تجاهلت الأسهم الأميركية تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا ورفع بنك الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة، لتسجل ارتفاعات للأسبوع الثاني على التوالي، الأمر الذي اعتبره محللون مؤشراً على تجاوز السوق الأكبر في العالم، الآثار السلبية الناجمة عن ارتفاع التضخم.
وقفز مؤشر "ناسداك" خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2%، وصعد مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.8%، وزاد مؤشر "داو جونز" الصناعي 0.3%. واقتربت مكاسب مؤشر "إس آند بي 500"، الذي تقارن أغلب صناديق الاستثمار أداءها به، بنحو 4% منذ بداية مارس/آذار الجاري، ليكون أداءه منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي إيجابياً حتى الآن.
وجاءت مكاسب الأسهم رغم التأثيرات السلبية للمواجهات العسكرية في أوكرانيا، على أسعار النفط والغاز والحبوب والمعادن، فضلا عن ارتفاع عائد سندات الخزانة لعشر سنوات، إلى أعلى مستوياته منذ ثلاث سنوات ملامساً 2.5%.
جاءت مكاسب الأسهم رغم التأثيرات السلبية للمواجهات العسكرية في أوكرانيا، على أسعار النفط والغاز والحبوب والمعادن، وارتفاع عائد سندات الخزانة لعشر سنوات
ورغم الارتفاعات التي سجلتها الأسهم في الأسبوعين الماضيين، إلا أن الخوف من حالة عدم اليقين ما تزال حاضرة في أذهان المحللين والمستثمرين.
وقال مارك هايفيلي، مسؤول الاستثمار في بنك "يو بي إس" السويسري، إن "تحركات الأسهم على المدى القصير ستعتمد بالدرجة الأولى على إجابة سؤال متى نصل إلى أقصى عقوبات على روسيا، إن لم نكن قد وصلنا إليها بالفعل، ومتى تصل أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها".
وأضاف هايفيلي، في مذكرة لعملائه اطلعت عليها "العربي الجديد"، أنه في ما يخص معدل التضخم الآخذ في الارتفاع ومعدلات العائد على السندات المنتعشة، فإن المستثمر في الأسواق الأميركية "لا يوجد لديه بديل أفضل من شراء الأسهم".
واستفادت الأسهم الأميركية في آخر تعاملات الأسبوع من انخفاض طلبات إعانات البطالة التي صدرت يوم الخميس الماضي، والتي قالت وزارة العمل إنها كانت الأدنى في أكثر من نصف قرن، وأيضاً من توقعات ارتفاع ربحية الشركات الأميركية خلال العام الحالي، مدفوعة بعودة النشاط الاقتصادي إلى مستويات 2019، خاصة مع التراجع الواضح في معدلات انتشار فيروس كورونا بمتحوراته خلال الأسابيع الأخيرة.
ومع تسليمه بأن "استمرار فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا سيتسبب في استمرار ارتفاع أسعار النفط، وهو ما ستكون له تأثيرات سلبية على أرباح الشركات الأميركية، التي يفترض أنها المحرك الأساسي لأسعار الأسهم"، توقع جاكوب سوننشاين، محلل أسواق المال العالمية والمتخصص في سوق الأسهم الأميركية، استمرار ارتفاع أسعار الأسهم خلال الأسابيع القادمة، "رغم ما يسببه ارتفاع التضخم ومعدلات الفائدة على معدلات النمو الاقتصادي"، خاصة بعد الأداء القوي خلال الأيام الأخيرة.
توقع جاكوب سوننشاين، محلل أسواق المال العالمية والمتخصص في سوق الأسهم الأميركية، استمرار ارتفاع الأسعار رغم ما يسببه ارتفاع التضخم ومعدلات الفائدة على معدلات النمو
وأيّد فرانك كابليري، مسؤول التحليل الفني في شركة الأبحاث وتحليل البيانات إينستينت، وجهة النظر المتفائلة لأسواق الأسهم الأميركية، رغم التحديات الحالية.
وأشار كابليري في مذكرة لعملائه إلى أن تحركات مؤشر "إس آند بي 500" الأخيرة بمثابة "علامة على اطمئنان المستثمرين للشراء عند مستويات أسعار الأسهم الحالية". وتوقع ارتفاع المؤشر بنسبة 4% على الأقل خلال الأيام القليلة القادمة.