ارتفعت أسعار القمح في مجلس شيكاغو للتجارة بأكثر من أربعة في المائة، اليوم الاثنين، وسط مخاوف من أن تصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا قد يوجد تهديدات جديدة لشحنات الحبوب من منطقة البحر الأسود.
كما ارتفعت أسعار الذرة، وسط توقعات بتراجع حجم المحاصيل في الولايات المتحدة وأوروبا. كما زادت أسعار فول الصويا بفعل آمال زيادة الطلب الصيني.
وقفزت أسعار القمح الأكثر نشاطا في مجلس شيكاغو 4.8 بالمائة إلى 9.22 دولارات ونصف سنت للبوشل، الساعة 11.15 بتوقيت غرينتش، في حين ارتفعت أسعار الذرة 1.5 بالمائة إلى 6.94 دولارات للبوشل، وفول الصويا 1.9 بالمائة إلى 13.94 دولارا وربع سنت للبوشل.
وقال مات أميرمان، مدير مخاطر السلع لدى ستون إكس، إن "سعر القمح ارتفع بسبب تصاعد القتال بين روسيا وأوكرانيا، والقلق بشأن ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى أي انقطاع لصادرات الحبوب المنقولة بحرا من البحر الأسود، خصوصا إذا كان مرور شحن صادرات الحبوب الأوكرانية الآمنة سيظل آمنا".
وأضاف أميرمان، وفقا لوكالة "رويترز"، أنه "بغضّ النظر عما إذا كان الانقطاع الفعلي للشحنات محتملا أم لا، فإن علاوة المخاطرة تضاف إلى الأسعار اليوم، كما لو أن شحنات البحر الأسود قد تعطلت، ويمكن أن يتحول الطلب إلى مناطق أخرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وقصفت روسيا مدنا أوكرانية اليوم، في رد بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين أن انفجارا على الجسر المؤدي إلى شبه جزيرة القرم كان "هجوما إرهابيا".
وقال أميرمان إن "أسعار الذرة تشهد أيضا بعض الزيادة بسبب مخاوف الصراع في البحر الأسود، إلى جانب توقعات انخفاض (حجم) الحصاد في الولايات المتحدة وأوروبا". وأضاف "زادت أسعار فول الصويا بفعل الآمال في استئناف عمليات الشراء الصينية مع عودة البلاد إلى العمل بعد أسبوع العطلة".
توقعات بتمديد اتفاق الحبوب
ويأتي ارتفاع أسعار القمح والذرة رغم تأكيدات منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، اليوم الاثنين، ثقته في إمكان تمديد اتفاق توسطت فيه المنظمة الدولية وتركيا، لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وذلك على الرغم من الضربات الانتقامية التي شنتها روسيا على كييف اليوم.
وقال غريفيث، في مؤتمر صحافي بجنيف، ردا على سؤال عن تأثير أحدث تصعيد في الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر على تمديد الاتفاق: "وجهة نظرنا في الأمم المتحدة هي أننا بالطبع يجب أن نسعى إلى تجديده، وأنا على ثقة بأننا سنشهد تمديده، لكن هناك حاجة أيضا إلى مدة تجديد تزيد على أربعة أشهر. نحتاج إلى تمديده لمدة عام".
وكان ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، قد أكد يوم الجمعة الماضية أن غريفيث والمسؤولة التجارية البارزة بالأمم المتحدة ريبيكا غرينسبان سيسافران إلى موسكو في غضون أسبوع تقريبا، لمناقشة القضيتين مع كبار المسؤولين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أول من أمس السبت، إن الجانب الأوكراني ينظر بإيجابية لتمديد العمل باتفاق إسطنبول الخاص بشحن الحبوب، في حين أن روسيا لديها بعض المخاوف بشأن شحن منتجاتها الزراعية والأسمدة.
وأوضح قالن، في تصريح تلفزيوني، أن الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تباحثا هاتفيا الجمعة بشأن تمديد العمل باتفاق إسطنبول الخاص بشحن الحبوب الأوكرانية.
وأضاف: "نرغب بتمديد هذا الاتفاق، تحدثنا إلى الجانب الأوكراني، وهم ينظرون إلى ذلك بشكل إيجابي، لكن الجانب الروسي لديه بعض المخاوف بشأن شحن محاصيلهم الخاصة والأمونيا والأسمدة".
وفي 22 يوليو/تموز الماضي، شهدت إسطنبول توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية" بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
وتضمّن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لكن روسيا انتقدت الاتفاق، وشكت من أن صادراتها ما زالت تواجه عراقيل. وقد تعترض موسكو على تمديد أجل الاتفاق الذي يسمح لأوكرانيا بالتصدير إلى ما بعد أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.
وشملت الصفقة أيضا الأمونيا التي تعتبر مكونا رئيسيا في صناعة سماد النترات.
وبعد أن غزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، أُغلق خط أنابيب ينقل الأمونيا من منطقة فولغا الروسية إلى ميناء يوجني الأوكراني على البحر الأسود، وتحاول الأمم المتحدة الآن التوسط لاستئناف صادرات الأمونيا.
(رويترز، العربي الجديد)