أكد عدد من خبراء الصناعات المعدنية والحراريات في مصر أنّ أحد أسباب التراجع المستمر للصادرات منذ بداية العام الجاري، يعود لارتفاع أسعار الطاقة (الكهرباء- الغاز- الفحم- السولار)، الموردة للمصانع، وهو ما يرفع من كلفة المنتج، وعدم منافسته للمنتج الأجنبي سواء داخل السوق المحلي أو في البورصات العالمية.
وأوضح مصدر مسؤول في شعبة السيراميك باتحاد الصناعات المصرية، اليوم الأربعاء، أنّ سبب تراكم مديونيات الغاز على الشركات، يرجع إلى ارتفاع أسعار مصادر الطاقة بشكل عام، والتي تمثل حوالي 35% من كلفة المنتج، في الوقت الذي تراجعت فيه المبيعات على المستويين الداخلي والخارجي،كأحد آثار تداعيات فيروس كورونا.
وأشار المصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "ارتفاع كلفة المنتج أدى إلى خروجنا من المنافسة في الكثير من الأسواق العالمية، بعد أن كان ترتيبنا السابع على مستوى العالم في صادرات السيراميك".
وتراجعت صادرات السيراميك خلال الأشهر التسعة الأولى من 2020 بنحو 27%، مسجلة 91 مليون دولار، مقابل 125 مليوناً خلال الفترة نفسها من عام 2019.
وأرجع محمد فاروق، الخبير في عمليات تسويق وتصدير الإسمنت، السبب الرئيس لتراجع الصادرات خلال العام الجاري إلى ارتفاع أسعار مصادر الطاقة، إذ إنّ كلفة إنتاج طن الإسمنت تصل في المتوسط إلى حوالي 40 دولارًا، في حين تقل الأسعار المنافسة عن هذا السعر.
كما كشف مصدر مسؤول بغرفة الصناعات المعدنية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ أحد أسباب تراجع صادرات الحديد، يعود لارتفاع كلفة إنتاج طن الحديد في مصر إلى حوالي 550 دولارًا بالمقارنة بالدول المنافسة (طن الحديد التركي 460دولارًا)، نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة الموردة من الحكومة للمصانع والتي تمثل 10% من كلفة المنتج.
وأشار إلى أن الحكومة تحاسب الشركات على سعر 4.5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، في حين أنه في الدول المنافسة لا يتعدى السعر الدولارين.
وبيّن مصدر مسؤول بشركة "مصر للألومنيوم" (حكومية)، أنّ السبب الرئيس لارتفاع خسائر الشركة إلى حوالي 1.6 مليار جنيه حتى أغسطس/ آب 2020، مقابل أرباح في العام الماضي بلغت 570.9 مليون جنيه، يعود إلى تراجع الصادرات؛ إذ إنّ 80% من إنتاج الشركة كان يوجه للتصدير.
ولفت إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة أحد الأسباب الرئيسة وراء خسائر الشركة، إذ تمثل حوالي 42% من كلفة الإنتاج، وهو ما يكلف الشركة سنويًا 5 مليارات جنيه يتم دفعها لشركة الكهرباء.
وأظهر تقرير المجلس التصديري للصناعات المعدنية ومواد البناء ( حكومي)، تراجع صادرات الحديد خلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى سبتمبر/ أيلول 2020، بنسبة 18%، بالمقارنة مع الفترة نفسها من عام 2019، إذ تراجعت قيم التصدير من 535 مليون دولار إلى 438 مليون دولار.
وتراجعت صادرات الإسمنت خلال الفترة نفسها بنسبة 8%، مسجلة 113 مليون دولار، مقابل 123 مليون دولار عن الفترة نفسها من العام الماضي، وكذلك الألومنيوم بنسبة 8%، مسجلة 484 مليون دولار، مقابل 416 مليون دولار، فيما انخفضت صادرات السيراميك بنسبة 27%، مسجلة 91 مليون دولار مقابل 125 مليون دولار.