ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية والصناعية، بأكثر من 20% خلال أسبوعين في سورية، لكن الوتيرة وفقا لمصادر خاصة من دمشق، كانت بشكل أكبر خلال الأسبوع الماضي، بعد رفع أجور النقل ورفع أسعار المنتجات الصناعية.
وبحسب رصد "العربي الجديد" للأسعار بالعاصمة السورية من خلال مصادر خاصة، تبيّن ارتفاع الأسعار بنحو 10% خلال الأسبوع الماضي ومثلها الأسبوع الذي سبقه، ليصل سعر كيلو الأرز المصري إلى 2250 ليرة وكيلو السكر إلى 1350 ليرة وكيلو الطحين إلى 1500 ليرة والشاي إلى 15 ألف ليرة والقهوة إلى 2500 ليرة.
وتؤكد المصادر أن ارتفاع أسعار المنتجات الحيوانية كان الأعلى خلال الأسبوع الماضي، فحسب المصادر، سجل كيلو غرام الفروج 3500 ليرة ولحم الخروف 23 ألف ليرة .
وبواقع تراجع سعر صرف العملة المحلية من 2300 ليرة مقابل الدولار الأسبوع الماضي إلى نحو 2450 ليرة اليوم الأحد، فقد ارتفع سعر الذهب بالأسواق السورية بنحو 4 آلاف ليرة خلال أسبوع، ليسجل اليوم 123.2 ألف ليرة للغرام من عيار 21 قيراطاً.
ورفعت حكومة الأسد الأسبوع الماضي سعر لتر البنزين المدعوم وغير المدعوم، ليصبح سعر اللتر المدعوم أوكتان 90 بـ 450 ليرة، وغير المدعوم أوكتان 90 بـ 650 ليرة، وغير المدعوم أوكتان 95 بـ 1050 ليرة، وذلك بعد رفع سعر المازوت الصناعي من 296 ليرة للتر إلى 650 ليرة بنسبة 120%.
انهيار متوقع
يقول الاقتصادي السوري حسين جميل إن "انهيار السوق السورية قادم لا محالة، بعد رفع أسعار الطاقة"، مشيرا إلى أن " المشتقات النفطية سلع تحريضية بدأت آثارها تنعكس على أجور النقل وتكاليف الإنتاج، وبالتالي على جميع أسعار السلع والمنتجات وإن على مراحل، ستنفجر مع نهاية العام لا محالة".
ويرى الاقتصادي السوري خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن الحلول معدومة اليوم، فرفع الأجور والرواتب، سينعكس سلباً على التضخم" مضيفا، أن "رفع أسعار المحروقات سيضع المعامل والشركات الإنتاجية أمام حلين، رفع الأسعار أو الإغلاق، والإغلاق هو الأرجح أمام عدم قدرة السوريين الشرائية".
ويقول رئيس القطاع النسيجي في غرفة صناعة دمشق وريفها، مهند دعدوش، إن النتائج السلبية لارتفاع أسعار المحروقات والصرف ستنعكس على أسعار الملابس هذا الشتاء عبر ارتفاعها 3 أضعاف.
وأضاف خلال تصريحات إعلامية اليوم الأحد، أن قطاع النسيج الأكثر تضرراً من رفع سعر المازوت الصناعي، لأن 70% من كلف إنتاج المصابغ النسيجية تعتمد على المازوت والفيول، ما سيؤدي لرفع تكلفته.
من جهته، يقول الاقتصادي السوري صلاح يوسف لـ"العربي الجديد" إن المشكلة ليست برفع سعر المازوت الذي سينعكس على جميع السلع، بل وأيضاً بعدم قدرة النظام على تأمين المادة.
وأضاف أن "الصناعيين يقبلون بالسعر الجديد لأنهم كانوا يشترون لتر المازوت من السوق السوداء، بنحو ألف ليرة عندما كان سعره الرسمي 296 ليرة" متسائلا عن "السعر الجديد بالسوق السوداء اليوم بعد رفع السعر وعجز النظام عن الاستيراد".
ويضيف الاقتصادي السوري، أن" الكارثة الكبرى هي ارتفاع أسعار المواد الغذائية، فالسوريون اليوم، يعيشون الجوع بمعنى الكلمة، لتكتمل السخرية بمنحة الـ 50 ألف ليرة التي قدمها النظام لمرة واحدة، وهي لم تعد تشتري 2 كليو غرام من اللحم أو لباسا شتويا لطفل".
ووعدت حكومة بشار الأسد السوريين بزيادة الرواتب والأجور قبل شهرين، ليفاجأ السوريون قبل أيام، بمنحة بمقدار 20 دولاراً ولمرة واحدة، ليبقى متوسط الأجور عند عتبة 60 ألف ليرة، في حين تزيد تكاليف معيشة الأسرة، وبحسب مركز قاسيون للدراسات بدمشق، عن 600 ألف ليرة سورية شهرياً.