التنقل عبر عربات تجرها الدواب في غزة... وغاز الطهي وقود للسيارات

07 نوفمبر 2023
عائلة فلسطينية تستقل مركبة متضررة للنزوح من مناطق القصف (فرانس برس)
+ الخط -

يعيش قطاع غزة الذي أنهى العدوان الإسرائيلي شهره الأول عليه، ظروفًا معيشية وإنسانية هي الأقسى منذ أن فرض الحصار بعد منتصف يونيو/حزيران 2007 في أعقاب سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عليه بعد الاقتتال الداخلي مع السلطة الفلسطينية حينها.
ونتيجة للقرارات الإسرائيلية التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي فإن ظروف الحياة باتت مشابهة إلى حدٍ ما لتلك الظروف التي شهدها القطاع خلال الأعوام الأولى للحصار لا سيما بعد أسر شاليط وسيطرة حماس على غزة.
ويعتبر نقص الوقود اللازم لتشغيل المركبات من الأزمات التي طفت إلى السطح بعد انتهاء الشهر الأول للعدوان، خصوصًا وأن حكومة نتنياهو ما تزال ترفض كل الوساطات والضغوط الدولية الرامية لإدخال الوقود إلى القطاع خلال الفترة الحالية.
وتبرر سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرارها الحالي بأن حركة حماس تقوم باستخدام هذا الوقود في أعمالها العسكرية، وهو ما تنفيه الحركة التي تؤكد باستمرار على أن الوقود يذهب لصالح المستشفيات وحركة المركبات في مختلف المدن إلى جانب سيارات الإسعاف والدفاع المدني.

ونتيجة لأزمة شح الوقود فإن ظواهر عدة برزت خلال الأيام الأخيرة، إلى السطح لعل من أبرزها استخدام السيارات التي تعمل على "السولار" لزيت الطهي في ظل شح الوقود وارتفاع أسعاره حال توفره في السوق السوداء في بعض المدن، وهو مشهد لطالما اعتاد عليه الفلسطينيون في الفترة الأولى للحصار.
ويعمل السائقون في المناطق الجنوبية من القطاع تحديدًا على استبدال السولار بزيت الطهي نظرًا لانخفاض تكلفته مقارنة مع أسعار الوقود، فيما يواجه السائقون الذين تعمل مركباتهم بـ "البنزين" أزمة خانقة أدت لتوقف بعضهم عن العمل خلال الفترة الحالية.
ويتم شراء الكميات البسيطة المتوفرة من غاز الطهي لدى بعض محطات الوقود خلال الفترة الحالية بثمن مضاعف، الأمر الذي رفع أسعار المواصلات بصورة ملموسة.
وتشهد مناطق شمال القطاع ومدينة غزة أزمة شديدة على صعيد حركة السيارات والمواصلات نظرًا لتعامل الاحتلال الإسرائيلي معها على أنها مناطق "عمليات عسكرية" وصعوبة الحركة والتنقل في الكثير من هذه المناطق بفعل القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي.
أما المناطق الوسطى والجنوبية في القطاع فتشهد حركة مرورية بفعل نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين، إلا أن هذه المناطق تواجه أزمة شح في الوقود حالياً ما يعزز من الظواهر القديمة التي كان عليها القطاع خلال الشهور الأولى لفرض الحصار الإسرائيلي.
وفي مناطق خانيونس ورفح جنوبي القطاع دخلت الدواب على خط المواصلات من خلال عمل بعض "العربات" التي تجرها الدواب على طرق النقل مقابل مبالغ مالية تتنوع ما بين شيكل إلى 3 شواكل إسرائيلية بناءً على حجم المسافة التي سينتقل إليها الشخص. (الدولار=4.4 شيكل إسرائيلي)

وباتت هذه الوسيلة، بديلاً عن المواصلات المعتادة في ضوء أزمة الوقود الحاصلة وشحها وصعوبة الحركة والتنقل بين المدن والمناطق هذه الأيام، خصوصًا مع اشتداد القصف الإسرائيلي في الأسبوعين الأخيرين واستهداف المركبات والسيارات المتحركة على الطرق المختلفة.
السائق أحمد النيرب يقول لـ "العربي الجديد" إنه اضطر لاستخدام "زيت الطهي" كبديل عن السولار في ظل صعوبة توفره هذه الأيام في محطات الوقود المختلفة نظرًا لرفض الاحتلال الإسرائيلي إدخاله منذ بداية الحرب الجارية على القطاع قبل نحو شهر.
ويضيف أن ما يحصل حاليًا يعقد من حياة الفلسطينيين وتنقلهم بين المناطق ويجعل الحركة محدودة للغاية هذه الفترة، مع إمكانية توقف الحركة كلياً خلال الفترة المقبلة، إذا ما تواصلت الحرب الإسرائيلية على غزة ولم يتم إدخال الوقود من جديد.
أما الفلسطيني محمد قشطة فلجأ هو الآخر لاستخدام "زيت الطهي" إذ يعمل كسائق أجرة داخل مدينة رفح إلا أنه يواجه معضلة كبيرة في توفير السولار جراء عدم توفره في الكثير من المحطات للأسبوع الرابع على التوالي ورفض إدخاله لغزة هذه الأيام.
ويقول قشطة لـ "العربي الجديد" إن الوقود المتوفر في المحطات أو المتبقي مخصص فقط لصالح سيارات الإسعاف وهو آخذ بالنفاد حسب إفادات أصحاب المحطات، وهو ما يضطر أصحاب سيارات الأجرة أو المملوكة وتعمل على السولار لاستخدام زيت الطهي.
ويلاحظ المتجول في مناطق جنوب القطاع استخدام عشرات السائقين لزيت الطهي من خلال الروائح المنبعثة من السيارات هذه الفترة، إلى جانب توقف السائقين في الشوارع والطرق المختلفة لتعبئة مركباتهم بالزيت من أجل الاستمرار في السير والحركة في مختلف المناطق.

المساهمون