إيران تستعيد نفطاً صادرته أميركا وتجني مليار دولار من الغاز شهرياً

إيران تستعيد نفطاً صادرته أميركا وتجني مليار دولار من الغاز شهرياً

27 يوليو 2022
صادرات إيران النفطية تشهد طفرة كبيرة (فرانس برس)
+ الخط -

قالت مصادر حكومية يونانية، اليوم الأربعاء، إنه من المتوقع أن تستعيد ناقلة ترفع العلم الإيراني وترسو قبالة ميناء بيريوس، هذا الأسبوع، جزءاً من شحنة نفط صادرتها الولايات المتحدة وتبحر عائدة إلى إيران، وذلك بعد صدور حكم من محكمة يونانية عليا.

وأدت القضية إلى توتر العلاقات بين أثينا وطهران في ظل التوتر المتزايد بين إيران والولايات المتحدة.

ودفعت مصادرة النفط من الناقلة "لانا"، التي كانت تحمل اسم "بيغاس" في السابق، القوات الإيرانية إلى احتجاز ناقلتين يونانيتين في الخليج، ولم يتم الإفراج عنهما بعد.

وقال مسؤول حكومي يوناني طلب عدم نشر اسمه، بسبب حساسية الأمر، وفق وكالة رويترز: "حكم المحكمة العليا (اليونانية) يأتي في صالح إيران"، مضيفا أن الحكومة علمت بالحكم، الذي لم يُعلن على الملأ، أمس الثلاثاء.

احتجاز الناقلة لأكثر من شهرين

وأكد مسؤول آخر الحكم. وقال متحدث باسم الحكومة إنها لن تعلق على قرارات المحكمة.

وظلت الناقلة "لانا"، التي ترفع العلم الإيراني، لأكثر من شهرين محتجزة قبالة جزيرة إيفيا اليونانية بالقرب من بلدة كاريستوس.

وكانت السلطات اليونانية قد وافقت، في وقت سابق من يوليو/تموز الجاري، على الإفراج عن الناقلة، بعد أن حكمت لجنة قضائية لصالح شركة إيرانية وألغت أمر محكمة سابقاً. وتم سحب السفينة، التي كانت تعاني من مشاكل في المحرك، إلى بيريوس.

وذكرت وسائل إعلام يونانية أن الولايات المتحدة طعنت على هذا الحكم ورفعت القضية أمام المحكمة اليونانية العليا. ولم يُعلق مسؤولو الحكومة الأميركية على الأمر حتى الآن.

ونُقل جزء من شحنة النفط الإيراني إلى سفينة أخرى هي "آيس إنرجي"، التي استأجرتها الولايات المتحدة وترسو أيضا قبالة ميناء بيريوس.

وقال المسؤول الحكومي لرويترز: "من المتوقع أن تحصل لانا على الوقود في وقت لاحق اليوم، وتختبر محركها حتى تتمكن من بدء نقل النفط في نهاية الأسبوع والإبحار".

عائدات تصدير الخام تقفز 580%

وتشهد صادرات إيران النفطية طفرة كبيرة في الأشهر الأخيرة.

وأعلن المدير التنفيذي لمنظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية، علي أكبر صفائي، أن صادرات بلاده النفطية تجاوزت 1.5 مليون برميل يومياً، مشيراً إلى أن السلطات الإيرانية تخطط لاستمرار صادرات المشتقات النفطية والنفط الخام بأحسن شكل ممكن، وفق ما نقلت وكالة "مهر" الإيرانية في مارس/ آذار الماضي.

وأمس الثلاثاء، نقلت وكالة "إرنا" للأنباء عن وزير الاقتصاد والمالية الإيراني إحسان خاندوزي، قوله إن عائدات البلاد من بيع النفط والمكثفات الغازية في الأشهر الأربعة الأولى من العام الإيراني الجاري (بدأ في 21 مارس/آذار الماضي)، شهدت ارتفاعا بنسبة 580% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

في السياق، قفزت إيرادات إيران من مبيعات الغاز الطبيعي خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الإيراني، بمقدار ثلاثة أضعاف تقريباً على أساس سنوي، لتبلغ أربعة مليارات دولار.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن وزير النفط جواد أوجي قوله، اليوم، إن الإيرادات سجلت 4 مليارات دولار في الفترة بين 21 مارس/آذار حتى 21 يوليو/تموز الجاري.

ويأتي الارتفاع وسط زيادة حادة في الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي ضمن جهود التكتل لخفض الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية.

وأضاف الوزير: "إيرادات الغاز المحققة في الشهور الأربعة الأولى من العام المالي الحالي، تعادل إيرادات عام بأكمله في سنوات سابقة".

ثاني أكبر احتياطيات عالمية من الغاز

وتضم أراضي إيران ثاني أكبر احتياطيات عالمية من الغاز بعد روسيا، لكن العقوبات الأميركية المفروضة عليها حدت من قدرة الإيرانيين على الوصول للتكنولوجيا وأبطأت تنمية صادرات الغاز.

وأعلنت إيران، يوم الاثنين الماضي، عن اكتشاف حقل غازي ضخم شمالي حقل "بارس الجنوبي" المشترك مع قطر، مشيرة إلى احتوائه على نحو تريليون متر مكعب وانتهاء العمل في مرحلتين من مراحل الاكتشاف الأربع.

وقال المتحدث باسم لجنة الطاقة البرلمانية الإيرانية مالك شريعتي، وفق نادي "المراسلين الشباب" التابع لمنظمة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إن ثمة تكهنات بشأن وجود مخزن غازي أكبر في المنطقة التي جرى اكتشاف الحقل فيها، لافتا إلى أن التوقعات تذهب أيضا باتجاه وجود حقل نفطي باسم "يلدا" في هذه المنطقة، وإن عمليات التنقيب مستمرة.

وحسب بيانات شركة النفط الوطنية الإيرانية، فإن حجم احتياطيات إيران من الغاز الطبيعي يبلغ أكثر من 33.7 تريليون متر مكعب، وحجم الاحتياطيات النفطية يصل إلى نحو 157 مليار برميل.

المساهمون