استمع إلى الملخص
- تأثرت الأسعار سابقًا بانخفاض تجاوز 4% بسبب احتمالات وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وزيادة الإنتاج الليبي بعد رفع حالة القوة القاهرة، مما ساعد في تهدئة الأسواق.
- تلقت الأسواق دعمًا من توقعات التحفيز المالي في الصين وتأثير الإعصار ميلتون على إمدادات النفط في فلوريدا، حيث أغلقت معظم الموانئ البحرية كإجراء احترازي.
ارتفعت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، مع تزايد الاهتمام بالتطورات في المنطقة في ظل توقعات الطلب الحذرة وقبل اجتماع حكومي بشأن السياسات المالية في الصين. وبدأت الأسعار في التعاملات الآسيوية المبكرة، اليوم الأربعاء، على استقرار مع موازنة المتعاملين حالة الغموض التي تكتنف تطورات التصعيد الإسرائيلي في المنطقة في مقابل استمرار العوامل الأساسية الهبوطية. لكن مع حلول الساعة 07:03 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 45 سنتاً، أو 0.6%، إلى 77.63 دولاراً للبرميل. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 33 سنتا إلى 73.90 دولاراً.
وهبطت أسعار النفط أكثر من 4% في الجلسة السابقة بسبب احتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، لكن الأسواق ظلت حذرة من هجوم إسرائيلي محتمل على البنية التحتية النفطية الإيرانية. وقال محللون في "ماكواري" في مذكرة: "نتوقع تقلبات إضافية مع موازنة السوق بين الأساسيات الهبوطية ومخاطر العرض بسبب تصاعد التوتر في الشرق الأوسط".
عوامل دعمت انخفاض أسعار النفط
وجاءت عمليات البيع في جلسة أمس الثلاثاء، في أعقاب ارتفاع بدأ بعدما أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول. وقالت طهران إنه جاء رداً على اغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والقائد في الحرس الثوري عباس نيلفروشان، وهو ما أدى إلى ارتفاع بلغ 8% خلال تعاملات الأسبوع المنتهي يوم الجمعة الماضي، وهو الأكبر في أكثر من عام.
وبدا أنّ قيادات حزب الله اللبناني دفعت، أمس الثلاثاء، باتجاه وقف إطلاق النار في لبنان، بعد ربطها سابقاً بمسار غزة. وقال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، في خطاب مصور، أمس الثلاثاء، إنه يدعم جهود رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف حزب الله، للتوصل إلى هدنة، دون وضع شروط مسبقة.
كما دعم رفع حالة القوة القاهرة عن حقول النفط الليبية وعودة الإنتاج إلى زيادة المعروض في السوق. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، أمس الثلاثاء، في بيان، إنّ الإنتاج اليومي وصل إلى مليون و133 ألفاً و133 برميلاً من النفط الخام والمكثفات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضافت المؤسسة أنّ تعافي الإنتاج يأتي بعد أيام قليلة من رفع حالة القوة القاهرة بعد حل خلاف حول قيادة المصرف المركزي. وقالت المؤسسة، في بيان، إنّه من المتوقع أن تعود معدلات الإنتاج إلى مستويات ما قبل الإغلاقات في غضون الأيام القليلة المقبلة. وكانت ليبيا تنتج نحو 1.2 مليون برميل يومياً قبل وقف الإنتاج في حقول الشرارة والفيل والسدرة في أواخر أغسطس/ آب وأوائل سبتمبر/ أيلول.
وذكرت مصادر في السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي، أمس الثلاثاء، أنّ مخزونات النفط الخام الأميركية ارتفعت بنحو 11 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما يفوق كثيراً توقعات المحللين الذين استطلعت وكالة رويترز آراءهم. لكن مخزونات الوقود هبطت. وواصل الطلب الضعيف دعم التوقعات الأساسية لانخفاض أسعار النفط، حيث خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الثلاثاء، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 بمقدار 20 ألف برميل يومياً إلى 103.1 ملايين برميل يومياً بسبب ضعف الإنتاج الصناعي ونمو التصنيع في الولايات المتحدة والصين.
وقالت أيضاً إنّ خفض توقعات هذا العام ناتج عن تراجع واردات النفط وعمليات تكرير النفط في الصين، أكبر مشتر للنفط الخام في الأسواق العالمية. وأضافت أنّ خفض توقعات العام المقبل يرجع إلى مخاوف من ضعف الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة وكندا. وقالت الإدارة إنه من المتوقع أيضاً ارتفاع إنتاج النفط الأميركي إلى مستويات قياسية أقل هذا العام والعام المقبل، وتوقعت أن تنتج الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط في العالم حالياً، نحو 13.54 مليون برميل يومياً في 2025، منخفضا نحو 1% عن التوقعات السابقة البالغة 13.67 مليوناً.
آمال بشان التحفيز الصيني
في المقابل، تلقت الأسعار دعماً أيضاً من قرب إعلان وزارة المالية الصينية عن تفاصيل خطط التحفيز المالي في مؤتمر صحافي مرتقب يوم السبت، حسبما قال المكتب الإعلامي للحكومة اليوم الأربعاء. وتترقب الأسواق المزيد من الأخبار عن الدعم المالي من جانب بكين لمساعدة الاقتصاد الصيني المتعثر، والذي بدوره يمكن أن يحفز الطلب على النفط.
كما من المتوقع أن يضرب الإعصار ميلتون، أحد أقوى أعاصير المحيط الأطلسي على الإطلاق، ساحل ولاية فلوريدا على خليج المكسيك، اليوم الأربعاء، وهو ما قد يؤدي إلى تعطيل إمدادات البنزين إلى ثالث أكبر ولاية مستهلكة للنفط في الولايات المتحدة. وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى "آي جي": "مع بعض الغموض بشأن تأثير الإعصار ميلتون على البنية التحتية للنفط واستمرار المتداولين في تخمين ما هو رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني ومتى سيأتي، أعتقد أننا وصلنا إلى نطاق تداول أعلى جديد في الوقت الحالي لأسعار النفط بين 72.50 دولاراً و77.50 دولاراً للبرميل".
وأغلقت فلوريدا، التي تعتمد على الواردات البحرية من الوقود، معظم موانئها أمام حركة السفن، أمس الثلاثاء، كما أغلقت شركات الطاقة بعض خطوط الأنابيب ومحطات التسليم في منطقة تامبا بالولاية.
(رويترز، العربي الجديد)