جددت الجزائر تهديداتها لإسبانيا بقطع إمدادات الغاز عنها في حال أخلت بالعقود المبرمة بين البلدين بشأن توريد الغاز الجزائري أو إعادة توجيهه إلى أي بلد آخر، في إشارة إلى المغرب، في خضم أزمة دبلوماسية عاصفة بين الجزائر ومدريد، طرأت منذ إعلان الأخيرة عن تغيير موقفها في قضية النزاع بالصحراء.
وأكد السفير الجزائري لدى إيطاليا عبد الكريم طواهرية في حوار مع وكالة "نوفا" الإيطالية، أن الجزائر لن تتردد في قطع إمدادات الغاز الطبيعي عن إسبانيا إذا لم تحترم الأخيرة الاتفاقيات بينهما.
وأضاف: "إذا قررت إسبانيا إعادة تصدير الغاز الذي تشتريه من الجزائر إلى دول ثالثة، فقد توقف الجزائر بدورها الإمدادات إلى مدريد".
وأوضح الدبلوماسي الجزائري أن "الجزائر أصدرت بياناً رسمياً ذكرت فيه أنه إذا قامت إسبانيا بإعادة تصدير الغاز إلى دول أخرى، فلن تفي الجزائر بالتزاماتها، لأن إسبانيا ستكون أول من يختار عدم احترامها".
وتورد الجزائر إلى إسبانيا عبر خط بحري يربط بني صاف الجزائرية بالميريا الإسبانية، ما بين 8.5 إلى عشرة مليارات متر مكعب من الغاز، وأعلن مدير سوناطراك توفيق حكار قبل أسبوعين إمكانية مراجعة حصرية الغاز المباع إلى إسبانيا، على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
وهذه هي المرة الثانية التي تصدر فيها الحكومة الجزائرية تحذيرات لمدريد بشأن الإخلال بأي من الالتزامات التعاقدية حول الغاز الجزائري، إذ هددت وزارة الطاقة الجزائرية في 27 إبريل/نيسان الماضي إسبانيا بفسخ عقود الغاز في حال إعادة تصديرها الغاز الجزائري باتجاه عكسي إلى المغرب، عبر الأنبوب البري الذي تم تعليق ضخ الغاز فيه منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب قد تلقى بريداً إلكترونياً من نظيرته الإسبانية، تيريزا ريبيرا تبلغه فيه بقرار إسبانيا القاضي بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي- الأوروبي.
ونقلت صحف إسبانية، أمس الجمعة، أن الحكومة الإسبانية طلبت من نظيرتها المغربية إرسال فواتير شرائها الغاز من الأسواق العالمية، لتقوم بإرسالها بدورها إلى الحكومة الجزائرية، وإقناعها بأن الغاز الذي ستقوم إسبانيا بضخه عكسياً إلى المغرب عبر الأنبوب البري الذي يربط الجزائر بإسبانيا، ليس من الحصة التي تشتريها إسبانيا من الغاز الجزائري.