أدى الارتفاع الكبير في صادرات الفواكه السورية إلى ارتفاع في أسعارها على المستهلكين السوريين بنسب تراوحت ما بين 25 و50 في المائة، وسط توقعات باستمرار الأسعار في الارتفاع، بسبب توجّه كثير من التجار إلى تخزينها وحفظها في برادات كبيرة من أجل بيعها في وقت لاحق.
وقال عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق التابعة للنظام السوري، أسامة قزيز، إنّ أسعار الفواكه ارتفعت خلال فترة العيد بنسب تصل إلى 50 في المائة نتيجة زيادة الطلب واستمرار التصدير، مشيراً إلى عدم وجود أي عقبات حالياً بالنسبة للتصدير، والشاحنات تذهب عبر المعابر ومن ثم إلى دول الخليج والعراق بشكل طبيعي من دون أي عوائق أو تأخير.
وأضاف عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق، في حديث لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام، أنّه في حال كان إنتاج سورية من الفواكه يومياً بحدود 1000 طن على سبيل المثال، فإن حصة المصدرين من هذا الإنتاج ستكون 800 طن، وإنّ نحو 50 براداً محملاً بالخضر والفواكه تخرج من الأراضي السورية يومياً إلى دول الخليج عبر معبر نصيب - جابر الحدودي مع الأردن، وما بين ثمانية و15 براداً باتجاه العراق.
ولفت قزيز إلى أنّ البراد المحمّل بالفواكه تصل سعته لحوالي 25 طناً، أما إذا كان محملاً بالبطيخ أو البطاطا فتكون سعته 35 طناً.
واستبعد عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق إمكانية انخفاض أسعار الفواكه خلال الأيام المقبلة، باعتبار أنّ أغلب أنواع الفواكه مثل الإجاص (الكمثرى) والتفاح والعنب وغيرها من الأنواع الأخرى سيتم تخزينها من قبل التجار المحليين لتباع في وقت لاحق.
ومن أبرز الفواكه التي يتم تصديرها المشمش الذي يباع الكيلوغرام الواحد منه في سورية بنحو ثلاثة آلاف ليرة، والكرز بأكثر من خمسة آلاف، إضافة إلى البطيخ الأصفر (شمام) الذي يباع بنحو ألف ليرة والخوخ (برقوق) الذي يباع بنحو ثلاثة آلاف، ويبلغ سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار نحو 2525، بحسب مصرف سورية المركزي، أما في السوق السوداء فيصل إلى 3220 ليرة.
يبلغ سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي نحو 2525، بحسب مصرف سورية المركزي، أما في السوق السوداء فيصل إلى 3220 ليرة
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي، أحمد سليمان، لـ"العربي الجديد"، إنّ النظام يسعى بكلّ الوسائل لرفد خزينته بالأموال وبات المواطن آخر همومه، لذا يقوم بتصدير الجزء الأكبر من الفواكه السورية كونها تباع بأثمان أغلى وعمليات بيعها بالجملة أسهل، ما يعني الحصول على العوائد المادية بدفعات كبيرة وبشكل أسرع.
وأضاف سليمان أنّ الكثير من أصناف الفواكه، خاصة المستوردة بات المواطن السوري محروماً منها لارتفاع أسعارها، وتجاوزها الحدود الطبيعية، وانخفاض أسعار صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية وتراجع القوة الشرائية، وتأثير ذلك على الأسواق والأسعار والحياة اليومية.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، مطلع الشهر الجاري، إنّ نحو 90 في المائة من العائلات السورية تتبنى استراتيجيات وأساليب تكيّف سلبية للبقاء على قيد الحياة.
وأشار، في تغريدة على موقع "تويتر"، إلى أنّ منها، تقليل كمية الطعام الذي يتناولونه، بالإضافة إلى تقليل كمية المشتريات، والاستدانة لشراء الحاجات الأساسية، وأنه يدعم كل شهر ما يقرب من خمسة ملايين أسرة متضررة من النزاع في سورية.
وقفزت تكاليف معيشة السوريين من مليون ليرة للفرد، قبل رفع حكومة بشار الأسد أسعار المشتقات النفطية والخبز، إلى مليون و240 ألف ليرة، وفق ما أشار إليه مركز "قاسيون" في دمشق نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي.
وذكر "قاسيون" أنّ الحدّ الأدنى للأجور في سورية، لا يغطي سوى 7 في المائة تقريباً من حاجات المعيشة الأساسية للأسرة، لافتاً إلى أنّ الغذاء الضروري يُشكّل نحو نصف تلك الحاجات.
ووفق "قاسيون"، فإنّ تكاليف المعيشة للفرد شهرياً، خلال الربع الأول من 2021، وصلت إلى نحو 330 دولاراً.