التعاون الإيراني السعودي "يحسم" خلافات حقول النفط

27 يونيو 2023
تكثّفت في الآونة الأخيرة المحادثات الثنائية لبلورة التعاون بين الجانبين (Getty)
+ الخط -

كشف المدير التنفيذي للشركة الوطنية للنفط الإيرانية، محن خجسته مهر، اليوم الثلاثاء، أنه بعد استئناف العلاقات بين طهران والرياض "قد بدأت التمهيدات بشأن التعاون الثنائي" حول الحقول النفطية المشتركة.

وأضاف خجسته مهر أن جميع الحقول المشتركة بين إيران والسعودية "قد حُسم أمرها"، في إشارة إلى عدم وجود خلافات.

وتشترك إيران والسعودية في أربعة حقول نفطية وغازية، هي حقل "إسفنديار" المتصل بحقل "لؤلؤ" السعودي، وحقل "فروزان" المتصل بحقل "المرجان" السعودي، فضلاً عن حقلي "فرزاد 1" و"فرزاد 2". 

وكانت إيران قد أعلنت في أغسطس/آب 2022، عن قرارها بدء تطوير حقل إسفنديار الذي تقدر احتياطياته بنحو 500 مليون برميل مكافئ من النفط والغاز. 

وإجمالاً، تشترك إيران في 28 حقلاً للنفط والغاز مع الدول الجارة لها، أهمها دول خليجية والعراق. وتحتوي هذه الحقول على 20% من احتياطي النفط الإيراني و30% من الغاز الطبيعي، أشهرها حقل "بارس الجنوبي" الذي تشترك فيه إيران مع دولة قطر التي يعرف فيها الحقل باسم حقل الشمال.

وفيما تتحدث تقارير وتصريحات إيرانية عن أن إيران في ضوء العقوبات الأميركية، لم تعد بوسعها الاستخراج من الحقول المشتركة، وأن الدول التي تشترك معها هذه الحقول باتت أكثر استفادة منها، قال المدير التنفيذي لشركة النفط الإيرانية الوطنية، وفق ما أورده موقع وزارة النفط الإيرانية، إن بلاده قد أعدت خططاً لازمة لزيادة الإنتاج، والحفاظ على القدرة الإنتاجية لهذه الحقول.

وتابع أن شركتي "بتروبارس" و"المنشآت البحرية" تعملان حالياً في حقل "فروزان" المشترك مع السعودية، واعداً بالإعلان قريباً عن "أنباء إيجابية" حول رفع إنتاج إيران من النفط في هذا الحقل.

ولفت إلى أن وزارة النفط الإيرانية، قد وقعت على عقد لإنشاء منصة حقل "فرزاد 2" الغازي المشترك مع السعودية، وأن شركة بتروبارس الإيرانية تصنع هذه المنصة. 

وبشأن مشروع تطوير حقل "فرزاد A" الغازي، قال المسؤول الإيراني، إن خطة بشأن ذلك قد أعدت وسلمت إلى شركة النفط الإيرانية الوطنية، مؤكداً أن عملية بناء المنصة لهذا الحقل ستبدأ قريباً.

كما كشف أن بلاده تستعد لبدء أعمال الحفر في حقل "آرش" النفطي المتنازع عليه مع الكويت والسعودية، مشيراً إلى تخصيص ميزانية لتنفيذ هذا المشروع.

ويُعرف حقل "الدرة" الغازي المشترك بين السعودية والكويت في إيران باسم "آرش"، وتقول إيران إنها تشترك في جزء منه مع الكويت، حيث قامت الأخيرة بالاتفاق مع السعودية على تطويره والاستفادة منه، فيما يرى الجانب الخليجي أنه "كويتي سعودي خالص".

وفي 21 مارس/آذار 2022، وقعت السعودية والكويت وثيقة بقيمة 7 مليارات دولار لتطوير الحقل، تنص على قيام شركة عمليات الخفجي المشتركة، وهي مشروع مشترك بين "أرامكو لأعمال الخليج" و"الشركة الكويتية لنفط الخليج"، بالاتفاق على اختيار استشاري "يُجري الدراسات الهندسية اللازمة لتطوير الحقل".

وبموجب الوثيقة، تقرر أن يستخرج البلدان يومياً 30 مليون متر مكعب من الغاز و84 ألف برميل من المكثفات الغازية.

إلا أنه في 26 مارس/آذار 2022، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن الاتفاق بين السعودية والكويت لتطوير حقل "آرش/ الدرة" للغاز خطوة "غير قانونية"، مؤكدة احتفاظ إيران بحق الاستثمار في الحقل المشترك بين الدول الثلاث.

وأشارت إلى أن هنالك أجزاء منه في نطاق المياه غير المحددة بين إيران والكويت، داعية إلى دخول الدول الثلاث في مفاوضات حول كيفية استثمار الحقل المشترك.

وفي 29 مارس/آذار، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح إن "إيران ليست طرفاً في حقل الدرة فهو حقل كويتي سعودي خالص".

اتهامات إيرانية للسعودية

وأمس الاثنين، علّق رئيس المجلس الإداري لجمعية شركات التنقيب الإيرانية عن النفط والغاز، هدايت الله خادمي، على العقود التي أبرمتها "أرامكو" السعودية و"توتال إنرجي" الفرنسية بقيمة 11 مليار دولار، السبت الماضي، باتهام السعودية بأنها تعمل حالياً على تفريغ الاحتياطيات من الحقول المشتركة.

وأضاف خادمي في حديث مع "وكالة أنباء العمال الإيرانية" (إيلنا) الإيرانية: "إننا صامتون" إزاء هذا الوضع، مشيراً إلى أن السعودية زادت من أنشطتها لتطوير الحقول المشتركة والاستخراج منها، وقال إن الإنتاج السعودي في حقل "فرزاد A" المشترك "يمضي إلى الأمام كما خطط له، لكننا في حقل "فرزاد B" قد وضعنا منصة حفر لكنها متوقفة عن العمل".

وعن حقل "آرش" أو "الدرة"، قال خادمي إن إيران اكتشفت النفط والغاز في هذا الحقل عام 1967 بمشاركة شركة يابانية، مضيفاً أنها بدأت الإنتاج منه عام 2013.

وحسب قوله، فإن الحقل يحتوي على تريليون متر مكعب من الغاز، فضلاً عن 42 مليون برميل من النفط، قائلاً إن "أهم حقل استراتيجي للبلد لم يطور"، متابعاً أن 40% من الحقل يقع داخل الأراضي الإيرانية.

المساهمون