الإضراب الأطول لسائقي القطارات الألمانية والخسائر بالمليارات 

الإضراب الأطول لسائقي القطارات الألمانية والخسائر بالمليارات 

24 يناير 2024
الإضراب يلحق خسائر اقتصادية (Getty)
+ الخط -

بدأ اليوم الأربعاء الإضراب الرابع والأطول لسائقي قطارات الركاب والنقل الألمانية "دويتشه بان"، لستة أيام حتى مساء الاثنين المقبل، وذلك بفعل نزاع مع الشركة حول تخفيض ساعات العمل والمناوبة الأسبوعية، الأمر الذي سيكبد الاقتصاد الألماني خسائر بمليارات اليوروهات، وسط الخشية من توقف الإنتاج في قطاعات معينة.  

ويدور الخلاف بالدرجة الأولى حول رفض شركة سكك الحديد تحفيض ساعات العمل الأسبوعية من 38 إلى 35 ساعة مع الحفاظ على الراتب كاملاً، ولم توافق إلا على تخفيض ساعات العمل للموظفين اعتباراً من عام 2026 في ظل ظروف معينة.

وتعتبر النقابة أن تخفيض 3 ساعات من دوام العمل سيجعل نظام الورديات أكثر جاذبية للتوظيف ويخلق مرونة في العمل، فضلاً عن أن النقابة تطالب بمبلغ يصل إلى 555 يورو إضافي شهرياً، بالإضافة إلى مكافأة تعويض التضخم المعفاة من الضرائب والرسوم والمقدرة بـ3000 يورو. في المقابل، عرضت الشركة زيادة على الأجور بنسبة 4,8% اعتباراً من أغسطس/ آب، و5% من شهر أبريل/ نيسان 2025 مع مكافأة تعويض التضخم بقيمة 2850 يورو. 

ومع انطلاق الإضراب، أعلنت شركة سكك الحديد الألمانية أنه ستكون هناك قيود كبيرة على حركة التنقل في البلاد، وبالأخص للمسافات الطويلة، حيث يمكن العملاء والمسافرون الاطلاع على الجدول الزمني للرحلات الطارئة عبر الإنترنت، لا سيما أنه من المفترض أن يتحرك قطار واحد فقط من كل خمسة قطارات. 

وقال وزير النقل الفيدرالي فولكر فيسينغ، والمنتمي للحزب الليبرالي الحر، لصحيفة "بيلد"، إن حقيقة الدعوة إلى الإضراب للمرة الرابعة في النزاع المستمر دون استكمال الحوار أمر غير مقبول، ويبدو الأمر كأن الصراع وصل إلى طريق مسدود تماماً، داعياً أطراف المفاوضة الجماعية لإيجاد الحلول الوسط والبدء بالوساطة. 

مخاطر الإضراب على الإنتاج 

وعن مدى تأثير الإضراب على الصناعة الألمانية، بينت تقارير اقتصادية، اليوم الأربعاء، أنه ستكون هناك اختناقات في عمليات التسليم للمواد الأولية والسلع، وأكثر المتضررين القطاعات التي تتكل صناعاتها بنسبة عالية على عمليات الشحن بالسكك الحديدية. وفي الإطار، أشار اتحاد صناعة السيارات إلى أن إضراب سائقي سكك الحديد لستة أيام يشكل ضغطاً على لوجستيات النقل في ألمانيا وأوروبا، وبالتالي أيضاً على شركات صناعة السيارات في البلاد، وسط الخطر على تأخير التسليم وتوقف الإنتاج. 

وفي هذا السياق، قدر معهد الاقتصاد الألماني في كولن، وفق ما ذكرت صحيفة "بيلد" اليوم، أن تصل تكاليف الإضراب إلى مليار يورو، وقد تصبح هناك ندرة في أنواع معينة من السلع. وأمام ذلك، قالت رئيسة اتحاد صناعة الحديد كرستين ماريا ريبال، للصحيفة عينها، إنه يتم تسليم أكثر من 50% من المواد الخام عن طريق الشحن بالقطارات، والإضراب سيكون له تأثير خطير على الخدمات اللوجستية.  

علاوة على ذلك، يهدد الإضراب بتأخير سلاسل التوريد وتوقف الإنتاج في الصناعات الكيميائية، بما في ذلك التكنولوجيا الحيوية والأدوية والغذاء ومواد التنظيف والطاقة الشمسية. أما محطات الطاقة بالفحم الحجري، فهناك خطورة في نقص تزويدها بالفحم الصلب، فضلاً عن أن الإضراب سيزيد الطلب على المشتقات النفطية مع اضطرار المواطنين لزيادة وتيرة التنقل بسياراتهم.  

كذلك، يتأثر قطاع البريد، لا سيما أنه يتم تشغيل 52 قطاراً، لنقل حوالي 100 ألف من الطرود كل أسبوع، وسينتج عن الإضراب تأخير في تسليمها لأصحابها في الوقت المناسب.  

المساهمون