كشف مصدر مطلع من دمشق لـ"العربي الجديد"، أن اجتماع الوفد الإيراني مع مسؤولي وزارة الاقتصاد التابعة للنظام السوري، منذ يومين، "تطرق لزيادة حجم التبادل التجاري واستيراد المشتقات النفطية، وليس إلى مقايضة العدس السوري بزيت عباد الشمس الإيراني فقط".
ويضيف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن لقاء السفير الإيراني بدمشق، جواد ترك أبادي، مع مسؤولين سوريين، الأسبوع الماضي، "أسس لزيادة العلاقات الاقتصادية وإدخال السلع براً إذا اضطر الأمر للهروب من عقوبات قانون قيصر". ولم يستبعد المصدر أن تعود إيران لفتح خط ائتمان جديد مقابل اتفاقات توقعها مع نظام بشار الأسد، لها علاقة بالنفط والفوسفات. وخلص اجتماع بين وفد إيراني وممثلين عن وزارة التجارة الداخلية السورية، إلى الاتفاق على مقايضة العدس وزيت الزيتون السوريين بزيت عباد الشمس الإيراني، حسب ما أعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحكومة بشار الأسد.
وكشفت الوزارة أن المؤسسة السورية للتجارة (جهة حكومية)، ستبدأ منذ مطلع الشهر المقبل، بتصدير ألفي طن من زيت الزيتون وألف طن من العدس إلى إيران مقابل استيراد كميات من زيت عباد الشمس تعادل في ثمنها الكميات المصدرة من زيت الزيتون والعدس، مشيرة إلى أن الاجتماع الموسع بين الجانبين تخللته مناقشة واستعراض سبل تعزيز وتطوير علاقات التعاون الاقتصادي لتوفير احتياجات أسواق البلدين من المواد والسلع الغذائية.
ويتساءل مدير مؤسسة الحبوب بالحكومة السورية المعارضة، حسان محمد، عن كيفية تصدير العدس وزيت الزيتون لإيران إذا كان الإنتاج لا يكفي حاجة السوق المحلية، إذ لم يزد إنتاج سورية من العدس للموسم الحالي عن 350 ألف طن، ولا تزيد حصة نظام الأسد منها عن 150 ألف طن. ويضيف محمد، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، أن معظم إنتاج البقوليات يأتي من الشريط الحدودي، من إدلب (شمال غرب)، حتى المالكية بريف محافظة الحسكة (شمال شرق)، وهذه المناطق جميعها خارجة عن سيطرة نظام الأسد، مشيراً إلى أن الإنتاج الوفير يأتي من مدن الجزيرة السورية (الحسكة، دير الزور والرقة)، ولكن تلك المناطق تسيطر عليها المليشيات الكردية، وهي استعاضت عن نظام الأسد بالتصدير إلى كردستان العراق. وحول تصدير مناطق المعارضة العدس إلى تركيا، يؤكد مدير مؤسسة الحبوب أن تركيا تفتح تجارة الترانزيت مع المناطق المحررة، فقد يتم التصدير إلى تركيا، أو إلى دول أخرى عبرها.
وكانت مؤسسة الحبوب التركية قد قررت شراء كامل محصول الحبوب من منطقتي تل أبيض ورأس العين، الخاضعتين لسيطرة "الجيش الوطني السوري"، حسب تصريح سابق لرئيس المجلس المحلي لمنطقة تل أبيض وائل حمدو، لأن الحكومة المعارضة ومؤسسة الحبوب لا تستطيعان شراء كامل محصول الحبوب بالمناطق المحررة (قمح، عدس، شعير)، والمقدرة بأكثر من 800 ألف طن.
ويقول المهندس الزراعي يحيى تناري، لـ"العربي الجديد": "لا يزيد إنتاج سورية من محصول الزيتون هذا العام عن 800 ألف طن، وزيت الزيتون عن 150 ألف طن، بعد حرق بعض الأشجار بالساحل السوري"، متسائلاً عن سر مقايضة الزيت مع إيران، رغم ارتفاع الأسعار بسورية وعدم قدرة السوريين على شرائه، موضحاً أن "سعر صفيحة الزيت 17 ليترا يزيد عن 100 ألف ليرة، في حين لم تزد العام الماضي عن 30 ألف ليرة". وحول محصول العدس لهذا العام، يشير المهندس السوري إلى أنه لا يتجاوز 350 ألف طن، ويوجد طلب زائد وقلة عرض بالسوق، ما أوصل سعر الكيلوغرام لأكثر من 1700 ليرة سورية، "فكيف سيقايض النظام ما تبقى من قوت السوريين بعد حرمانهم من اللحوم وحتى من الخبز؟". بدوره، يرى الاقتصادي السوري حسين جميل، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الاجتماع بين مسؤولي إيران والنظام السوري تطرق لأبعد من توريد العدس وزيت الزيتون، قائلاَ: "سنرى مقايضة الخضر والفواكه والألبسة بسلع أخرى، لأن النظام مفلس ولا يمتلك القطع الأجنبي ليستورد من أي دولة بعد منع روسيا مده بالنفط والسلع بالدفع الآجل".