تتجه الأزمة السياسية المتفاقمة في العراق نحو مراحل جديدة، بعدما بدأ ناشطون مقربون من التيار الصدري، التحشيد لإغلاق حقول تصدير النفط في المحافظات الجنوبية "احتجاجا على الفساد"، في خطوة قد تكون الأخطر في خطوات الأزمة الحالية.
وتروّج منصات إخبارية مرتبطة بالتيار الصدري، منذ نهار أمس الخميس، على تطبيق "تلغرام"، لإغلاق المحطات النفطية، معتبرة أن "النفط يذهب الى الفاسدين، وأن الشعب لا يستفيد من التصدير"، مؤكدة "ضمان سلامة جميع الشركات النفطية الأجنبية والمحلية العاملة داخل الحقول النفطية عند إغلاقها".
وأشارت الى أن "قيمة عوائد النفط العراقي حسب المعطيات الرسمية تصل إلى نحو 120 مليار دولار سنويا، غير أن الرقم الفعلي يزيد عن ذلك بكثير إذا أخذنا بعين الاعتبار التصدير غير الشرعي وتهريب النفط للدول المجاورة، وأن هذه الأرقام الفلكية تكفي لبناء قارة".
كما أكدت المنصات، أن "حقل (البترانوس) أو حقل الغراف النفطي (شمالي الناصرية) ما بين قضاء قلعة شكر وقضاء الرفاعي ينتج 200 ألف برميل يوميا، وأن القيادي في حزب الدعوة كاطع نجيمان (أبو مجاهد) يهيمن عليه"، مشيرة الى أن "إغلاق الحقول الإنتاجية سيوقف 83 بالمائة من صادرات النفط".
ونشر الناشطون أسماء العديد من الحقول، مؤكدين أنه سيتم إغلاقها، وهي في محافظات البصرة ميسان الناصرية، ومنها حقل أبو زرقان، حقل أبو غرب في ميسان، حقول الرميلة في البصرة، حقل الزبير، حقل القرنة، حقل القرنة الغربي، حقل مجنون العملاق في محافظة البصرة، حقل نهر ابن عمر العملاق، حقل الحلفاية، حقل الناصرية العملاق في محافظة ذي قار، حقل الغراف في ذي قار، حقل السندباد، حقل غرب الكفل، حقل الصبة، حقل الدجيلة، حقل جبل فوقي، حقول الناصرية: حقل لهيث، حقول بزركان، حقل فكة (ميسان) وغيرها.
ناشطون ينشرون قائمة بالحقول النفطية الانتاجية التي يعتزم الثوار اغلاقها في محافظات البصرة وميسان والناصرية (علما ان الاغلاق سيحصل لمنع التصدير ولن يؤثر على توفير الوقود المحلي للسيارات وغيرها ) :
— صباح العراقي (@kofa052) August 25, 2022
حقل أبو غرب (ميسان)
حقول الرميلة في البصرة
حقل الزبير
حقل القرنة
حقل القرنة الغربي. pic.twitter.com/MkjqgUgZVu
من جهته، قال أحد منسقي اعتصامات الصدريين، جاسم الفتلاوي، إن "أي توجيهات لم تصل من قيادات التيار لإغلاق الحقول النفطية"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "التيار الصدري وكل الشعب مؤمن بأن واردات تلك الحقول تذهب لجيوب الأحزاب والفاسدين وأحزابهم، وهذا هو الواقع، وأن الشعب لم يحصل على أي فوائد من تلك الواردات".
وأشار الى أن "التيار لا يتخذ أي خطوات من دون أن تكون مدروسة جدا، وتهدف لمنع الفساد ونهب أموال الدولة وتخدم الشعب".
الناشط في التيار الصدري، "أبو شهم"، حث أهالي المحافظات الجنوبية على إغلاق كافة الحقول، وقال في تغريدة له، "على الشعب الجنوبي الحر إغلاق كافة الحقول النفطية في جنوب العراق، ولسبب عدم استفادة الشعب منها، كونها تذهب في جيوب الفاسدين.. نموت بشرف ولا نكون عبيدا للفاسدين الطغاة".
على الشعب الجنوبي الأحرار
— أبَوُ شُهـم🇮🇶🇮🇶 (@abwshhmalraqy2) August 25, 2022
أغلاق كافة الحقول النفطية في جنوب العراق ولسبب عدم استفادة الشعب منها
كونها تذهب في جيوب الفاسدين
نموت بشرف ولا نكون عبيد للفاسدين الطغات pic.twitter.com/JqzQapmG0l
في المقابل، قال الصحافي العراقي، علي الجابري، في تغريدة له، إنه "من خلال المنصات الصدرية، يبدو أن الخطوة القادمة للاحتجاج هي إغلاق الحقول النفطية كافة! هذا السلاح الذي كان الإطار وخاصة قيس الخزعلي (زعيم مليشيا العصائب) يهدد به العالم، سوف ينقلب ضدهم على ما يبدو!"، مؤكدا "كل الاحتجاجات السابقة بكفة وإيقاف النفط العراقي في الظرف الراهن بكفة أخرى، ستضع العراق في الواجهة من جديد".
من خلال المنصات الصدرية، يبدو ان الخطوة القادمة للاحتجاج هي إغلاق الحقول النفطية كافة!
— د. علي الجابري (@alialjabiri) August 25, 2022
هذا السلاح الذي كان الاطار وخاصة قيس الخزعلي يهدد به العالم، سوف ينقلب ضدهم على ما يبدو!
كل الاحتجاجات السابقة بكفة وإيقاف النفط العراقي في الظرف الراهن بكفة أخرى ستضع العراق في الواجهة من جديد
وفي حال تم بالفعل إغلاق الحقول النفطية، فإن الأزمة ستدخل أخطر مراحلها، خاصة وأن هناك فصائل مسلحة وأحزابا متنفذة مستفيدة من تصدير وتهريب النفط، وتحقق مكاسب مالية طائلة منها.
ويتضاعف القلق في الشارع العراقي من استمرار الأزمة السياسية الأطول في البلاد منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، بعد دخول المليشيات والجماعات المسلحة الحليفة لإيران على خط الأزمة، بالاصطفاف مع قوى "الإطار التنسيقي" ضد "التيار الصدري" بزعامة مقتدى الصدر، الذي تصدّر الانتخابات الأخيرة التي أجريت في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.