على الرغم من العقوبات الغربية ومحاولات تشديدها من وقت لأخر، إلا أن صادرات روسيا من الوقود شهدت ارتفاعاً في شهر نوفمبر/تشرين الأول الماضي، حيث ارتفع متوسط الصادرات اليومي إلى 2.2 مليون برميل، وفقًا لبيانات شركة " فورتيكسا" للتحليلات النفطية، التي نقلتها وكالة بلومبيرغ.
وجاء هذا الانتعاش في صادرات المشتقات البترولية الروسية وأبرزها بعد انتهاء الحظر على تصدير الديزل الذي سبق أن نفذته روسيا، وانتهاء موسم الصيانة في مصافي التكرير في البلاد.
لكن "فورتيكسا" قالت إن الطقس العاصف في البحر الأسود أثر سلباً على شحنات الوقود الروسية المصدرة في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وأوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ووفقًا لبيانات شركة التحليلات النفطية، التي تراقب شحنات الوقود العالمية، فقد ارتفعت صادرات الديزل وزيت الغاز الروسي بنسبة 12% في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول إلى نوفمبر/ تشرين الثاني، مع توجه الجزء الأكبر من هذه الشحنات إلى أفريقيا وأميركا الجنوبية. كما ذهب الجزء الأكبر منها إلى البرازيل.
وارتفعت صادرات البنزين ومكونات خلط الخامات بنسبة 25% إلى 75 ألف برميل يومياً الشهر الماضي، لكن صادرات وقود الطائرات انخفضت إلى 8 الاف برميل يومياً فقط.
كما انخفضت شحنات النافتا إلى الخارج، ولكن بشكل أكثر تواضعًا، بنحو 3% إلى 362 ألف برميل يوميًا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وكالة بلومبيرغ إن بيانات الصناعة تشير إلى أن صادرات الديزل الروسية من المقرر أن تشهد زيادة كبيرة هذا الشهر.
ووفقاً للبيانات التي جمعتها الوكالة الأميركية، فإن شحنات الديزل الروسي من موانئ البحر الأسود وبحر البلطيق في ديسمبر/كانون الأول الجاري ستسجل أعلى حجم تصدير منذ يوليو/تموز الماضي.
وقد زادت علاوة الديزل على النفط الخام في الأسابيع الأخيرة، ما حفز أيضًا صادرات الديزل من الشركات الروسية.
وفي أواخر الصيف، أعلنت روسيا فرض حظر مؤقت على شحنات الديزل والبنزين إلى الخارج من أجل تعزيز العرض في السوق المحلية وخفض الأسعار.
وفي الوقت نفسه، أفاد البنك المركزي الروسي بأن إجمالي إيرادات أكبر مصدري النفط والغاز في البلاد انخفض بنسبة 41% بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بسبب انخفاض أسعار السلع الأساسية وانخفاض الصادرات.
كما ساهمت إعادة توجيه الصادرات والابتعاد عن الدولار في تسويات تجارة الطاقة في انخفاض الإيرادات.
إلى ذلك، قالت بلومبيرغ، إن الدخل الشهري لموسكو من صادرات النفط بات أكبر الآن مما كان عليه قبل غزو أوكرانيا، ما يسلط الضوء على فشل العقوبات الغربية على الطاقة الروسية.
واستفادت روسيا من استخدام أسطول الظل، وهي ناقلات تستخدم بشكل غير رسمي في نقل النفط، في نقل حوالي 45% من خامها الأسود هذا العام.
وقال لارس بارستاد، الرئيس التنفيذي للذراع الإدارية لشركة فرونت لاين المحدودة، المالكة لبعض ناقلات النفط العملاقة في العالم، إن أسطول الظل "أصبح راسخاً، وسوف يستمر هذا طالما أن الهيئات التنظيمية غير قادرة على التحرك ضده".
وقالت المنظمة البحرية الدولية، وهي الهيئة الرقابية التي تشرف على الشحن، يوم الأربعاء الماضي، إن الأنشطة غير القانونية لأسطول الظل من ناقلات النفط تمثل "قلقًا بالغاً" على السلامة البيئية، ودعت إلى حملة عالمية.