهمة رغم الاستثمارات الكبيرة.
ويأتي معدل البطالة كي يؤكد المستوى المرتفع الذي بلغه في العام الماضي، حين قفز إلى 13,3 في المائة، وهو مستوى لم يعرفه المغرب منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي.
ويرد صندوق النقد الدولي في تقرير صادر عنه الأربعاء، القفزة القوية التي ميزت البطالة إلى الجفاف في المغرب وندرة المياه التي يعاني منها القطاع الزراعي، رغم مواصلة قطاع الخدمات في توفير فرص عمل، غير أنه ذلك لم يكف لامتصاص الخسائر الناجمة عن الأزمة التي تعرفها الزراعة، في وقت لم يوفر قطاعا البناء والصناعة فرصة عمل كافية في الأعوام الأربعة الأخيرة.
ويشدد تقرير صندوق النقد الدولي حول أداء الاقتصاد المغربي، على أن فقدان فرصة عمل مهمة في القطاع الزارعي يجد تفسيره في تدهور مؤشرات سوق العمل في ذلك القطاع بالنسبة للنساء اللواتي كن يمثلن قبل ثلاثة أعوام 52 في المائة ضمن النساء العاملات، مقابل 29 في المائة للرجال.