الاستيراد يرفع أسعار البقوليات في المغرب

05 ديسمبر 2022
زيادة كلفة الاستيراد ينعكس سلباً على أسواق المغرب (جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -

واصلت أسعار البقوليات ارتفاعها خلال الفترة الأخيرة، التي ينتعش فيها طلب الأسر عليها، علماً أن المغرب يلبي جزءاً مهماً من حاجياته عبر الاستيراد الذي يرتفع في فصلي الخريف والشتاء.

وراوحت أسعار العدس في محلات التجزئة بالدار البيضاء، بين 1.3 و1.8 دولار للكيلوغرام، والفول الجاف بين 1.8 ودولارين، والحمّص بين 1.8 و2.2 دولار.

ويلاحظ التاجر حسن أيت سعيد، في حديثه لـ"العربي الجديد" أنّ الزيادة في أسعار البقوليات تجلت أكثر في الأشهر الأخيرة، بما يراوح بين عشرين وثلاثين سنتاً، وخاصة بالنسبة إلى بعض الأصناف المستوردة، علماً أنّ الإنتاج المحلي يبقى سعره منخفضاً، لكنّ العرض منه ضعيف.

ويؤكد أنّ ارتفاع الطلب بفعل إقبال الأسر على منتجات مثل العدس والفول والفاصوليا الجافة في فصلي الخريف والشتاء، يؤدي إلى زيادة الأسعار، وخاصة في ظل عدم كفاية العرض المحلي من البقوليات.

بدوره، يقول مزارع الحبوب والبقوليات، العضو في الجمعية المغربية لمكثري البذور، محمد الإبراهيمي، إنّ ارتفاع الأسعار ناجم عن ضعف الإنتاج المحلي في الموسم الأخير بسبب الجفاف. ويوضح الإبراهيمي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المزارعين لم يُقبلوا في العام الماضي على زراعة البقوليات، بل ركزوا على الحبوب، في ظلّ ضعف التساقطات المطرية.

وكان مزارعون قد أمسكوا في الموسم الماضي عن إطلاق أشغال حراثة الأرض، بهدف زراعة البقوليات، إذ تراجعت المساحة المزروعة بها من أربعمائة ألف هكتار إلى ثلاثمائة ألف هكتار، بانخفاض بنسبة 25 في المائة.

ويشير الإبراهيمي إلى أنّ المغرب الذي كان في سنوات مضت مصدراً لبعض أصناف البقوليات، أضحى مستورداً لها، مؤكداً أنّ ارتفاع الأسعار في الفترة الحالية يعود كذلك إلى ارتفاع الأسعار في السوق الدولية وغلاء كلفة الشحن.

وتشير تقارير رسمية إلى أنّ المغرب يستورد 90 في المائة من البقوليات عبر كندا وتركيا، باستثناء البازلاء البيضاء التي يحقق الاكتفاء الذاتي منها، وتصدّر إلى أوروبا.

وكان المغرب في الأعوام الأخيرة قد عرف تراجع محصول البقوليات إلى حوالى ثلاثة ملايين قنطار، بانخفاض مليون قنطار في الأعوام الأخيرة، ما يرجع إلى ضعف المردود في الهكتار الواحد. ويعود ضعف الإنتاج، كذلك، إلى صغر المساحات التي تزرع فيها البقوليات.