الأسواق الأميركية تتلهف إلى خفض الفائدة... الأسهم ترتفع للأسبوع الخامس

03 ديسمبر 2023
مؤشر "إس أند بي 500" سجل ارتفاعاً للأسبوع الخامس على التوالي (فرانس برس)
+ الخط -

تجاهلت أسواق المال الأميركية محاولة جيروم باول، رئيس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي)، للحد من الرهانات على خفض أسعار الفائدة، إذ ارتفعت الأسهم والسندات وسط تكهنات بأن "المركزي" سيُبقي أسعار الفائدة في ديسمبر/كانون الأول الجاري عند مستوياتها الراهنة، وسيخفف السياسة النقدية في العام المقبل 2024.

وبينما قال باول، يوم الجمعة، إن المسؤولين على استعداد لتشديد السياسة النقدية بشكل أكبر متى استلزم الأمر، هبطت عائدات السندات لأجل عامين 13 نقطة أساس إلى 4.55%، وانتعش مؤشر "إس أند بي 500" في ختام التداولات، ليصل إلى أعلى مستوى منذ مارس 2022، مسجلاً ارتفاعاً للأسبوع الخامس على التوالي، وهبط الدولار.

وارتفعت رهانات التجار على خفض الفائدة بربع نقطة مئوية (0.25%) في اجتماع لجنة السوق المفتوحة في مارس/آذار المقبل، وتتوقع الأسواق الآن بالكامل إجراء خفض للفائدة في مايو/أيار. ويرجح المتداولون إقرار تخفيضات للفائدة بأكثر من نقطة كاملة بحلول ديسمبر/كانون الأول 2024.

قالت كوينسي كروسبي، من مؤسسة "إل بي إل فاينانشال" للاستشارات المالية، في تصريحات لوكالة بلومبيرغ الأميركية، إن الأسواق باتت على قناعة بأن الاحتياط الفيدرالي سيبدأ دورة خفض أسعار الفائدة بحلول منتصف 2024، إن لم يكن قبل ذلك.

في السياق، قال خوسيه توريس، من "إنتراكتف بروكرز" للوساطة المالية، إن "أطراف السوق لا تصدق باول"، مضيفا: "ربما رفض المستثمرون رسالة باول على أمل أن يكون على وشك أن يصبح أكثر تساهلاً، وسيبرز ذلك في الاجتماع القادم لبنك الاحتياط الفيدرالي.. في غضون ذلك، من المحتمل أن تزيد البيانات الاقتصادية المنتظرة خلال الأسبوعين المقبلين تقلبات السوق".

ويرى المتداولون في أسواق العقود الآجلة للصناديق الفيدرالية الآن فرصة تبلغ الثلثين تقريباً لخفض بنك الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة في وقت مبكر من مارس/آذار المقبل، ارتفاعاً من حوالي 20% قبل أسبوع، وفق تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أمس السبت.

في الأثناء، وصل الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، حيث ارتفع بما يصل إلى 1.9% إلى ذروة بلغت 2075.09 دولاراً للأونصة (الأوقية) في نهاية الأسبوع، متجاوزاً الذروة اللحظية السابقة التي سجلها في أغسطس/آب 2020. ويميل المعدن النفيس إلى الارتفاع عندما يضعف الدولار، وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة.

وتستعد لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية للإبقاء على سعر الفائدة القياسي ثابتاً مرة أخرى عند أعلى مستوى له منذ 22 عاماً عند 5.25% إلى 5.5%، وهو المستوى الذي حافظت عليه منذ يوليو/تموز الماضي. بدأ بنك الاحتياط الفيدرالي حملة تاريخية لرفع أسعار الفائدة في مارس/آذار 2022 في محاولة للقضاء على التضخم المتزايد.

ورغم تفاؤل المستثمرين بخفض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة، إلا أن حالة عدم اليقين من السيطرة على التضخم لا تزال مسيطرة على المسؤولين الأميركيين. ويحتاج بنك الاحتياط الفيدرالي إلى رؤية العديد من تقارير التضخم التي تدعم هذا الاتجاه.

وأكد باول، الجمعة الماضي، هذه الرسالة، محذرا من أن البنك المركزي الأميركي "مستعد لتشديد السياسة بشكل أكبر إذا أصبح من المناسب القيام بذلك"، حتى عندما أوضح أن السياسة "تتجه نحو التقييد"، "وأن التأثيرات الكاملة للإجراءات السابقة التي اتخذها بنك الاحتياط الفيدرالي لم تتحقق بعد.

المساهمون