أجهزت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوى الدعم السريع على ما تبقى من قوة وصمود العمال السودانيين، رغم أن حالهم قبل الحرب لم تكن أفضل في ظل تردٍّ واضح ومعاناة كبيرة، وسط جهود مستمرة من الاتحادات والنقابات للوصول إلى أوضاع أفضل.
يقول أحمد آدم، عضو اتحاد العمال السابق (المحلول)، لـ"العربي الجديد"، إن "ذكرى عيد العمال تمر على السودان وهو في حالة تشظٍ بسبب الاشتباكات المستمرة بين الجيش والدعم السريع، ما زاد من ضنك العيش وانعدام الأمن والأمان في كل مكان".
وأضاف أن المواطن بسبب ما يجري "افتقد أبسط مقومات الحياة، كما أن راتب العامل لا يسد حاجة أسرته في ظل وقوع 70% من السكان تحت خط الفقر".
وأشار إلى أن "العمال كان لهم الدور في نهضة كافة المؤسسات بمراحل مختلفة، لكن جاءت الحرب الدائرة لتجعل كثيراً مما بذل فيه العمال من جهدهم وعرقهم أثراً بعد عين"، مؤكداً: "ما كنا نحسب أن يكون جزاؤهم بالتدمير والخراب والتشريد والنزوح". وأكد أن "الطريق ما زال شاقاً وطويلاً في ظل الدمار الذي لحق كافة مؤسسات الدولة الرسمية والخاصة".
من جانبه، يقول المحلل الاقتصادي عبد الوهاب جمعة، لـ"العربي الجديد"، إن "عمال السودان قبل الحرب كانوا يعانون من أزمات كبيرة تمثلت في توقف الإنتاج في عدد من القطاعات، إضافة إلى حالة الركود والكساد خلال العام الماضي والربع الأول من العام الحالي".
وأضاف جمعة أن "الحرب الحالية جاءت لتجهز على ما تبقى من قوة وصمود العمال، لأن الاشتباكات حدثت فجأة من دون استعداد، ومعظم هؤلاء العمال لم يتقاضوا رواتبهم، خاصة أن شريحة كبيرة منهم يعملون في مرافق غير نظامية".
وأشار إلى أن "حالة النزوح المستمر أثرت على أوضاع العمال الاقتصادية والمالية، وجاءت في ظل غياب مستمر منذ 4 سنوات لأي جهة تقدم لهم يد العون بعد حلّ النقابات".