استمع إلى الملخص
- **تأثير الحرب على القطاعات الاقتصادية:** الحرب في غزة أدت إلى تراجع الصادرات بنسبة 7.1%، ركود استثمارات الأصول الثابتة، وانكماش الواردات بنسبة 7.3%. قطاع البناء تأثر بشكل خاص بسبب منع دخول العمال الفلسطينيين.
- **التضخم والعجز المالي:** العجز المالي بلغ 8.1% من الناتج المحلي الإجمالي في يوليو 2024، والدين العام ارتفع إلى 67%. مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 0.6% شهريًا و3.2% سنويًا، مما زاد الضغوط الاقتصادية.
في وقت كان محللو بورصة تل أبيب يتوقعون نمو اقتصاد إسرائيل بنسبة 5.9% خلال الربع الثاني من العام 2024، وهي ذات النسبة التي توقعتها وكالة بلومبيرغ، جاءت الأرقام أقل من التوقعات لتسجل 1.2%. إلا أن النمو يعتبر سلبيا، بنسبة انكماش تبلغ 0.4% خلال نفس الفترة، مع الأخذ بعين الاعتبار الزيادة السكانية الطبيعية، ما يعني أن الأرقام الفعلية للاقتصاد تشير إلى نمو سلبي.
ورغم محاولات قطاعات الاقتصاد التعايش مع تبعات حرب غزة على مفاصل اقتصاد إسرائيل، فشلت غالبيتها في ذلك، بصدارة قطاعات الإنشاءات والزراعة والخدمات والسياحة. وتكشف الأرقام الأخيرة الصادرة هذا الأسبوع عن مكتب الإحصاء الإسرائيلي حجم الضرر الكبير الذي تسببه الحرب الجارية على الاقتصاد، وسط توقعات بمزيد من القتامة لما تبقّى من العام الجاري 2024.
وأحد أكبر محركات التباطؤ خلال الربع الثاني من 2024 هو قطاع الصادرات الذي انخفض في الربع الثاني للفصل الثالث على التوالي، مسجلا تراجعاً بنسبة 7.1%. كما لم تشهد استثمارات الأصول الثابتة أي نمو خلال الربع الثاني؛ فيما انكمشت الواردات، باستثناء الدفاع والسفن والطائرات والألماس، بنسبة 7.3% على أساس سنوي.
أزمات اقتصاد إسرائيل
وبحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، يرجع جزء كبير من التباطؤ في الاستثمارات الثابتة إلى ركود قطاع البناء؛ إذ تعتمد الصناعة على العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية، الذين مُنعوا من دخول إسرائيل منذ بداية الحرب. في المقابل، لم تتمكن الحكومة الإسرائيلية من الوفاء بوعدها باستبدالهم بعمال أجانب آخرين، خاصة من الهند وبنغلادش والفيليبين، ما أفقد القطاع كل مقومات النهوض مجدداً.
وبينما ارتفع استهلاك الحكومة بنسبة 8.2% مقابل 2.6% في الربع السابق، فإن هذا النمو يضيف مخاوف من أن النمو اقتصادي إسرائيل أصبح يعتمد بشكل مفرط على الإنفاق العام المرتفع، والمرتبط باحتياجات الحرب.
العجز المالي للميزانية الإسرائيلية استمر بالتضخم في يوليو/ تموز الماضي، مسجلاً 8.1% من الناتج المحلي الإجمالي على مدى الأشهر الـ12 الماضية. وتعادل هذه النسبة ما قيمته 155.2 مليار شيكل (47.1 مليار دولار)، وفق أحدث تقارير المحاسبة العامة لوزارة المالية الإسرائيلية يالي روتنبرج، في بيان صادر عن الوزارة الأسبوع الماضي.
وكان العجز المالي في الشهور المنتهية خلال يونيو/ حزيران الماضي، نحو 7.6% من الناتج المحلي الإجمالي، بينما تتوقع وزارة المالية الإسرائيلية أن يبلغ العجز 6.6% من الناتج المحلي الإجمالي، أو قرابة 34 مليار دولار. وتؤشر هذه الأرقام إلى أن العجز في الميزانية في اتساع مستمر، ما يجعل قدرة البلاد على تحمل كلفة الديون الناتجة لتغطية العجز أصعب، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة على الدولار والشيكل معاً.
ويتجاوز الدين العام الإسرائيلي من الناتج المحلي الإجمالي قرابة 67%، مقارنة مع قرابة 63% قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وبينما أجهد بنك إسرائيل (المركزي) في خفض التضخم قرب المستهدف البالغ قرابة 3%، عبر رفع أسعار الفائدة منذ بداية النصف الثاني 2022، إلا أن بيانات يوليو/ تموز الماضي تؤشر لعودة الارتفاع.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلك في إسرائيل بنسبة 0.6% في يوليو/ تموز على أساس شهري، متجاوزا التوقعات قليلاً؛ بينما بلغ 3.2% على أساس سنوي، صعودا من 2.9% في يونيو/ حزيران. وبالتالي ارتفع التضخم مرة أخرى فوق الحد الأقصى لنطاق الهدف السنوي لبنك إسرائيل البالغ 3%، وسط ارتفاع أسعار الإسكان والغذاء.
وشملت الزيادات البارزة في الأسعار في يوليو/ تموز الفواكه والخضروات الطازجة، التي ارتفعت بنسبة 3.2%، والثقافة والترفيه، التي ارتفعت بنسبة 1.8%، والإيجارات وصيانة المساكن، التي ارتفعت بنسبة 0.8% لكل منهما. كما نشر مكتب الإحصاء الإسرائيلي، التغير في أسعار المساكن (التي لا تشكل جزءًا من مؤشر أسعار المستهلك العام)، والتي ارتفعت أسعارها بنسبة 0.7%؛ وكان هذا هو الشهر السابع على التوالي الذي ترتفع فيه الأسعار بعد أشهر عديدة من الانخفاض.
(الأناضول)