اقتصاد الشمال السوري يترقب تداعيات وقف مساعدات باب الهوى

09 يوليو 2021
يتخوّف سكان الشمال السوري الذين يبلغ عددهم نحو خمسة ملايين من وقف المساعدات (فرانس برس)
+ الخط -

أرجأ مجلس الأمن الخميس التصويت على تمديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود إلى سورية دون موافقة النظام السوري إلى يوم الجمعة، في محاولة لتليين موقف روسيا، التي تسعى إلى إغلاق جميع المعابر الإنسانية وحصر دخول المساعدات التي كانت تدخل الشمال السوري من خلال معبر باب الهوى في إدلب المقابل لتركيا عبر النظام فقط.

وينتهي السبت تفويض الأمم المتحدة لإدخال المساعدات عبر الحدود الساري منذ 2014، الذي شهد تخفيضاً بشكل حاد، في عام 2020 بضغط من موسكو.

ويتخوّف سكان الشمال السوري الذين يبلغ عددهم نحو خمسة ملايين إنسان من نجاح روسيا في مساعيها، وتوقف المساعدات الإنسانية عن نحو مليونين منهم يسكنون الخيام، وانعكاس ذلك على الاقتصاد والأسعار في المنطقة بشكل مباشر.

وتوقّع وزير الاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة (معارضة)، عبد الحكيم المصري لـ"العربي الجديد" أن ترتفع أسعار السلع الأساسية في السوق بسبب شدة الطلب إلى الضعف، وقد ينقص المبلغ قليلاً في المواد التي تعتبر إضافية، ولكن هذا سينعكس في نفس الوقت على كمية استهلاكها من قبل العائلات السورية، على حد قوله.

وأشار إلى أن منظمة آفاد التركية تدخل لوحدها عبر باب الهوى سنوياً 50 ألف طن من الدقيق للمخابز العاملة في الشمال السوري، وهذه المساعدة إذا توقّفت فإن أسعار الخبز ستصل إلى أسعار خيالية، وبخاصة أن هذه المادة تعتبر أساسية لدى العائلة السورية، لافتاً إلى أن الارتفاع سيطاول كل الأسواق السورية لأن توفر السلع في الشمال كان يخفّف الضغط عن الأسواق الواقعة تحت سيطرة النظام وتلك التي تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

وأكد أن الفقر والبطالة سينتشران بشكل كبير في المنطقة أكثر مما هما عليه الآن، لأن الكثير من العائلات تعتمد على السلة الإغاثية الشهرية، وهناك عائلات أخرى تعتمد على الأجر الشهري الذي يتقاضاه أحد أفرادها لقاء عمله في المنظمات الوسيطة للأمم المتحدة، كما أن 80 بالمئة من المستشفيات العاملة في الشمال تقدّم الأدوية بشكل مجاني، وجميع هذه الأدوية تأتي ضمن المساعدات التي تدخل عبر باب الهوى، والنقص الحاصل سينتج عنه زيادة في الطلب ومع قلة المواد المتوفرة، ستشهد المنطقة ارتفاعاً جنونياً للأسعار.

وبدوره قال المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى مازن علوش لـ"العربي الجديد" إن المعبر يمثّل شريان الحياة لجميع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام شمالي سورية، وتعبر من خلاله جل مستلزمات السكان الغذائية، وأشار إلى أن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت من المعبر بلغ منذ بداية عام 2021 نحو 6300 شاحنة، تحمل قرابة 150 ألف طن، نحو 84 بالمئة منها مواد غذائية وما تبقى هي متفرقات ومواد طبية.

ولفت إلى أن عدم تمديد القرار سينتج عنه كارثة إنسانية كبيرة، إذ سيفقد 1.8 مليون إنسان حقهم في الوصول إلى السلة الغذائية، وأكثر من 2.3 مليون نسمة سيفقدون حقهم في الوصول إلى المياه النظيفة الصالحة للشرب، وسيفقد الدواء المقدم للنازحين بشكل مجاني، كما أن المخابز التابعة للمنظمات ستتوقف بشكل كامل.

وتحتضن محافظة إدلب وحدها نحو 1293 مخيماً بينها 393 مخيماً عشوائياً، يقطنها مليون و43 ألفاً و689 شخصاً، تتوزّع على شكل شريط قرب الحدود السورية - التركية، بحسب فريق "منسقو استجابة سورية".

المساهمون