الأردن: إقبال كبير على الادخار بالدينار

29 مارس 2024
رصيد الودائع بالدينار بلغ 34.4 مليار دينار في 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- خلال العام الماضي، شهدت البنوك الأردنية زيادة في إجمالي الودائع من 42.1 مليار دينار إلى 43.7 مليار دينار، مع توزيع الودائع بين الدينار الأردني والعملات الأجنبية، مما يعكس ثقة متزايدة في العملة المحلية والنظام المصرفي.
- الإقبال المتزايد على الادخار بالدينار الأردني يعود للإجراءات التحفيزية والسياسة النقدية المستقرة التي تتبعها الحكومة والبنك المركزي، بما في ذلك ارتفاع العوائد على الإيداعات وتثبيت سعر الصرف.
- محافظ البنك المركزي الأردني يؤكد على أهمية الاستقرار النقدي للاقتصاد الكلي والنمو الاقتصادي، مشيرًا إلى السياسة النقدية المرنة ورفع أسعار الفائدة للحفاظ على جاذبية الادخار بالدينار واحتواء التضخم.

ارتفع إجمالي الودائع لدى البنوك الأردنية بكافة العملات إلى 43.7 مليار دينار العام الماضي (61.6 مليار دولار) مقابل 42.1 مليار دينار (59.4 مليار دولار) في نهاية العام الذي سبقه، وفقا لأحدث تقرير مالي للبنك المركزي الأردني اطلعت عليه "العربي الجديد".

وبالنظر إلى تطورات الودائع في نهاية العام الماضي حسب البيانات ووفقا لنوع العملة، يلاحظ أن رصيد الودائع بالدينار الأردني قد بلغ 34.4 مليار دينار و9.3 مليارات دينار للودائع بالعملات الأجنبية، (الدينار = 1.41 دولار). أما في نهاية العام 2022 فقد بلغ رصيد الودائع بالدينار 32.8 مليار دينار و9.3 مليارات دينار للودائع بالعملات الأجنبية.

ويرى خبراء اقتصاد أن الإقبال على الادخار لدى البنوك بالعملة المحلية "الدينار" ما زال مرتفعا بشكل واضح، وذلك نتيجة للإجراءات التحفيزية التي اتخذتها الحكومة والبنك المركزي لأجل زيادة الثقة بالعملة الأردنية كوعاء ادخاري من خلال ارتفاع العوائد على الإيداعات بالدينار مقابل الدولار والعملات الأجنبية الأخرى.

وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش لـ"العربي الجديد" إن الأردن من خلال البنك المركزي يطبق سياسة نقدية مستقرة تتماشى مع التطورات، حيث تتمسك الحكومة بتثبيت سعر الصرف مقابل الدولار عند سعر 0.708 وذلك منذ فترة التسعينيات ومجاراة قرارات البنك الفدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة من حيث الارتفاع والانخفاض.

وأضاف أن الإقبال على الادخار بالدينار يحافظ على مستوياته ويلاحظ ارتفاعه بشكل مستمر، ما يعزز الملاءة المالية للبنوك من ناحية السيولة والقدرة على التمويل والاستثمار.

وقال إن العائد على ودائع الدينار ارتفع بشكل كبير خلال العامين الماضيين تبعا لقرارات رفع سعر الفائدة، وتشهد السوق المصرفية تنافسا بين البنوك لاستقطاب الادخارات من خلال منح أسعار فائدة مرتفعة على الودائع وتوفير امتيازات وحوافز أخرى.

وارتفعت أسعار الفائدة على كافة أنواع الودائع لدى البنوك المرخصة في نهاية العام الماضي باستثناء سعر الفائدة على ودائع التوفير والذي شهد انخفاضا، وذلك بالمقارنة مع مستوياته المسجلة في نهاية العام 2022.

كما ارتفعت أسعار الفائدة على كافة أنواع التسهيلات الائتمانية الممنوحة من قبل البنوك المرخصة في نهاية العام الماضي، وذلك بالمقارنة مع مستوياتها المسجلة في نهاية العام قبل الماضي.

محافظ البنك المركزي الأردني عادل شركس، قال سابقا إن السياسة النقدية المرنة التي ينتهجها البنك مكنت من إرساء أسس قوية للاستقرار النقدي والمصرفي في الأردن، وساهمت في الحفاظ على هذا الاستقرار بمكوناته كافة وبلورته إلى حقائق ملموسة، رغم البيئة الاقتصادية الخارجية غير المواتية التي يشهدها العالم اليوم.

ارتفعت أسعار الفائدة على كافة أنواع الودائع لدى البنوك المرخصة في نهاية العام الماضي باستثناء سعر الفائدة على ودائع التوفير والذي شهد انخفاضا

وأكد أهمية الاستقرار النقدي الذي يعد الهدف الرئيس للبنك المركزي المحدد في القانون، ويعد ركنا أساسيا من أركان الاستقرار الاقتصادي الكلي وممكّنا رئيسيا لتعزيز النمو الاقتصادي وتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمارات، والتخطيط للمُستقبل على المديين المتوسط والطويل.

وقال إن قرارات رفع أسعار الفائدة الأخيرة استندت إلى التزام البنك المركزي بالمحافظة على الاستقرار النقدي في الأردن من خلال المحافظة على جاذبية المدخرات بالدينار الأردني، بالإضافة لاحتواء الضغوط التضخمية الناجمة عن الطلب المحلي.

وتعد البنوك الوجهة الأساسية للمواطنين في الأردن لإيداع أموالهم من ناحية ارتفاع عوامل الضمان والعوائد، وتفاديا للمخاطر التي قد تترتب على استثمارها بأوجه أخرى أو التعامل مع المؤسسات المالية الأخرى.

وتصل نسبة العائد على الودائع بالدينار الأردني لدى البنوك العاملة في الأردن إلى 5% و6% فيما السعر الأغلب على الودائع بالدولار 1%.

المساهمون