اختتام مهرجان "تكنوفيست" في أنقرة وسط إقبال على الطائرات التركية المسيّرة

04 سبتمبر 2023
تتزايد صادرات تركيا من الصناعات الدفاعية والطائرات المسيرة (الأناضول)
+ الخط -

انتهت فعاليات مهرجان "تكنوفيست" للطيران والفضاء والذي شهد إقبالا عربيا على شراء الطائرات المسيرة التي تنتجها أنقرة، وسط توقعات بأن تحقق تركيا هدفها بتحقيق إيرادات تصل إلى 4 مليارات دولار من صادراتها العسكرية خلال العام الجاري 2023.

وشارك في فعاليات المهرجان الذي تم تنظيمه في العاصمة أنقرة نحو 125 مؤسسة، كما شهد مشاركة مليون شاب تركي و توقيع عدد من عقود التطوير والتصدير إلى دول الإقليم على نحو خاص.

واعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن "تكنوفيست" وزيادة مشاركة الشباب، هو "لوحة قرن تركيا"، مشيرا إلى أن المهرجان تم تنظيمه خلال العام الحالي في 3 مدن تركية، حيث استضافته إسطنبول بين 27 إبريل/ نيسان و1 مايو/ أيار الماضيين، وأنقرة استضافته حتى الثالث من سبتمبر/أيلول، بينما ستستضيفه إزمير نهاية سبتمبر/ أيلول الجاري.

وتتزايد صادرات تركيا من الصناعات الدفاعية والطائرات المسيرة، لتتعدى العام الماضي 4 مليارات دولار، في حين زادت صادرات شهر يوليو/تموز الماضي عن 657 مليون دولار، بحسب رئيس الصناعات الدفاعية في الرئاسة التركية، خلوق غورغون.

وكشف خلال تصريحات إعلامية، أن إجمالي صادرات صناعة الدفاع والطيران في الأشهر السبعة الأولى من عام 2023 تجاوز 3 مليارات دولار، مؤكدا أن انعكاسات الثقة الممنوحة للعالم في تقنيات الدفاع ستستمر.

إقبال عربي

وزاد الإقبال الدولي على الصناعات الدفاعية التركية، كما زادت عقود الدول العربية لاستيراد الأسلحة التركية والطائرات المسيرة.

وآخر عقود الدول العربية كشفتها أخيراً السفيرة التركية لدى الكويت، طوبى سونمز، إن الكويت وقعت عقداً لشراء 18 طائرة مسيّرة تركية من نوع "بيرقدار تي.بي2 (TB2)" بقيمة 370 مليون دولار.

وتأتي شركة" بايكار" المنتجة لطائرات "بيرقدار"، بمقدمة الشركات التركية المصدرة، حيث وقعت العام الماضي عقود تصدير مع 27 دولة، بإجمالي عائدات بلغت 1.18 مليار دولار.

وجذبت طائرة "بيرقدار" بنسخها المختلفة، الاهتمام الدولي في السنوات الأخيرة، بعد استخدامها في أوكرانيا والعراق وليبيا، وفي الصراع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورنو كاراباخ، حيث أقدمت دول عربية على التعاقد والشراء.

وشهد آب/أغسطس الماضي توقيع اتفاقية بين الرياض وأنقرة للتفاهم، بحسب بيان وزارة الدفاع السعودية، بين شركات محلية متخصصة في الصناعات العسكرية ومؤسسات دفاعية تركية، تهدف إلى توطين صناعة الطائرات المسيَّرة والأنظمة المكونة لها بالمملكة، لتكون الاتفاقية الجديدة استكمالاً لعقدين بين وزارة الدفاع وشركة “بايكار”، من أجل رفع جاهزية القوات المسلحة بالمملكة، وفق البيان.

وكشف تقارير إعلامية عن وجود مفاوضات بين الإمارات وتركيا لإبرام صفقة شراء كبيرة لطائرات من دون طيار مسلحة من طراز بيرقدار “TB2″.

وسبق لتركيا أن سلمت 6 طائرات من طراز "بيرقدار TB2" لدولة قطر كما تضمن التسليم 3 محطات للتحكم الأرضي. 

ووصلت، بحسب موقع "فار-ماروك” للقوات المسلحة المغربية الطائرات التركية المسيرة إلى المغرب العربي، بعد أن تسلمت الرباط منتصف سبتمبر/أيلول 2021 طلبية أولى من الطائرات التركية المقاتلة من دون طيار من طراز ″بيرقدار TB2".

كما طلبت الرباط في أبريل/نيسان الماضي، 13 طائرة تركية مسيرة بقيمة 70 مليون دولار.

تطور الصناعات العسكرية

وتحولت تركيا من الاكتفاء الذاتي بمعظم احتياجاتها العسكرية، إلى التصدير، بعدما ارتفع عدد مشاريع الصناعات الدفاعية من 66 عام 2002، إلى أكثر من 612 مشروعا اليوم، ودخول شركات تركية قوائم أكبر 100 شركة لصناعة الدفاع عالمياً، كشركة "وروكيتسان" و"تي.إيه.آي" و"أسيلسان" التي تعتبر الأكبر والرائدة في تركيا.

وتعتبر شركة "بايكار" للصناعات الدفاعية، والمنتجة لطائرات"بيرقدار المسيرة"، من أهم نقلات صناعة الدفاع التركية النوعية.

وبدأت تركيا المرحلة الأولى من تطوير نموذج الطائرة المسيرة "بيرقدار تي.بي2" عام 2007، وانتهى النموذج الأوّلي للطائرة في يونيو/حزيران 2009.

وبحلول ديسمبر/كانون الأول 2011، بدأت تركيا في تطوير المرحلة الثانية والإنتاج، وانطلقت المرحلة الثانية في يناير/كانون الثاني 2012، وأجريت أولى تجارب الطيران في 29 أإبريل/نيسان 2014، وسلمت أول 6 طائرات للقوات البرية في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وفي يونيو/حزيران 2015 تم تسليم 6 طائرات أخرى للقوات البرية، لتدخل الطائرة الخدمة رسميا في القوات التركية منذ ذلك الحين.

وتصنف "بيرقدار" ضمن الطائرات العسكرية التكتيكية (مراقبة وهجوم)، يمكنها التحليق على ارتفاع (20 ألفا إلى 27 ألف قدم) نحو 8 آلاف متر، وحمل معدات بوزن 150 كيلوغراما، والطيران حتى 25 ساعة متواصلة.

وتتمتع بإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستكشاف والتدمير الآني للأهداف خلال الليل والنهار، إلى جانب قدرتها على تزويد مراكز عمليات القوات المسلحة التركية بمعلومات آنية ترصدها خلال مهمتها بالأجواء.

وتنافس أسعار الطائرات المسيرة التركية نظيراتها العالمية، ففي حين تبلغ تكلفة طائرة أميركية واحدة من طراز "ريبر" 16 مليون دولار، تبلغ تكلفة "بيرقدار" التركية 6 ملايين دولار فقط، الأمر الذي يتيح للدول الأقل ثراء إمكانية تحدي القوى العسكرية الكبرى عبر قدرتها على شراء هذا النوع من المسيرات.

المساهمون