بخلاف العام السابق الذي تميز بوفرة إنتاجه، يشهد موسم زيت الزيتون في سورية هذا العام تراجعاً في كميات الإنتاج، وارتفاعاً كبيراً في أسعاره وصف بالقياسي، ما أدى إلى غيابه عن موائد الكثير من السوريين.
وتوقع مدير مكتب التسويق والتصنيع في اتحاد الفلاحين، التابع للنظام السوري، أحمد هلال الخلف، تراجع إنتاج زيت الزيتون هذا الموسم إلى النصف.
وقال الخلف في حديث لصحيفة "البعث" الرسمية إن إنتاج الزيتون في هذا العام بلغ نحو 500 ألف طن، أي أقلّ من النصف تقريباً مقارنة بالعام الماضي، كونه عام معاومة. بينما كان إنتاج الزيتون العام الفائت حوالي مليون طن استخرج منه زيت أكثر من 130 ألف طن.
وتشير تقديرات وزارة الزراعة في حكومة النظام إلى أن إنتاج سورية من زيت الزيتون يقدر هذا العام بنحو 91 ألف طن، منها 49% في مناطق خارج سيطرة النظام.
وبسبب الانتاج المنخفض أصدرت حكومة النظام السوري قراراً بوقف تصدير زيت الزيتون بداية من شهر أيلول/ سبتمبر الفائت.
وتراوحت أسعار تنكة الزيت (16 كيلو غرام) لهذا الموسم بين 800 ألف ليرة ومليون ومئتي ألف ليرة، بزيادة وصلت إلى 150% عن العام الفائت، الأمر الذي أثر على معدلات الإقبال على الشراء، حيث تحاول العائلات تقليل كميات استخدامها للزيت إلى الحدود الدنيا.
ويرجع ارتفاع تكاليف الإنتاج والأسعار المرتفعة هذا العام، بحسب المهندس الزراعي خالد طوقتلي، إلى عدة أسباب أبرزها ارتفاع تكاليف الإنتاج، وخصوصاً عمليات القطاف التي تشكل 40% من التكاليف، وزيادة أسعار المحروقات قرابة ثلاثة أضعاف عن العام الماضي، والتضخم الذي شمل كافة المنتجات، فضلاً عن توفر سوق تهريب للمحصول والتنافس عليه.
وأضاف "طوقتلي" في حديث لـ" العربي الجديد" أن هذه الأسعار التي تعتبر خارج قدرة معظم العائلات السورية التي تقبع تحت الفقر خلقت سوقاً بديلاً للزيوت البديلة المغشوشة، ورواج البيع بالتقسيط والكميات المحدودة، رغم أن السوريين اعتادوا الشراء بكميات كبيرة في موسم الزيتون للمونة.
وأشار إلى أنه على الرغم من قرار وقف التصدير إلا أن المحصول يهرب بشكل واسع للدول المجاورة، ونحو دول الخليج، بسبب الأسعار المرتفعة التي يمكن تحصيلها.
من جانبها اعتبرت عبير جوهر، مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي التابعة لحكومة النظام، أن "الاحتكار وسعي التجار للتصدير"، تعد من أبرز أسباب هذا الارتفاع الهائل في أسعار زيت الزيتون ضمن الأسواق المحلية، الأمر الذي تسبب بتراجع الإقبال واتجاه فئة واسعة من السوريين إلى الشراء بكميات قليلة جداً من الزيت بشكل دوري.
وأكدت جوهر في تصريحات نقلتها صحيفة "الوطن" المحلية قبل أيام، أن مادة زيت الزيتون متوفرة والاحتكار قائمٌ من التجار، "لأنهم جمعوا الزيت وتحكموا بالسوق".
ارتفاع مماثل في مناطق المعارضة
وفي محافظة إدلب شمال غرب سورية، التي تتصدر المحافظات السورية بإنتاج الزيتون والزيت، شهدت الأسعار، مع بداية الموسم الجديد هذا العام، ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق، وصف بـ"الخيالي" نتيجة عمليات تصديره إلى تركيا.
وقال مأمون حاج علي وهو صاحب معصرة في ريف إدلب لموقع "العربي الجديد" إن أسعار زيت الزيتون هذا العام مرتفعة جداً، وهي أكثر من ضعف ما كانت عليه في العام الفائت، حيث يتراوح سعر التنكة الواحدة (16 كيلوغرام) اليوم ما بين 70 و90 دولاراً أميركياً ( نحو مليون و200 ألف ليرة سورية).
وأرجع حاج علي أسباب ارتفاع الأسعار بهذا الشكل في شمال غرب سورية إلى ضعف الموسم، والتهريب إلى تركيا، فضلاً عن ارتفاع التكاليف وأجور النقل والعصر وشراء اللوازم الأساسية.