أعلنت الحكومة الأردنية، الأربعاء، إعادة تشغيل مركز جابر نصيب مع سورية اعتباراً من يوم الأحد بشكل شبه عادي، بعد نحو عام على عمله بشكل محدود في إطار إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا.
وقال وزير الداخلية مازن الفراية، في بيان نشر ليل الأربعاء: "بعد إجراء الترتيبات الميدانية الكاملة مع الجانب السوري، سيبدأ اعتباراً من صباح الأحد، الأول من أغسطس/آب، التشغيل الكامل لمركز حدود جابر".
وأوضح أنه سيسمح لـ500 من المسافرين القادمين من سورية يومياً التسجيل لسلوك المعبر الذي كان يعبره الآلاف في الاتجاهين يوميا قبل جائحة كورونا، ولمئتي مركبة (مئة من كل جانب) بالمرور.
وكانت الحكومة الأردنية قد أغلقت مركز حدود جابر في 12 أغسطس من العام الماضي بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا بين القادمين.
وأعيد فتحه لاحقا مع اعتماد قيود تضمنت نظاما تبادليا لنقل الركاب والبضائع (باك تو باك)، والسماح لعدد محدد بـ150 شخصاً يومياً من القادمين إلى الأردن بالعبور، بينما كان المغادرون والقادمون بحاجة إلى موافقة أردنية مسبقة.
وقال الفراية، الأربعاء، إنه تقرر "إلغاء نظام النقل التبادلي، والسماح للحافلات بالعبور إلى الجانب السوري والعودة منه".
كما تقرر "السماح بمغادرة الأشخاص من مختلف الجنسيات إلى سورية من دون الحاجة إلى موافقة مسبقة من الجانب الأردني"، بينما يحتاج السوريون القادمون لموافقة.
وعلى القادمين من سورية إلى الأردن التسجيل مسبقا في منصة إلكترونية وإبراز شهادة فحص كورونا سوري صادر خلال 72 ساعة، وإجراء فحص آخر داخل معبر جابر مع استثناء الأردنيين الحاصلين على جرعتين من اللقاح في الأردن.
وسيسمح للسوريين الموجودين في الأردن الراغبين بالعودة لبلدهم "بالمغادرة دون أي شروط مسبقة".
وكان الفراية قد بحث مع نظيره السوري محمد الرحمون في اتصال هاتفي، الثلاثاء، بشأن أهمية إعادة تشغيل المركز الحدودي "لما يمثله من أهمية استراتيجية تعود بالنفع والفائدة على الأردن وسورية ومصالحهما المشتركة". ومعبر جابر/نصيب هو المعبر الرئيسي بين الأردن وسورية.
وشكل إغلاق المعبر في إبريل/نيسان 2015 بسبب النزاع في سورية، ضربة موجعة لاقتصاد المملكة التي سجل التبادل التجاري بينها وبين جارتها الشمالية عام 2010 نحو 615 مليون دولار، قبل أن يتراجع تدريجيا ابتداء من العام 2011. وأعيد فتح المعبر في خريف عام 2018.
وبلغ التبادل التجاري عام 2020 بين الأردن وسورية 108.7 ملايين دولار، وفقا لأرقام رسمية أردنية. والحدود مع سورية شريان مهم لاقتصاد الأردن، إذ تصدر عبرها بضائع أردنية إلى تركيا ولبنان وأوروبا وتستورد عبرها بضائع سورية ومن تلك الدول.
وفي وقت سابق تخوّف سوريون من نتائج الاتفاق السوري الأردني بعودة الحركة على معبر جابر-نصيب، وذلك بأن يؤدي لمزيد من ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية.
واتفق الجانبان السوري والأردني قبل أيام على تسهيل حركة الترانزيت والسماح للشاحنات والبرادات السورية بدخول الأراضي الأردنية باتجاه دول الخليج.
ونقلت "العربي الجديد" عن الباحث السوري يحيى السيد أحمد قوله إن إعادة فتح معبر "نصيب-جابر" ضرورة وحاجة، ليس لسورية والأردن فقط، بل ولما بعد الأردن في دول الخليج العربي، للتنقل ونقل فائض الإنتاج بسورية ولبنان وبالتالي زيادة التبادل التجاري "لأن النظام بدمشق كما لبنان بأمس الحاجة للتصدير والقطع الأجنبي".
وأضاف الباحث خلال تصريحاته لـ"العربي الجديد" أن "إعادة فتح المعبر وما تكبده التجار وحتى المزارعون من خسائر، ربما يكون درساً لوقف علميات تهريب المخدرات من سورية ولبنان باتجاه دول الخليج، ضمن شحنات الصادرات".
(فرانس برس، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
