الاحتلال يُبيد زراعة غزة: عام بلا حصاد

01 أكتوبر 2024
سوق خضراوات في غزة وسط مبان مدمرة (عطية درويش/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تدمير البنية التحتية الزراعية: تعرض القطاع الزراعي في غزة لتدمير ممنهج عبر القصف الجوي وعمليات التجريف، مما ألحق أضراراً جسيمة بهذا القطاع الحيوي الذي يخدم 2.4 مليون نسمة، وأدى إلى حرمان السكان من الخضراوات والفواكه الأساسية.

- تجريف الأراضي الزراعية: القوات الإسرائيلية جرفت مئات الدونمات الزراعية، مما أدى إلى إخراج نحو 80% من مساحة الأراضي الزراعية عن الخدمة، وتدمير جميع الأراضي الزراعية على امتداد السياج الأمني الفاصل شرقي وشمالي قطاع غزة.

- الخسائر المالية والاقتصادية: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت في خسائر مالية كبيرة للقطاع الزراعي بلغت نحو 1.050 مليار دولار، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتوقف معظم المزارعين عن العمل، مؤثراً سلباً على الأمن الغذائي للسكان.

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل نحو عام، عمد الاحتلال إلى تدمير البنية التحتية الخاصة بالقطاع الزراعي، عبر القصف الجوي، أو عمليات التجريف المتكررة للتربة والأراضي الزراعية في مختلف المناطق، ما ألحق أضراراً جسيمة بهذا القطاع الحيوي الذي يخدم 2.4 مليون نسمة.
وأدت عمليات التدمير الحاصلة إلى حرمان السكان من الخضراوات الأساسية والفواكه التي كان القطاع يشتهر بها طوال السنوات التي سبقت حرب الإبادة الإسرائيلية التي تدخل عامها الأول بعد عدة أيام.
وتوقف عشرات الآلاف من المزارعين عن العمل، نتيجة عمليات التدمير والتجريف المتكررة، وبالرغم من محاولات بضع مئات من المزارعين والعاملين في القطاع الزراعي استئناف أعمالهم فإن الاحتلال الإسرائيلي أعاد تجريف مئات الدونمات في إطار حربه على مختلف القطاعات الحيوية في غزة.
 

تدمير السلة الغذائية

حسب بيانات حديثة صادرة عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بإهلاك مئات الدونمات الزراعية تدميراً لما تبقى من السلة الغذائية للجائعين في قطاع غزة.
ووفق المرصد الحقوقي فقد عملت القوات الإسرائيلية على إخراج نحو 80% من مساحة الأراضي الزراعية عن الخدمة، إما بعزلها تمهيداً لضمها للمنطقة العازلة بالقوة على نحو يخالف القواعد الآمرة بالقانون الدولي أو بتدميرها وتجريفها، حيث قام الاحتلال في الأسبوعين الماضيين بعمليات تجريف واسعة، طاولت أكثر من 500 دونم من الأراضي التي أعيد مؤخراً زراعتها ببعض الخضراوات لتلبية احتياجات الأهالي الذين يعانون من تجويع ممنهج وحصار تعسفي.

وتشير البيانات إلى أن القوات الإسرائيلية جرفت ودمرت جميع الأراضي الزراعية على امتداد السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة وشماله بعمق يصل لنحو كيلومترين، وبذلك تكون أخرجت نحو 96 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الزراعية.

تجريف الأراضي

المزارع الفلسطيني، صقر أبو ربيع، أحد المزارعين الذين طاولتهم الخسائر بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية، حيث تكررت عمليات التجريف لأرضه الزراعية البالغة مساحتها 40 دونماً كانت ممتلئة بالخضراوات.
يقول أبو ربيع لـ"العربي الجديد" إنه تكبد خسائر كبيرة بفعل عمليات التجريف المستمرة التي قامت بها قوات الاحتلال منذ بداية الحرب، قبل أن يقوم باستصلاح بعض المساحات وزراعتها للتغلب على نقص الخضراوات في الأسواق.
ويلفت المزارع الفلسطيني إلى أن عمليات التجريف الأخيرة جاءت في الوقت الذي بدأ فيه العمل لقصف المحاصيل الزراعية، ما فاقم من حجم الخسائر المالية التي تعرّض لها، في ظل استمرار حرب الإبادة على القطاع للشهر الثاني عشر على التوالي.
ووفقاً للمزارع الفلسطيني، فإن الفترة التي تلت شهر فبراير/شباط الماضي شهدت قيامهم بإعادة زراعة أراضيهم ببعض المحاصيل، مثل الباذنجان، والفلفل، واللوبيا، والقرع الأبيض، إلا أن عمليات التجريف الأخيرة طاولتها، وأدت لتدمير الأراضي الزراعية الخاصة بهم.
وحسب أبو ربيع، فإن عمليات التجريف الأخيرة في منطقة بيت لاهيا طاولت مزارع دواجن، بالإضافة لأراض زراعية واسعة، وتدمير بعض البيوت، وهو ما يفاقم الخسائر المادية والمعيشية للسكان.
 

