الأسعار في مناطق النظام السوري تواصل الارتفاع ولا بوادر للانفراج

18 أكتوبر 2022
انهيار العملة وارتفاع الأسعار يثقل حياة السوريين (فرانس برس)
+ الخط -

تستمر الأسعار بالارتفاع في مناطق سيطرة النظام السوري يوماً بعد يوم ولا يوجد هناك أي تحسن وانخفاض، خاصة في أسعار المواد الغذائية التي يحتاجها المواطنون بشكل يومي، هذا الارتفاع يجعل الكثير من المواد الغذائية حلما للفقراء وحتى متوسطي الدخل.

وتجاوز سعر صحن البيض اليوم 18 ألف ليرة سورية، إذ بلغ سعر البيضة الواحدة قرابة 700 ليرة وهذه البيضة باتت حلما لكثير من السكان.

الارتفاع يضرب كل شيء في السوق، التجار لا يرحمون والسلطة غائبة عن ضبط السوق أحيانا وأحيانا أخرى فاسدة ومشاركة في هذا الارتفاع ومنتفعة منه، وفق ما تقوله مصادر محلية لـ"العربي الجديد".

الأمر قديم لكنه يتجدد كل يوم وكل ساعة، وبات موضوع الأسعار أكثر ما يشغل المواطن على كافة مستوياته الاقتصادية والاجتماعية، الغني والمتوسط ومحدود الدخل والفقير، كلهم منشغلون بموضوع ارتفاع الأسعار الجنوني المتكرر بشكل يومي ولا توجد بوادر انفراجة في الأفق.

يكفي أن يتجول أي شخص في السوق ليرى الأسعار وفق ما تقوله ولاء محمد من دمشق لـ"العربي الجديد"، فالأسعار وفق رأيها لعبة التجار، وكل يوم يتذرعون بسعر الصرف وغلاء المحروقات.

تقول ولاء إن راتب الموظف لا يكفي أسبوعاً لمن يريد العيش على رغيف الخبز فقط أو على البرغل، وتضيف أن سعر كيلوغرام البرغل 6 آلاف ليرة، ومثله السكر والرز، أما ليتر الزيت فيتجاوز سعره اليوم 15 ألف ليرة.

وتعد الخضر أرخص نسبياً من البقول، أما الألبان فهي أغلى بكثير، وجميع المنتجات الحيوانية مثل البيض واللحم والجبن باتت ضمن أحلام الكثير من العائلات.
محمد شرف، وهو متقاعد من مدينة حمص، راتبه لا يتجاوز 100 ألف ليرة، السؤال الصعب الذي يواجهه دائما كيف يمضي شهره، ومن أين يأتي بمصروفه الذي يجب أن يكون في الشهر الواحد قرابة مليون ليرة، أي عشرة أضعاف راتبه الحالي.

يقول شرف إنه يعتمد على بعض المساعدات من الجمعيات المحلية وبعض الحوالات التي تأتيه من أقربائه في الخارج وهذا حال الكثيرين من السكان في مناطق النظام، فمن لم يهاجر بعد يعتمد على أقارب له هاجروا وتركوا البلاد هربا من واقعها الأمني والاقتصادي المتردي.

وبحسب مصادر محلية، قد بلغ سعر صرف الليرة السورية في السوق السوداء أمام الدولار الأميركي 4890 ليرة للشراء و4865 ليرة للمبيع، في حين أن سعر الصرف في مصرف سورية المركزي هو 2814 ليرة، والمفارقة، بحسب المصادر، أن التجار يعتمدون في بيعهم سعر صرف السوق السوداء وليس سعر صرف البنك المركزي.

وتعاني العائلات عموماً، وخاصة تلك التي لديها أطفال في المدارس أو أطفال رضع، وذلك يضيف أعباء فإذا كان لدى العائلة طفل يحتاج إلى حليب وحفاضات، فإن ذلك يتطلب مبلغ 32 ألف ليرة على الأقل في الأسبوع، أي 128 ألفا في الشهر، إذ إن علبة حليب الأطفال تتكلف 17 ألفاً، وفوط الأطفال تتكلف 15 ألفاً، ويزيد سعرها في مناطق عن مناطق أخرى.

وينحصر الحديث هنا فقط عن المواد الغذائية بعيدا عن مواد التنظيف والأدوية التي بدورها تسجل ارتفاعاً أيضاً، وتزيد من المعاناة، إضافة لاستمرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وغلاء المحروقات وخاصة مع دخول موسم البرد في عموم البلاد.

المساهمون