تشهد أسعار الفواكه والخضار الموسمية في سورية ارتفاعات متواترة، ما يحرم الكثير من السوريين إمكانية تذوقها. وإضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي وانهيار القيمة الشرائية لليرة السورية، يدفع النظام إلى زيادة التصدير في ظل حاجته للعملة الصعبة، فيما يعتبر الموسم الزراعي هذا العام من المواسم السيئة.
ويراوح الكيلوغرام الواحد من المشمش بين 3 إلى 4 آلاف ليرة سورية (الدولار = 3200 ليرة)، والكرز ما بين 4 و5 آلاف، والبطيخ الكيلوغرام الواحد بـ350 ليرة، أي إن البطيخة الصغيرة سعرها نحو ألفي ليرة، والدراق بحدود 4 آلاف ليرة.
أما سعر كيلوغرام الموز، فقد وصل إلى أكثر من 9 آلاف ليرة، في حين أن متوسط الدخل لا يتعدى 60 ألف ليرة. وأصبحت الفاكهة نوعاً من الترف بحسب حاتم عيد (56 عاماً)، الذي قال لـ"العربي الجديد" إن "غالبية السوريين استغنت عن وجود الفاكهة على موائدها، كما استغنت عن اللحوم، كذلك فإنه يجري خفض مشتريات الكثير من أنواع الخضار".
وأضاف أنه "عندما نكون عاجزين عن تأمين ثمن الخبز والرز والبرغل والعدس واللبن، أي المواد البسيطة التي تتكون منها وجبات السوريين، سيكون الحصول على الفاكهة أمراً غير وارد. وبدلاً من دعم أسعار الفواكه المحلية، تعمل الحكومة على تصديرها إلى الخارج، فترتفع أسعارها في الداخل".
وأشار سامر مهنا (36 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع الخضار والفواكه في الأطراف الشمالية من دمشق، في حديث مع "العربي الجديد" إلى "عدم الإقبال على شراء الفواكه بشكل رئيس، وحتى الخضار، وهناك أشخاص يشترون الخضار بالحبة، وخاصة العائلات التي لديها أطفال".
وأضاف: "توقفتُ عن عرض الموز في المحل، لأن غالبية الأطفال يحبون هذه الفاكهة، وأهلهم يتعرضون للإحراج حين يدخلون مع أولادهم بسبب عدم قدرتهم على شراء ما يطلبونه". بدوره، برر عضو لجنة الخضار والفواكه في سوق الهال، أسامة قزيز، في حديث لصحيفة محلية، ارتفاع الأسعار إلى تصدير الفواكه إلى الدول المجاورة ودول الخليج، مقدراً التصدير يومياً بما بين 18 إلى 25 براداً تشتمل على الحمضيات والفواكه وضمنها المشمش والكرز، لكونه يلقى رواجاً في العديد من الدول، وخاصة دول الخليج.
ولفت إلى أن معظم عمليات التصدير تكون عبر البر من مختلف المنافذ الحدودية، وخاصة منفذ نصيب الحدودي مع الأردن، إضافة إلى الكميات التي تتجه إلى العراق. فيما لفت رئيس اتحاد فلاحي دمشق، محمد خلوف، إلى خسارة نحو نصف محصول الكرز والمشمش هذا العام بسبب الظروف الجوية.