أخرت عقود التأمين عودة رحلات الخطوط التونسية إلى المطارات الليبية، بعدما برمجت شركة الطيران التونسية تسيير رحلات جوية يومية نحو مطارات معيتيقة وبنغازي في نهاية الشهر الماضي.
فقد رفعت شركات التأمين أكلافها بنسب عالية مقارنة بالعقود المبرمة إلى وجهات أخرى. وتجري إدارة شركة الطيران التونسية الحكومية مفاوضات مع شركات التأمين من أجل خفض الكلفة والتسريع في إبرام العقود بما يسمح لها بتسيير الرحلات الجوية نحو ليبيا في أقرب وقت، وفتح باب المبيعات بعد تحديد أسعار التذاكر.
وتتشدد شركات التأمين في شروط خدمة العقود بسبب ارتفاع المخاطر المتعلّقة بالسلامة في ليبيا، حسب تأكيد مصادر خاصة من شركة الخطوط التونسية. وقالت المصادر ذاتها لـ"العربي الجديد"، إن المفاوضات جارية مع شركات التأمين من أجل تحصيل اتفاقات الرحلات بكلفة تنافسية.
وذكرت المصادر أن زيادة كلفة التأمين تنعكس على التذاكر، مرجحة ارتفاع أسعارها رغم مساعي الشركة للتحكم في الكلفة حفاظا على تنافسية رحلاتها مع شركات الطيران الأخرى التي تسيّر رحلات بين تونس والمطارات الليبية.
وأضاف المسؤول في شركة الطيران الحكومية أن التحكم في كلفة الأسعار عمل مهم جدا لكسب الرهان على السوق الليبية وزيادة عائدات الشركة التي تعاني من صعوبات مالية كبيرة جراء مشاكل متراكمة زادتها جائحة كورونا تعقيدا. وتفرض عودة رحلات الخطوط التونسية ضمان سلامة الأسطول والطواقم والمسافرين.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قامت لجنة من كوادر شركة الخطوط التونسية بزيارة تفقدية إلى ليبيا تمت على أثرها معاينة المطارات الليبية والتثبت من جاهزيتها لاستقبال الرحلات التونسية في ظروف آمنة. وانتهت الزيارة إلى قرار بإعادة تسيير الخطوط التونسية لرحلاتها إلى مطارات ليبيا.
وتمثّل تنافسية أسعار تذاكر الخطوط التونسية شرطا مهما للناقل الجوي الحكومي من أجل استعادة موقعه في السوق الليبية التي كانت رحلاتها تستأثر بنحو 20 في المائة من مجموع نشاط الشركة والأكثر ربحية لسنوات طويلة. وقبل عام 2014 كانت الخطوط التونسية تسيّرسبع رحلات يومية في اتجاه مطارات معيتيقة وبنغازي ومصراتة وسبها، غير أن اضطراب الوضع الأمني في ليبيا تسبّب بوقف رحلات الناقلة التونسية تماماً نحو هذا البلد منذ 15 يوليو/ تموز من العام ذاته. وكانت شركة الخطوط التونسية تؤمن سنويا نقل أكثر من نصف مليون مسافر على متن رحلاتها بين تونس وليبيا.
وأخيراً تقدّمت الغرفة المشتركة لرجال الأعمال التونسيين والليبيين بطلب رسمي لإدارة الخطوط التونسية من أجل إحداث خطوط جديدة نحو ليبيا.
وقال رئيس مجلس الأعمال عبد الحفيظ السكرافي لـ"العربي الجديد"، إن الغرفة خاطبت رسميا إدارة الخطوط التونسية من أجل إحداث خطّ جوي مباشر نحو مدينة زوارة، معتبرا أن هذا الخط سيكون دعامة للمشاركة التونسية المرتقبة في إعادة إعمار منطقة الجبل الغربي والساحل التي تضم 34 بلدية.
وأضاف السكرافي أن تسهيل تنقلات رجال الأعمال أمر مهم جدا لدعم التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين في المرحلة المقبلة. ويشكو المسافرون بين البلدين من ارتفاع كلفة أسعار التذاكر ومحدودية عدد المقاعد بسبب تعطّل رحلات العديد من شركات النقل الجوي من ليبيا وإليها. إذ رفعت شركة الخطوط الليبية أسعار تذاكرها للرحلات الخارجية، وذلك بعد تعديل سعر صرف الدينار مقابل العملات الأجنبية.