سلطت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية الضوء على ما سمّته وضعية الانفصال الغريب بين البورصة الأميركية الصاعدة والحالة الحزينة التي تعيشها السياسة الأميركية في ظل ما تمر به الولايات المتحدة من فترة تسبق إجراء انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
وأرجعت الصحيفة، في تقرير لها، الانفصال بين ازدهار سوق الأوراق المالية وما وصفته بأزمة تواجه الديمقراطية الأميركية، إلى اعتقاد البورصة الأميركية أن تأثير الرئيس الأميركي على الاقتصاد المحلي محدود، على الأقل في المدى القصير، مضيفة أنه ربما يعتقد المستثمرون أن الذكاء الاصطناعي ينتصر على كل شيء حيث تمثل شركاته حصة كبيرة من المكاسب الأخيرة التي حققتها سوق الأوراق المالية.
وذهبت "ذا غارديان" إلى أن هذا التفسير يتجاهل العواقب الاقتصادية طويلة المدى لقرارات السياسة المحتملة مثل التراجع عن التجارة الحرة، مشيرة إلى أن هذا المجال يبدو أن الرئيس الحالي للولايات المتحدة جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب مصممان على التفوق فيها أحدهما على الآخر.
وذكرت الصحيفة أنه عندما يتعلق الأمر بالهجرة، وهي مصدر قلق كبير للناخبين، فإن القيود التي فرضها ترامب على الهجرة من شأنها أن تعرقل هجرة ذوي المهارات العالية للولايات المتحدة، في حين أن سياسة الحدود المفتوحة التي ينتهجها بايدن غير منطقية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ربما يدرك المستثمرون أن الناخبين في الولايات المتحدة أصبحوا منقسمين بشدة إلى الحد الذي يجعل من غير المرجح أن يتمكن أي رئيس من السيطرة على مجلسي الكونغرس لأكثر من عامين.
التكنولوجيا والبورصة الأميركية
وأشارت الصحيفة إلى أنه ومع تحول الأزمة السياسية إلى العرف في واشنطن، فإن شركات التكنولوجيا الكبرى التي تمثل حصة كبيرة من المكاسب الأخيرة التي حققتها البورصة الأميركية بسبب طفرة الذكاء الاصطناعي، من غير المرجح أن تواجه تنظيمات مكافحة الاحتكار.
ويعتبر قانون مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة مجموعة من القوانين الفيدرالية في الغالب، بحيث ينظم سلوك الشركات التجارية، ويهدف بشكل عام إلى تعزيز المنافسة ومنع الاحتكارات.
ولفتت الصحيفة إلى أن إصدار الرئيس الأميركي جو بايدن أمرا تنفيذيا شاملا يهدف إلى "إدارة المخاطر" التي يفرضها صعود الذكاء الاصطناعي. بيد أن "ذا غارديان" ذكرت أنه ونظرا للجهود الباهتة التي تبذلها الإدارة لكبح جماح صناعة التكنولوجيا، يظل من غير الواضح كيف تنوي واشنطن إدارة هذه المخاطر.
(قنا، العربي الجديد)
(قنا، العربي الجديد)