البورصات الأميركية على كف عفريت

09 يوليو 2024
متداولون في بورصة نيويورك، 3 يناير 2024 (أنجيلا فايس/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **توقعات متشائمة بشأن البورصات الأميركية:** تشير التوقعات إلى انهيار محتمل في أسعار الأسهم في "وول ستريت" بسبب الغموض الاقتصادي الغربي، صعود تيارات سياسية متطرفة في أوروبا، وعدم اليقين حول الانتخابات الأميركية المقبلة وسياسات البنك الفيدرالي.

- **تحذيرات من ركود اقتصادي:** تتوقع بعض المؤسسات دخول الاقتصاد الأميركي في ركود مفاجئ مع مخاوف التضخم ونتائج أعمال الشركات المخيبة للآمال، مما سيؤثر سلباً على الأسواق المالية الدولية.

- **نصائح للمستثمرين:** ينصح المحللون المستثمرين بالاستعداد لتراجع كبير في البورصات الأميركية، مع توقعات بحدوث تقلبات ومخاطر في سوق الأسهم الأميركي خلال النصف الثاني من العام.

متشائمة تلك التوقعات الصادرة مؤخراً بشأن البورصات الأميركية وأسواق المال وتتوقع انهيارها وتكبد المستثمرين خسائر فادحة. التوقعات صادرة عن بنوك الاستثمار ومراكز الأبحاث العالمية الكبرى، وتتحدث عن تهاوي أسعار الأسهم في بورصات "وول ستريت" الأميركية.

والأسباب عديدة، لكن أهمها حالة الغموض التي باتت تسيطر على المشهد الاقتصادي الغربي بسبب نتائج الانتخابات الأخيرة الصادمة لبعض السياسيين ومراكز استطلاع الرأي، ومنها صعود تيار اليسار في فرنسا، والنجاحات التي حققها اليمين المتطرف في العديد من الدول الأوروبية ومنها ألمانيا وإيطاليا، وحالة عدم اليقين المرتبطة بتطورات الانتخابات الأميركية المرتقبة واحتمالية عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض مع إصرار جو بايدن على الترشح لفترة جديدة، وتوقعات حدوث تباطؤ في أوروبا خاصة في الاقتصادات الكبرى ومنها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وغموض قرارات وسياسات البنك الفيدرالي الأميركي المتعلقة بموعد ومرات خفض سعر الفائدة.

بل إن بعض تلك المؤسسات تتوقع دخول الاقتصاد الأميركي قريباً في ركود مفاجئ مع مخاوف التضخم ونتائج أعمال الشركات التي قد تكون مخيبة للآمال، وهو ما ينعكس سلبا ليس على الولايات المتحدة فحسب، بل على أسواق المال الدولية.

واللافت أن تلك التوقعات المتشائمة صادرة عن أكبر مصارف الاستثمار الأميركية والعالمية ومنها سيتي بنك وجي بي مورغان ومورغان ستانلي وغولدمان ساكس، ولذا يجب التعامل معها بجدية من قبل المستثمرين في "وول ستريت" والبورصات المرتبطة بها.

كانت من أكثر التوقعات تشاؤماً تلك التي تتحدث مباشرة عن انهيارات في البورصات الأميركية حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في نوفمبر المقبل والفترة التي تليها.

مثلاً، توقع كبير الاستراتيجيين العالميين لدى شركة الأبحاث "بي سي إيه ريسيرش"، بيتر بيريزين، هذا الأسبوع، انهيار سوق الأسهم الأميركية بنسبة 32% في عام 2025، مع فشل البنك الفيدرالي في منع الركود المرتقب. أما بالنسبة للعام الجاري فرجحت شركة الأبحاث الشهيرة حدوث تراجع للسوق بنسبة 10% خلال فترة ما قبل الانتخابات، وقطعت الطريق على المتفائلين قائلة إن احتمالات صعود سوق الأسهم من الآن وحتى نهاية العام ضئيلة للغاية.

وسار المحللون الاستراتيجيون لدى شركة بي سي إيه ريسيرش BCA Research للأبحاث الاستثمارية على نفس النهج، حينما أكدوا هذا الأسبوع أن سوق الأسهم الأميركي يتجه نحو انهيار حاد يتراجع فيه مؤشر "إس آند بي 500" بأكثر من 30% في وقت لاحق.

ولذا ينصح مايك ويلسون المحلل الاستراتيجي لسوق الأسهم الأميركي في بنك "مورغان ستانلي" الاستثماري، المستثمرين بالاستعداد لتراجع كبير في البورصات الأميركية مع استمرار حالة عدم اليقين حول الانتخابات الرئاسية وأرباح الشركات وسياسة الاحتياطي الفيدرالي. وتوقّعَ سكوت روبنر، المحلل لدى المصرف "فترة مؤلمة للأسواق تستمر أسبوعين" تبدأ في أغسطس، إذا جاءت أرباح الشركات مخيبة للآمال.

وقبل أيام أطلق سيتي غروب، تحذيراً لعملائه بشأن احتمال حدوث تراجع قوي في سوق الأسهم الأميركية. وفي مصرف غولدمان ساكس حذر استراتيجيون من تقلبات ومخاطر في سوق الأسهم الأميركي خلال النصف الثاني من العام، بعد الاتجاه الصعودي القوي في النصف الأول الذي قادته أسهم التكنولوجيا.

وأكدوا أنه مع دخول النصف الثاني من العام "ترتفع المخاطر على حاملي الأسهم" وتتراجع الأسعار 10%، مع التقييمات العالية للأسهم والمخاطر السياسية المتزايدة. وبالنسبة لتوقعات دخول الولايات المتحدة قريباً في ركود مفاجئ، فإنه إما أن يبدأ في وقت لاحق من هذا العام أو في بداية عام 2025.

موقف
التحديثات الحية

وفي ظل تلك التوقعات المتشائمة والتحذيرات المتواصلة من حدوث ألم اقتصادي واسع النطاق داخل الولايات المتحدة قد يمتد إلى أوروبا، فإن على المستثمرين القلق الشديد والحذر من القادم في تعاملاتهم المالية مع وول ستريت وغيرها من البورصات الغربية والتأني في ضخ أموال جديدة بأسواق المال الأميركية، مع توقعات بحدوث مزيد من التقلبات في تلك الأسواق خلال الأشهر المقبلة، وربما تمتد تلك التقلبات حتى العام المقبل.

المساهمون