أكد عمال شركة "لورد إنترناشونال" بمحافظة الإسكندرية المصرية، أن إدارة الشركة، ممثلة في مدير عام المصنع، قررت إيقاف 39 عاملا وعاملة وإخطارهم ببدء التحقيقات معهم في التاسع من أغسطس/آب الجاري، لمشاركتهم في إضراب عن العمل بعد فصل عشرات العمال قبل نحو أسبوعين، لنفس السبب.
وطبقًا لقرار الإيقاف، الذي اطلعت عليه "العربي الجديد"، فإن أسباب التحقيقات مع العمال ترجع إلى "الإضراب غير المشروع عن العمل، والتحريض على الإضراب غير المشروع عن العمل، والإساءة المتعمدة للشركة والتسبب في أضرار بالغة مادية وأدبية".
ويأتي قرار الإيقاف عن العمل بعد أيام من قرار فصل 7 عمال، ليضافوا إلى 38 عاملاً فُصلوا في الأول من أغسطس/آب الجاري، ليصبح عدد العمال المفصولين 45 عاملاً وعاملة.
ويأتي ذلك بعد استجابة العمال للإدارة وفض الإضراب والعودة إلى العمل، وبما يخالف ما تم الاتفاق عليه مع مفتشي القوى العاملة بعدم التعرض للعمال في حالة عودتهم للعمل، عقب الإضراب الذي أعلنه العمال في السادس والعشرين من يوليو/تموز الماضي، والذي استمر قرابة أسبوع.
وكان المئات من عمال شركة لورد انترناشونال بالمنطقة الحرة بالعامرية بمدينة الإسكندرية، أعلنوا إضرابهم عن العمل، الذي بدأوه بالورديتين الأولى والثانية عصر الاثنين 26 يوليو/تموز، احتجاجاً على تجاهل إدارة الشركة لمطالبهم ورفض التفاوض حولها.
وكان العمال المضربون والبالغ عددهم ما يقرب من ألفي عامل قد طالبوا إدارة الشركة، في يونيو/حزيران الماضي، بضرورة التفاوض حول عدة مطالب وأبرزها "تعديل الأجور على ألا تقل عن 2400 جنيه (الحد الأدنى للأجور الذي حددته الدولة) حيث يبلغ متوسط أجور العمال الذين أمضوا عشر سنوات في العمل ما يقارب 2000 جنيه فقط".
كما طالبوا بـ"تثبيت العمالة المؤقتة وتعديل العقود السنوية إلى عقود عمل دائمة حيث تشكل العمالة المؤقتة النسبة الغالبة في العاملين"، وأشار العاملون إلى أن هناك من العاملين ممن أمضوا عشر سنوات أو يزيد بعقود عمل مؤقتة دون تثبيت.
والمطلب الثالث خاص بـ"صرف الأرباح السنوية مجمعة بدلاً من صرفها شهرياً، وزيادة بدل الورادي حيث يبلغ حالياً 5 جنيهات للوردية الصباحية و10 جنيهات للوردية الليلية".
لكن إدارة الشركة، وعدت العاملين بالنظر في تحديد موعد لبحث هذه المطالب خلال الأيام الماضية، وفقاً لما تم الاتفاق عليه منذ شهر مع مدير المصنع المهندس طارق السخاوي؛ وبدلأَ من تلبية مطالب العمال أو تحديد موعد لبحثها، خصمت إدارة الشركة مبلغا ماليا قيمته 300 جنيه (حوالي 20 دولارا أميركيا) قيمة منحة المناسبات التي تم صرفها للعمال خلال الشهر الماضي (منحة عيد الأضحى) من أجر شهر يوليو/تموز الجاري، مما أثار غضب العمال ودفعهم للدخول في إضراب.
وأكد العمال على تمسكهم بكافة المطالب، وحتى كتابة هذه السطور لم تبدِ إدارة الشركة أي محاولة لإجراء حوار مع العمال أو عقد جلسة مفاوضة مع العمال المضربين.
يشار إلى أن أنشطة شركة لورد انترناشيونال بالإسكندرية، هي تصنيع (قطع غيار ومكونات الماكينات وخطوط الإنتاج) بتقنية الـ CNC شفرات تقليدية وماكينات جاهزة للحلاقة.
وفي هذا السياق، أعلنت دار الخدمات النقابية والعمالية، تضامنها الكامل مع مطالب العمال التي وصفتها بـ"المشروعة"، وطالبت الجهات المسؤولة بالقيام بدورها في حصول العمال على حقوقهم وحمايتهم من أي شكل من أشكال التعسف من قبل إدارة الشركة.