استمع إلى الملخص
- أكد وزير الخارجية العُماني على أهمية الاتفاقيات في دفع العلاقات نحو النمو، مشيراً إلى وجود آليات متابعة لتحقيق الأهداف المشتركة، بينما أشار نظيره الجزائري إلى التركيز على الأولويات المشتركة وتعزيز العلاقات الاقتصادية.
- تسعى الجزائر لاستقطاب استثمارات عُمانية في قطاع الطاقة، مع تنفيذ مشروع كبير بين سوناطراك وبهوان لإنتاج الأمونيا واليوريا بقيمة ثلاثة مليارات دولار، ضمن استراتيجية التعاون مع دول الخليج.
وقّعت الجزائر وسلطنة عُمان اليوم على ثماني اتفاقيات تعاون في عدة مجالات، في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى مسقط، وتشمل قطاعات التجارة وترقية الاستثمارات والخدمات المالية والتشغيل والتعليم العالي والتكوين والإعلام والبيئة.
وقال وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي لوكالة الأنباء العُمانية عقب التوقيع، إنّ "هذه المذكرات تأتي جزءاً من استراتيجية تبادل خبرات والمعرفة والتركيز على أولويات التعاون الممكنة بين البلدين، وتساعد في تحفيز الشراكة والتقارب سواء على مستوى الجهات الحكومية في البلدين أو حتى في القطاع الخاص". وأضاف أن "العلاقات العُمانية الجزائرية ستشهد مزيداً من النمو والازدهار، وستكون هناك آليات متابعة لهذه الاتفاقيات وبرامج تنفيذية لمزيد من المنافع المتبادلة بين البلدين". وأشار إلى "وجود عدد من الشركات التي تعمل وتستثمر في البلدين الشقيقين من الجانبين"، مؤكداً "أهمية دفع ودعم هذا التوجه بين البلدين والتقارب في مختلف المجالات الاقتصادية خاصة والاستثمارية".
من جانبه، قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إن "التوقيع على مذكرات التفاهم بين سلطنة عُمان والجزائر يأتي في إطار المصالح المشتركة بين الجانبين، وتوسيع مجالات التعاون بينهما"، مبيناً أن "مذكرات التفاهم الموقّع عليها بين البلدين الشقيقين تُركز على الأولويات التي يمكن تفعيلها بين الجانبين خدمة للمصالح المشتركة".
ويعطي وجود ستة وزراء، الخارجية والتعليم العالي والمالية والسكن والتجارة والطاقات المتجددة، إضافة الى مدير عام الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، ضمن الوفد المرافق للرئيس تبون في زيارته إلى مسقط، مؤشراً على رغبة جزائرية واضحة لإعطاء دفع اقتصادي للعلاقات مع عُمان، عبر رفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين، والتي بقيت في مستوى 100 مليون دولار، تمثل منها صادرات عُمان إلى الجزائر في حدود 98 مليون دولار، فيما بلغت قيمة واردات سلطنة عُمان من الجزائر حتى نهاية يوليو/تموز 2024 في حدود مليون دولار.
وتستهدف الجزائر في السياق نفسه استقطاب مزيد من الاستثمارات العُمانية، خاصة بعد إعلان شركات عُمانية رغبتها دخول سوق الاستثمارات في الجزائر، على غرار شركتي "أبراج" و"أوكيو" في قطاع الطاقة الجزائري، وتنفيذ مشروع استثماري يجمع بين الشركة الجزائرية للمحروقات سوناطراك ومجموعة بهوان لإنتاج الأمونيا واليوريا في منطقة أرزيو بولاية وهران غربي الجزائر، سيتم ضخ فيه ما مجموعه ثلاثة مليارات دولار أميركي، تحوز فيها مجموعة بهوان مساهمة قدرها 51%.
من جانبه، أكد الباحث والأكاديمي يحيى بوزيدي، لـ"العربي الجديد"، أن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى مسقط تأتي بعد انعقاد الدورة الثامنة للجنة الجزائرية العُمانية المشتركة في يونيو/حزيران الماضي، والتي أفضت مخرجاتها إلى توافق كبير بشأن تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية".
وأشار إلى أن الاتفاقيات "تعكس رغبة في توسيع الجزائر تعاونها مع دول الخليج العربي، خاصة في المجالات التي تمتلك فيها خبرة واسعة، ضمن الاستراتيجية الشاملة التي سطرها الرئيس عبد المحيد تبون في عهدته الأولى والثانية، للنهوض بالاقتصاد الوطني في مختلف المجالات، خاصة القطاعات الاستراتيجية المتصلة بالأمن الغذائي، والتعاون مع الدول التي لديها خبرات وتجارب ناجحة في هذه المجالات".
وأضاف أن "الجزائر عقدت أخيراً، الكثير من اتفاقيات الشراكة والتعاون في مجال الطاقة والزراعة الصحراوية مع إيطاليا وقطر والسعودية، وقد باشرت الشركات تجسيد المشاريع الاستثمارية، لذلك ترغب الجزائر في أن تكون لسلطنة عُمان مشاركة أيضاً في مشاريع من هذا النوع، خاصة بحكم تجربة السلطنة في الزراعات الصحراوية".