استمع إلى الملخص
- تتضمن الشحنة المصدرة إلى العراق مولدات للتوربينات الغازية بقوة 300 ميغاواط، تنفيذاً لتعليمات السلطات لتنويع النشاطات الاقتصادية والتجارية وتثمين المنتج المحلي.
- صدّرت سونلغاز شحنة من المعدات الكهربائية إلى تونس، ما ساعد على استمرار عمل المرافق الرئيسية وتجنب قطع الكهرباء عن أكثر من 11 مليون نسمة في الجزائر.
أعلنت شركة الكهرباء والغاز الحكومية الجزائرية "سونلغاز" تصدير معدات كهربائية هامة إلى العراق، انطلاقاً من مصنعها شرقي البلاد الذي أقيم بشراكة مع شركة "جنرال إلكتريك" الأميركية، وذلك بعد إمدادات السوق التونسية بالكهرباء طيلة الصيف الماضي، وضخ 1000 ميغاواط بشكل عاجل أيضاً في شبكة الكهرباء التونسية قبل أيام، في أعقاب عطل أصاب إحدى محطات الإنتاج.
وفي هذا السياق، أفادت شركة سونلغاز الحكومية الجزائرية في بيان بأنها "باشرت عملية تصدير معدات كهربائية هامة نحو دولة العراق"، مشيرةً إلى أن العملية تأتي في إطار نجاح المجموعة في "تفعيل شراكات تجارية هامة على الصعيدين المحلي والدولي". ولفت البيان الصادر السبت، إلى أن مراسم عملية التصدير جرت أمس، بمصنع شركة جنرال الجزائر المعروف بتسمية "إليكتريك آلجيريا توربين" (جيات/GEAT)" بولاية باتنة شرقي الجزائر، وهي شركة مساهمة بين "سونلغاز" وجنرال إلكتريك (GE). وبموجب العملية، سيتم تصدير شحنة هامة من المعدات الكهربائية إلى الشركة العراقية "توريس آرم فور باور جينيراسيون أويل ترايدينغ أند تروسبورتايشن"Taurus Arm For Power Generation Oil Trading and Transportation Ltd".
ويتعلق الأمر، بحسب مجموعة سونلغاز، بتصدير مولد للتوربينات الغازية من نوع "H53" و"0H5" بقوة 300 ميغاواط، إضافة إلى معدات ملحقة، من دون الكشف عن القيمة المالية للصفقة. وشددت الشركة الجزائرية على أن "هذه العملية تأتي في إطار تنفيذ تعليمات السلطات العليا للبلاد، الرامية للخروج تدريجياً من التبعية للمحروقات، من خلال تنويع النشاطات الاقتصادية والتجارية وتثمين المنتج المحلي". ويعاني اقتصاد الجزائر تبعية مفرطة لإيرادات النفط والغاز، إذ تمثل نحو 90% من إيرادات البلاد من النقد الأجنبي. ومنذ وصول الرئيس عبد المجيد تبون نهاية 2019، أطلقت الحكومة خططاً لدفع الصادرات غير النفطية، التي وصلت سبعة مليارات دولار في 2022، وهو أعلى رقم في تاريخ البلد منذ استقلاله عام 1962 عن فرنسا قبل أن تتراجع إلى خمسة مليارات في نهاية 2023.
وفي السياق، صدّرت سونلغاز السبت، من خلال ذراعها الصناعي المتمثل في الشركة الجزائرية للصناعات الكهربائية والغازية "سابغ"، شحنة من المعدات الكهربائية إلى تونس تتضمن مختلف أنواع قطع الغيار الخاصة بالعدادات الإلكترونية للكهرباء.
يأتي ذلك بعد أيام من إمدادات سونلغاز الشبكة التونسية بـ1000 ميغاواط، ما ساعد على استمرار عمل المرافق الرئيسية لدى جارتها الشرقية، في أعقاب عطب أصاب إحدى محطات توليد الطاقة بقدرة إنتاجية تبلغ 400 ميغاواط. وبحسب بيان لسونلغاز حينها، فإن العملية "جاءت تنفيذاً لتوجيهات السلطة العليا للبلاد في ما يتعلق بدعم أواصر التعاون مع تونس والتزاماً منها بمواصلة تزويدها بالطاقة"، وأنها "تمكنت (سونلغاز) في وقت قياسي من إمداد الشبكة التونسية بـ1000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية".
وخلال ذروة استهلاك الكهرباء في الصيف الماضي الذي تزامن مع موجات حر متكررة، تجنبت الجزائر قطع الكهرباء عن أكثر من 11 مليون نسمة، بفضل فائض إنتاج فاق ستة آلاف ميغاواط يومياً، كما حافظت على مستوى صادرات يومية إلى تونس يفوق 500 ميغاواط. ويفوق الإنتاج الجزائري من الكهرباء حالياً 26 ألف ميغاواط يومياً، بينما لم تصل أعلى ذروة استهلاك في تاريخ البلد العربي 20 ألف ميغاواط.
والصيف الماضي، أعلنت مجموعة "جنرال إلكتريك فيرنوفا" الأميركية، المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز GEV، تسلمها طلبية جديدة من قبل شركة الكهرباء والغاز الجزائرية "سونلغاز" المملوكة للدولة لتعزيز قطاع الكهرباء في البلاد، من خلال توريد معدات الجهد العالي وتجهيزات وحلول التحكم الآلي في الشبكة عبر 134 محطة فرعية بحلول عام 2028، يجري تصنيعها بولاية باتنة شرقي البلاد.
وأقامت سونلغاز قبل سنوات، مصنعاً بولاية باتنة شرقي البلاد يعرف بـ"مصنع جنرال إلكتريك للتوربينات"، ويحتوي على أربع وحدات إنتاجية.
وخصصت الوحدة الأولى لتوربينات تشغل بالغاز الطبيعي (100-300 ميغاواط)، والثانية تنتج توربينات بخارية (50-160 ميغاواط)، أما الوحدة الثالثة فتنتج مولدات كهربائية يتم توصيلها بالتوربينات لتحويل الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية، والوحدة الرابعة والأخيرة تُنتج أنظمة التحكم في التوربينات المصنعة في الوحدتين الأولى والثانية (توربينات الغاز والبخار).