توقف عن العمل

من جانبه، يقول المختص في الشأن الزراعي، نزار الوحيدي، إن نحو 85% إلى 90% من الأراضي الزراعية في القطاع خرجت عن الخدمة لعدة أسباب، أبرزها عمليات التجريف، أو تحول هذه المناطق لمناطق عمليات وقتال بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.
ويوضح الوحيدي لـ"العربي الجديد" أن جميع المزارعين تقريباً توقفوا عن العمل، بفعل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما انعكس بالسلب على الأمن الغذائي لمئات الآلاف من السكان خلال تلك الفترة الزمنية.
ويشير المختص في الشأن الزراعي إلى أن عمليات التجريف انعكست بالسلب على خصوبة التربة الزراعية للأراضي في القطاع، فضلاً عن تكرار عمليات التجريف والقصف عدة مرات خلال فترة حرب الإبادة الإسرائيلية.

ووفق الوحيدي، فقد قفزت أسعار السلع الأساسية من الخضراوات لتتراوح ما بين 20 إلى 100 ضعف من أسعارها الأساسية، وأصبح الكثير منها غير متوفر مثل البندورة والكوسا والباذنجان والفلفل.
ويعمل في القطاع الزراعي 66 ألف عامل، بالإضافة لكون هذا القطاع يشكل ما نسبته 12.5% من إجمالي الناتج المحلي، علاوة على الوظائف غير المباشرة التي يوفرها، مثل العمال في الأراضي الزراعية، وعمليات النقل والتوصيل، كما يوضح المختص في الشأن الزراعي.

خسائر مالية كبيرة لزراعة غزة

إلى ذلك، يقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة إن حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة سببت أضراراً هائلة وكبيرة وغير مسبوقة في 15 قطاعاً حيوياً في قطاع غزة، حيث بلغت التكلفة الإجمالية للخسائر الأولية المباشرة لهذه القطاعات (33 مليار دولار).
ويضيف الثوابتة لـ"العربي الجديد" أن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على غزة أوقعت أضراراً فادحة على الواقع الزراعي وبشكل غير مسبوق، والتقدير الأولي والمبدئي للخسائر الأولية والمباشرة لهذا القطاع قد فاق (1.050 مليار دولار).
ويبيّن أن الحرب أحدثت أضراراً كبيرة في هذا القطاع الحيوي الذي يعتمد عليه الفلسطينيون بشكل أساسي في الحصول على الغذاء اليومي، وكذلك بالقطاع الحيواني، والثروة السمكية.
ويلفت إلى أن هذه الحرب دمرت آلاف الدونمات من الأراضي الزراعة من خلال قصفها وتدميرها بأطنان من المتفجرات، وبالتالي دمر الاحتلال مزارع الدجاج اللاحم والدجاج البياض، وكذلك تضرر قطاع الثروة السمكية.
ووفق الثوابتة، فقد دمرت الحرب عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية التي إما جرفها الاحتلال في الدخول البري، أو من خلال قصفها بالأحزمة النارية غير المسبوقة، حيث اقتلع وحرق وأفسد مئات آلاف الأشجار المثمرة، كأشجار الزيتون والحمضيات وعشرات آلاف الدونمات الزراعية، بالإضافة إلى تدمير المنشآت كمزارع الماشية والدواجن، ومنع كثيراً من المزارعين من الوصول إلى مزارعهم، لا سيما في مناطق التماس.

المساهمون