اتفاقات اقتصادية بين تركيا والسعودية خلال زيارة بن سلمان لأنقرة

22 يونيو 2022
رحبت الأوساط الاقتصادية والأسواق التركية بـ"عودة العلاقات" مع السعودية (فرانس برس)
+ الخط -

تؤسس زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان، للعاصمة التركية أنقرة اليوم الأربعاء، لمرحلة جديدة و"تطبيع كامل وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين"، بحسب تصريح مسؤول تركي نشرته وسائل إعلامية تركية.
ويكشف المسؤول التركي، الذي لم يذكر اسمه، أن البلدين وقعا اتفاقات اقتصادية تتعلق بالطاقة والتجارة والسياحة، وهناك تحضير لدخول الصناديق السعودية أسواق رأس المال التركية، إضافة إلى اتفاقات حول الصناعات الدفاعية ومناقشة خط مبادلة العملات المحلية، بهدف استعادة الاحتياطيات الأجنبية المتناقصة في تركيا، وتحسين سعر صرف الليرة التي خسرت أكثر من 25% من قيمتها هذا العام وسجلت أمس الأربعاء 17.321 ليرة مقابل الدولار.
ورحبت الأوساط الاقتصادية والأسواق التركية بـ"عودة العلاقات" مع السعودية، وزيارة بن سلمان التي سبقها رفع الحظر عن سفر السعوديين إلى تركيا، متوقعين زيادة الإقبال السياحي للموسم الحالي وعودة التبادل التجاري والتدفق السلعي التركي الذي أعاقته المملكة خلال العامين الأخيرين.
ويقول الاقتصادي التركي، مسلم أويصال، لـ"العربي الجديد" إن عودة العلاقات مع السعودية ستنعكس أولاً على قطاع العقارات وسعر الليرة والسياحة، من ثم تأتي التجارة الخارجية التي تأثرت كثيراً بعد الدعوات السعودية "شبه الرسمية" لمقاطعة البضائع التركية خلال العامين الماضيين.
ويشير أويصال إلى أن السعوديين في مقدمة ملاك الأراضي والعقارات بتركيا "يسبقون الألمان والبريطانيين"، كما أن وجهتهم في السياحة وشراء العقارات لا تقتصر على مدن البحر الأسود، بل تصل إلى بورصة ويلوا وإسطنبول.

ويتوقع مدير منشأة "الكرية" السياحية في منطقة الفاتح بإسطنبول، عثمان سيرغين، في حديثه لـ"العربي الجديد" أن يزيد السياح السعوديون هذا الموسم من توقعات بلاده ببلوغ السياح نحو 40 مليونا وعائدات تفوق 30 مليار دولار، معتبراً أن عودة العلاقات مع الرياض ستزيد من تدفق السياح من الخليج العربي بشكل عام.
ورأى تاجر الذهب إنجينارو باش أن عودة العلاقات بين تركيا والسعودية إيجابية للغاية، لأنها ستضيف "قوة إلى قوتنا خلال هذا الصيف، فأكبر أموال في العالم العربي موجودة في السعودية"، مضيفاً أن "العرب يحبون الذهب، وآمل أن يشتروا الكثير من البازار الكبير".
وفي حين لم تترجم كامل الاتفاقات التي وقعها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال زيارته للمملكة السعودية في إبريل/نيسان الماضي، تزيد الآمال بتحسن العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري، بعد تراجع واردات المملكة من تركيا في 2021 بنسبة 62.3%، إلى 3.32 مليارات ريال سعودي (886 مليون دولار) مقابل 8.82 مليارات ريال (2.35 مليار دولار) في 2020.
ويأتي ذلك قبل أن تعود العلاقات التجارية على وقع تحسن العلاقات السياسية، ونقل تركيا ملف مقتل جمال خاشجقي إلى المملكة، لتبلغ قيمة الواردات في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط الماضيين 71.3 مليون ريال (19 مليون دولار) مقابل 69.4 مليون ريال (18.5 مليون دولار) في الفترة المناظرة من العام الماضي.
ويرى الاقتصادي التركي، خليل أوزون، أن السعودية من شركاء بلاده "المهمين"، وعودة العلاقات معها ستعود بالنفع على سعر صرف العملة التركية.

المساهمون