التحذيرات تزيد تشاؤماً: الاقتصاد الأميركي نحو الركود

22 يونيو 2022
تشديد في السياسة النقدية (Getty)
+ الخط -

تتزايد المؤشرات التي تدل إلى اتجاه الاقتصاد الأميركي نحو الركود، وسط تحذيرات واسعة من خبراء وشركات ومنظمات دولية من تزايد مخاطر التباطؤ في أكبر اقتصاد في العالم. وتصدرت تصريحات الملياردير الأميركي إيلون ماسك وغولدمان ساكس ونومورا وعدد من الاقتصاديين عناوين الأخبار التي تثير المخاوف من حدوث هبوط صعب لأكبر اقتصاد في العالم حيث يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لمواجهة أسرع وتيرة تضخم منذ عقود.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك الثلاثاء إن الركود في الولايات المتحدة يبدو مرجحاً في المستقبل القريب، وهو أمر لا مفر منه في مرحلة ما. وتابع ماسك في مقابلة مع "بلومبيرغ" في منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة: "في ما يتعلق بما إذا كان هناك ركود في المدى القريب، فمن المرجح أن يحصل أكثر من عدمه".

وقال أغنى شخص في العالم للمديرين التنفيذيين في تيسلا في وقت سابق من هذا الشهر إنه لديه "شعور سيئ للغاية" بشأن الاقتصاد، وفقاً لرسالة بريد إلكتروني داخلية نشرتها سابقاً وكالة رويترز.

بدوره، أكد نورييل روبيني، وهو الخبير الاقتصادي المشهور بتوقع الأزمة المالية العالمية، إنه يتوقع حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة بحلول نهاية العام. وقال روبيني في حديث مع تلفزيون بلومبيرغ إن مقاييس ثقة المستهلك ومبيعات التجزئة ونشاط التصنيع والإسكان تتباطأ جميعها بشكل حاد في حين أن التضخم مرتفع. وقال: "نحن نقترب جداً".

ورأى بنك غولدمان ساكس أن هناك فرصة بنسبة 30 في المائة لانزلاق الاقتصاد الأميركي إلى الركود خلال العام المقبل، ارتفاعا من توقعاته السابقة البالغة 15 في المائة، وسط تضخم قياسي مرتفع وخلفية ضعيفة للاقتصاد الكلي يغذيها الغزو الروسي لأوكرانيا.

تأتي أحدث التوقعات بعد حوالي أسبوع من قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بأكبر رفع في سعر الفائدة منذ عام 1994 لوقف ارتفاع التضخم، كما اتخذت العديد من البنوك المركزية الأخرى خطوات صارمة لتشديد السياسة النقدية.

توقع بنك غولدمان ساكس احتمالاً مشروطاً بنسبة 25 في المائة لدخول الولايات المتحدة ركوداً في عام 2024 إذا تجنبت الركود في عام 2023، مضيفاً أن هذا يعني أن هناك احتمالاً تراكمياً بنسبة 48 في المائة للركود على مدار العامين المقبلين مقارنةً بتوقعاتها السابقة 35 في المائة.

وأضاف: "نحن قلقون بشكل متزايد من أن الاحتياطي الفيدرالي سيشعر بأنه مضطر للاستجابة بقوة للتضخم الرئيسي المرتفع وتوقعات تضخم المستهلك إذا ارتفعت أسعار الطاقة أكثر، حتى لو تباطأ النشاط بشكل حاد".

وكتب الاقتصاديان في نومورا أيشي أميميا وروبرت دينت في مذكرة يوم الاثنين أن "الاضطرابات في قطاعي الطاقة والغذاء، إلى جانب تراجع ثقة المستهلك، تساهم في تباطؤ اقتصادي يلوح في الأفق في الولايات المتحدة وخارجها".

وقالت مذكرة من بنك الاستثمار الياباني إنه "مع زخم النمو المتباطئ سريعاً والتزام بنك الاحتياطي الفيدرالي باستعادة استقرار الأسعار، نعتقد أن الركود المعتدل الذي يبدأ في الربع الرابع من عام 2022 هو الآن أكثر احتمالاً".

المساهمون