الاستنجاد بذوي الإعاقة لسد نقص العمالة الروسية الحاد

02 يوليو 2024
موظفون داخل قطار قيد الإنشاء في مصنع أورال بفيرخنيايا بيشما، روسيا، 15 فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مع تصاعد الحرب في أوكرانيا وانخراط الذكور في القتال، تتجه روسيا نحو توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة لسد نقص العمالة، بناءً على مشروع رؤية وزارة العمل حتى 2030.
- حوالي 75% من المعوقين في سن العمل خارج سوق العمل بسبب عدم رغبتهم أو اهتمام أرباب العمل، مع اقتراحات لتحفيز توظيفهم مثل إعفاءات ضريبية ودعم مالي للشركات.
- روسيا تواجه نقصاً حاداً في العمالة تجاوز 4.8 ملايين في 2023، مع توقعات باستمرار المشكلة في 2024، وسط تركيز البلاد على تعزيز قواتها العسكرية.

مع إطالة أمد الحرب في أوكرانيا وذهاب مئات آلاف الذكور إلى الجبهة للقتال، تنظر روسيا إلى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في سن العمل باعتبارها من المصادر المحتملة لتعويض نقص العمالة الروسية في سوق العمل الروسية، وفق ما جاء في مشروع رؤية الارتقاء بعمالة ذوي الإعاقة حتى عام 2030 من إعداد وزارة العمل، الذي أوردت صحيفة "آر بي كا" الروسية جانباً منه أمس الاثنين.

واليوم، يغيب نحو ثلاثة أرباع المعوّقين في سن العمل عن سوق العمل نظرا لـ"انعدام رغبتهم في الالتحاق بالوظائف المتاحة" و"عدم اهتمام أرباب العمل بصورة كافية في توظيف ذوي الإعاقة"، وفق الوثيقة. وتقترح الرؤية مجموعة من التدابير لإشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في العمالة الروسية الضرورية لاقتصاد البلاد، ومن بينها إعفاء المعوّقين من الفئة الأولى (تضم أنواع الإعاقة المستديمة الأكثر خطورة) من ضريبة الدخل، وامتيازات للشركات الموظفة لهم، والدعم المالي عند تأسيس الشركات، وغيرها. وتهدف الرؤية إلى توفير فرصة التحقيق المهني الذاتي للمعوّقين، إذ قال ناطق باسم وزارة العمل لـ"آر بي كا": "في الوقت الحالي، بلغت الرؤية والإجراءات المقترحة فيها والمكملة للقرارات السارية مرحلة الإعداد. تشارك في هذا العمل الوزارات المعنية واتحادات أرباب العمل ومنظمات اجتماعية واستشارية".

وبلغ عدد المعوّقين في سن العمل في روسيا 4.2 ملايين شخص وفقاً لبيانات عام 2023، وغالبية هؤلاء من الفئتين الثانية (39.8%) والثالثة من الإعاقة (45.2%)، وهم بذلك "قادرون على العمل في حال توفرت الظروف المؤاتية". إلا أن مستوى عمالة المعوّقين في روسيا لا يزال منخفضاً حالياً ولا يتخطى 28%. ويعني هذا إمكانة الاستفادة من هؤلاء في تعزيز العمالة الروسية التي تعاني نقصاً حاداً.

وليست مشكلة نقص العمالة في روسيا موضوعاً مستجداً الآن. ففي أواخر العام الماضي، نقلت صحيفة إزفيستيا عن خبراء وأبحاث من معهد الاقتصاد التابع للأكاديمية الروسية للعلوم قولهم إن روسيا تعاني نقصاً حاداً على هذا الصعيد، وأشارت إلى أن النقص تجاوز، حينها، سقف 4.8 ملايين عامل وموظف عام 2023، وتوقعت أن تستمر هذه المشكلة بشكل حاد عام 2024، وذلك بعدما قالت محافظة البنك المركزي إلفيرا نابيولينا، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، إن تراجع القوى العاملة في روسيا يهدد النمو الاقتصادي، في وقت تضخ فيه موسكو موارد مالية ومادية في الجيش.

آنذاك، نقلت صحيفة إزفيستيا عن معد البحث نيكولاي أخابكين قوله إن نقص العمالة الروسية زاد بشكل حاد في عامي 2022 و2023، مشيرة إلى أن الطلب مرتفع بشكل خاص على السائقين وعمال المتاجر. وبحسب البيانات الرسمية التي نقلتها الصحيفة، زاد عدد الوظائف الشاغرة إلى 6.8% بحلول منتصف عام 2023، ارتفاعاً من 5.8% قبل عام.

ونقلت الصحيفة عن خلاصات بحثية أنه "إذا وسّعنا البيانات التي قدمتها روستات (وكالة الإحصاء الرسمية) لتشمل قوة العمل بأكملها، فإن نقص العمالة في 2023 يصل مبدئياً إلى 4.8 ملايين شخص".

المساهمون