التضخم الأميركي.. ارتفاع مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي

30 سبتمبر 2022
تضخم أميركا ما زال عصياً على السيطرة (أسوشييتد برس)
+ الخط -

في نهاية أسبوع وشهر وربع سيئين للاقتصاد والمستثمر والمواطن الأميركي، أعلنت وزارة التجارة الأميركية، اليوم الجمعة، ارتفاع مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، أحد أهم مؤشرات التضخم بالنسبة لمجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي)، خلال أغسطس/آب الماضي بنسبة 0.6% بعد استقراره في يوليو/تموز، فيما اعتبره محللون إشارة على أنّ مهمة البنك في القضاء على التضخم لم تكتمل حتى الآن. 

ورغم جهود البنك الفيدرالي المضنية، ارتفع المؤشر الأساسي للإنفاق الاستهلاكي، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة شديدة التقلب، بنسبة 4.9% خلال أغسطس/آب، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بعد أن كان 4.7% في القراءة السابقة.

وارتفع معدل التضخم شاملاً أسعار الغذاء والطاقة في أغسطس بنسبة 0.3% مقارنة بالشهر السابق، بعد أن سجلت القراءة السابقة تراجعاً بنسبة 0.1%. وجاء الارتفاع في هذا المؤشر من مؤشرات التضخم، على الرغم من تراجع سعر وقود السيارات، مبتعداً عن أعلى مستوياته التاريخية، فوق سعر 5 دولارات للغالون، الذي سجله مطلع الصيف الماضي.

ارتفاع الدخول والإنفاق

وخلال الشهر نفسه، أظهرت بيانات وزارة التجارة، ارتفاع متوسط الدخل الفردي بنسبة 0.3% مقارنة بشهر يوليو/تموز، وارتفاع الإنفاق بنسبة 0.4%، وأيضاً ارتفاع متوسط الدخل بعد الضريبة بنسبة 0.1%، وذلك بعد تسجيله ارتفاعاً بنسبة 0.5% في القراءة السابقة.

وأظهرت البيانات بوضوح أنّ سياسة البنك الفيدرالي التشددية ربما تستمر أكثر مما توقع أو تمنى المستثمرون. وبعد إعلان البيانات صباح الجمعة، حذرت عضو مجلس إدارة البنك الفيدرالي لايل برينارد، من "التسرّع في إيقاف رفع الفائدة قبل الأوان"، مشددة على "ضرورة الإبقاء على معدلات الفائدة المرتفعة لبعض الوقت، وحتى تتم السيطرة التامة على التضخم".

أسوأ ربع لأسعار النفط منذ ربع ظهور الوباء

وعلى صلةٍ بالأمر، تسببت مخاوف دخول الاقتصاد الأميركي في ركود، في تراجع الطلب على النفط، رغم أنّ أغلب المحللين يتوقع ارتفاع أسعاره من جديد قبل نهاية العام الحالي.

وتراجع سعر خام برنت المعياري خلال الربع المنتهي اليوم بنحو 23%، مسجلاً 88.50 دولاراً للبرميل، ومقترباً من مستواه قبل غزو روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، الذي سبب صدمة كبيرة لأسواق الطاقة، وساهم في وصول أسعار منتجاتها إلى مستويات غير مسبوقة.

وبسعره الحالي، أصبح الربع الثالث من العام هو أسوأ ربع سنة على الذهب الأسود منذ الربع الأول من عام 2020، الذي شهد ظهور وانتشار وباء كوفيد - 19 في الأراضي الأميركية، وأغلب دول العالم، وتسبب في تراجع سعر البرميل من خام برنت بأكثر من 60%، تزامناً مع صدور أوامر الإغلاق الكبير.

وفي حين كان السائق الأميركي يشتري الغالون من وقود السيارات العادي في المتوسط بسعر يتجاوز 5 دولارات في يونيو/حزيران الماضي، تراجع السعر حالياً ليصبح أقل من 4 دولارات، إلا أنّ آثار ذلك لم تظهر بعد على مؤشرات التضخم الأميركي، كما أعلنت وزارة التجارة الأميركية، اليوم الجمعة.

وفي لقاء مع قناة "سي إن بي سي" الإخبارية المهتمة بالشأن الاقتصادي، أكد العضو السابق بمجلس إدارة البنك الفيدرالي والأستاذ بجامعة شيكاغو راندي كروزنر، أنّ الوقت ما زال مبكراً لمطالبة البنك الفيدرالي بوقف رفع معدلات الفائدة، لا سيما في ظل المخاطر الجيوسياسية الحالية، "وذلك على الرغم من تراجع توقعات التضخم خلال الأسابيع الأخيرة".