بدأت موجة عكسية لنزوح الأموال من الأسواق الناشئة منذ بداية العام الجاري متأثرة بارتفاع الدولار وعائد سندات الخزانة الأميركية.
وأفادت تقديرات لـ"دويتشه بنك" صدرت اليوم الثلاثاء، بأن التدفقات الأجنبية التي نزحت من الأسهم التركية الأسبوع الماضي بلغت على الأرجح نحو 750 مليون دولار إلى مليار دولار، مع خروج ما يتراوح بين 500 و700 مليون دولار من السندات المحلية للبلاد.
وأقيل نائب محافظ البنك المركزي التركي مراد جيتينكايا من منصبه، بحسب مرسوم رئاسي نُشر في الجريدة الرسمية اليوم الثلاثاء.
وقال المرسوم إن مصطفى دومان جرى تعيينه في منصب نائب محافظ البنك المركزي. وشغل دومان مناصب تنفيذية في مورغان ستانلي وعمل في الخزانة وأقسام إدارة المخاطر والتدقيق المحاسبي خلال مسار عمله المصرفي، وفقا للسيرة الذاتية التي نشرها البنك المركزي.
ولم يذكر المرسوم سبب التغيير أو أي تفاصيل إضافية. وتراجعت الليرة التركية ولامست 8.29 مقابل الدولار الأميركي بعد الإعلان.
وفي 20 مارس/ آذار، قرر الرئيس رجب طيب أردوغان إقالة محافظ البنك السابق ناجي إقبال وعين بدلا منه شهاب قوجي أوغلو، الذي يدعم رؤية الرئيس بأن أسعار الفائدة المرتفعة تؤدي إلى زيادة التضخم.
معاناة الأسواق الناشئة
وفي السياق، أظهرت بيانات من معهد التمويل الدولي أمس الاثنين، أن إجمالي المحافظ الاستثمارية في السندات والأسهم في الأسواق الناشئة تتجه لتسجيل أكبر تدفقات شهرية إلى الخارج منذ سبتمبر/ أيلول 2020، مع وصولها إلى 4.79 مليارات دولار حتى 26 مارس/ اذار.
ووفقا للبيانات الأسبوعية، التي تستثني تركيا والمكسيك، فإن ما يصل إلى 3.03 مليارات دولار غادرت المحافظ الاستثمارية في السندات حتى 26 مارس/ آذار في حين تخارجت 1.75 مليار دولار أخرى من محافظ الاستثمار في الأسهم.
وهبط مؤشر (إم إس سي آي) للأسواق لعملات الأسواق الناشئة في 8 مارس/آذار الجاري بما يصل إلى 0.8 في المائة، وهي أكبر خسارة ليوم واحد منذ أن ضربت جائحة كوفيد-19 الأسواق في مارس/ آذار 2020 .
وقالت بضعة بنوك كبرى، وفقا لوكالة "رويترز" إنها تقلص تعرضها للأسواق الناشئة.
وخفض بنك الاستثمار "مورغان ستانلي" نظرته المستقبلية لعملات وسندات الأسواق الناشئة، متوقعا أن تنخفض العملات بين أربعة وخمسة بالمائة، وشجع مستثمري السندات على التحول إلى أدوات الدين الأكثر أمانا في الدرجة الجديرة بالاستثمار.
وقال البنك في مذكرة إلى عملائه في مارس الجاري، إن تراجع عملات الأسواق الناشئة سيعود بها إلى مستويات أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.
وقال "بنك سيتي" إن التدفقات الاستثمارية إلى الخارج استمرت من الأسواق الناشئة.
وتوقع بنك "غولدمان ساكس" أن الضغوط الناتجة عن ارتفاع عوائد السندات الأميركية ستستمر ونصح بالاحتفاظ بالعملات المرتبطة بالسلع الأولية مثل الروبل الروسي.
وقال "جيه.بي مورغان" في فبراير/شباط الماضي، إن ارتفاعا أسرع من المتوقع في العوائد الحقيقية لسندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات سيضغط على بعض أصول الأسواق الناشئة، مما حداه إلى تقليص مستوى انكشافه على عملات تلك الأسواق إلى "وزن السوق" بدلا من "وزن زائد".
وقالت "ستاندرد آند بورز غلوبال" في يناير/كانون الثاني الماضي، إن برامج شراء السندات الحكومية الضخمة من جانب البنك المركزي الأوروبي ومجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي وبنوك مركزية أخرى ستحمي التصنيفات الائتمانية لأغلب الاقتصادات المتقدمة هذا العام، لكن الدول الأقل ثراء لن تكون محظوظة بما يكفي.
وقال فرانك جيل، وهو من كبار محللي التصنيفات السيادية لدى "ستاندرد آند بورز"، إنه يتوقع أن 2021 "سيشهد الكثير من التغييرات الأخرى في تصنيفات الأسواق الناشئة".
(رويترز، العربي الجديد)