الأسواق المالية العالمية تتهاوى على وقع المخاوف من اجتياح روسي لأوكرانيا

14 فبراير 2022
موظف في بورصة فرانكفورت (Getty)
+ الخط -

تهاوت الأسواق المالية العالمية، اليوم الاثنين، على وقع المخاوف من اجتياح روسي وشيك لأوكرانيا، إذ يتزايد القلق من أن تطاول شظايا الحرب قطاعات مؤثرة في حياة الشركات في مخلتف المجالات.

وسجّلت الأسواق الأوروبية، في بداية التعاملات، تراجعات قوية، إذ بلغت الخسائر 3.68% في ميلانو و3.51% في باريس و3.28% في فرانكفورت، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

كما بلغت خسائر لندن 1.91%، فيما كان التراجع أشدّ حدّة في بورصة موسكو: إذ خسر مؤشر "آر تي إس" 4.29% من قيمته.

وقبل أن تفتح البورصات الأوروبية، كانت الأسواق الآسيوية قد بدأت هذا المنحى الانحداري، إذ بلغت الخسائر في بورصة طوكيو 2.23%، في حين كان التراجع أقلّ حدّة في أسواق المال الصينية، لتبلغ الخسائر 1.41% في هونغ كونغ و0.98% في شنغهاي.

تحذيرات واشنطن

وبدأ القلق من الوضع الجيوسياسي الراهن يعتري المستثمرين منذ يوم الجمعة الماضي، مع صدور أولى التصريحات الأميركية المحذّرة من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، إذ قلبت هذه التحذيرات الوضع في وول ستريت من لون الصعود الأخضر إلى لون الهبوط الأحمر قبيل انتهاء جلسة التداولات.

وأغلق مؤشر "داو جونز" على تراجع بنسبة 1.43% وناسداك على هبوط 2.78%، فيما انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأوسع نطاقاً بنسبة 1.9%.

وأمس الأحد، جدّدت واشنطن تحذيراتها من أنّ روسيا يمكن أن تغزو أوكرانيا "في أي وقت"، كما فشلت الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بُذلت خلال الأيام الأخيرة بين الزعماء الغربيين والكرملين في خفض منسوب التوتر.

خطر اندلاع حرب

وقال يوشين ستانزل، المحلل في مؤسسة "سي إم سي ماركتس"، لوكالة فرانس برس، اليوم، إن "السوق تضع في اعتبارها للأسعار خطر اندلاع حرب".

وأضاف ستانزل "حتى وإن كان الأمل في الأسواق لا يزال مرتفعاً بإمكان تحقيق اختراق دبلوماسي في اللحظة الأخيرة بشأن ملف أوكرانيا، فإنّ العديد من المستثمرين يجدون أنفسهم مضطرين لبيع الأسهم بسبب المخاطر الجيوسياسية المتزايدة".

وخلافاً للأسهم، فإنّ الخوف من اندلاع نزاع مسلّح يدفع المستثمرين للجوء إلى أصول يعتبرونها أكثر أماناً، مثل السندات الحكومية. ومن هذا المنطلق، انخفض عائد السندات الحكومية الألمانية لمدة 10 سنوات، المعيار المرجعي في أوروبا، من 0.3% إلى 0.2% عند إغلاق جلسة التداولات الجمعة الماضي.

في المقابل، قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ سبع سنوات، ليلامس خام برنت 96 دولاراً للبرميل، مواصلاً رحلته نحو مستوى 100 دولار للبرميل الذي بدا قريباً.

وقال فينسينت بوي، المحلل لدى شركة الوساطة المالية "آي جي فرانس"، إن "كل الأنظار تتّجه إلى سعر النفط الذي يمكن أن يصل على المدى القريب إلى عتبة 100 دولار، في ارتفاع من شأنه أن يؤثر أكثر على ارتفاع معدّلات التضخّم".

والتوتّرات على الحدود بين أوكرانيا وروسيا على أشدّها، إذ إنّ موسكو، التي حشدت 130 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية، تنفّذ مناورات على نطاق واسع بالذخيرة الحيّة.

ومن المتوقّع أن يواصل المستشار الألماني أولاف شولتس، في كييف، الاثنين، جهوده الدبلوماسية الرامية لاحتواء التصعيد الميداني والحدّ من خطر حصول غزو روسي لأوكرانيا.

أسهم المصارف تهوي

وإذا كانت الخسائر شملت كل قطاعات أسواق المال، فإنّ أسهم البنوك كانت الأكثر تضرراً من سواها. ففي باريس، انخفض سهم "سوسييتيه جنرال"، المصرف الذي يمتلك وجوداً فاعلاً في روسيا على وجه الخصوص، بنسبة 6.73% مستقراً عند 33.54 يورو، بينما خسر سهم "بي إن بي باريبا" 5.19% من قيمته مستقراً عند 61.50 يورو.

وفي فرانكفورت، انخفض سهم "دويتشه بنك" بنسبة 5.71% إلى 13.58 يورو، في حين انخفض سهم "يونيكريديت" بنسبة 5.72% إلى 14.80 يورو.

خسائر في قطاع النقل

بدورها، تكبّدت أسهم شركات السيارات خسائر فادحة، على غرار أسهم القطاع الصناعي بأكمله، ذلك أنّ هذه الأسهم تتأثّر بشدّة بأي تغيير متوقع في النشاط الاقتصادي.

وهوى سعر سهم شركة "رينو" بنسبة 5.52% إلى 33.96 يورو في بورصة باريس، فيما تراجع سعر سهم "بي إم دبليو" بنسبة 4.12% إلى 91.37 يورو في بورصة فرانكفورت.

بدورها، تضرّرت بشدّة أسهم شركات الطيران من المخاوف الراهنة، إذ انهار سهم مجموعة "إير فرانس- كي إل إم" بنسبة 8.12% ليبلغ 4.04 يوروهات) يورو، وهوى سعر سهم شركة "تي يو آي" العملاقة في مجال السياحة بنسبة 6.43% ليبلغ 267.90 بنساً في بورصة لندن.

اليورو والبيتكوين

وانعكست الأزمة الأوكرانية على أسعار العملات التقليدية، وحتى المشفرة. إذ خسرت العملة الأوروبية الموحّدة 0.34% من قيمتها أمام الدولار وبلغ سعرها 1.1312 دولار لليورو الواحد. كما انخفضت عملة بيتكوين الرقمية الأشهر عالمياً أيضاً، إذ خسرت 0.31% من قيمتها وبلغ سعر الوحدة منها 42100 دولار.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون