تراجع إنتاج منظمة أوبك من النفط الخام بأكبر قدر منذ أن قلصت المنظمة وحلفاؤها الإمدادات إبان ذروة تفشي جائحة فيروس كورونا. وبلغ إنتاج المنظمة 27.79 مليون برميل يومياً في المتوسط الشهر الماضي، حسب مسح لوكالة بلومبيرغ الأميركية، بانخفاض قدره 900 ألف برميل يومياً، وهو أكبر هبوط منذ 2020.
التزمت السعودية بمعظم تخفيضاتها الإضافية للنفط البالغة مليون برميل يومياً التي تعهدت بها في محاولة لتدعيم الأسعار في مواجهة البيانات الاقتصادية الضعيفة في الصين ومخاوف الركود في الولايات المتحدة الأميركية. وصعدت أسعار النفط مع نقص الإمدادات العالمية لتبلغ أعلى مستوياتها في 3 أشهر، متجاوزة 85 دولاراً للبرميل في بورصة لندن مؤخراً.
ويتوقع تجار النفط أن تعلن السعودية عن تمديد العمل بالتخفيضات حتى سبتمبر/أيلول المقبل خلال الأيام المقبلة، ما يزيد من مؤشرات نقص المعروض في السوق. وفيما يساور القلق البلدان المستهلكة من أن سياسة أوبك تخاطر بمفاقمة التضخم، يبدو أن أعضاء المجموعة الرئيسيين يحتاجون إلى أسعار نفط مرتفعة لتغطية الإنفاق الحكومي.
وبحسب بلومبيرغ، ضخت السعودية في المتوسط 9.15 ملايين برميل يومياً خلال يوليو/تموز الماضي. وانخفضت أيضاً إمدادات نيجيريا بمقدار 130 ألف برميل يومياً إلى 1.26 مليون يومياً، إذ أفشل حدوث تسرب في محطة "فوركادوس" خططاً للبلاد لزيادة الإنتاج.
كذلك، تعرضت ليبيا لانتكاسة، إذ تراجع الإنتاج 50 ألف برميل يومياً مسجلاً 1.1 مليون برميل يومياً في أعقاب اندلاع احتجاج عطّل لمدة قصيرة حقل الشرارة النفطي. وحظيت جهود السعودية لدعم السوق ببعض المساعدة من روسيا، عضو تحالف "أوبك+" الذي يضم بجانب الدول الأعضاء في المنظمة كبار المنتجين من خارجها.
وخرقت موسكو لعدة أشهر تعهداتها بتقليص الإمدادات، إذ ركزت على تعظيم الإيرادات لتمويل حربها ضد أوكرانيا. لكن بيانات تتبع الناقلات تكشف أنها خفضت الصادرات في الوقت الحالي. فقد بلغت شحنات التصدير أدنى مستوياتها في 7 أشهر مسجلة أقل من 3 ملايين برميل يومياً بقليل.
يستند مسح بلومبيرغ إلى بيانات تتبع السفن، ومعلومات من المسؤولين، وتقديرات من شركات استشارات في الطاقة تتضمن "كيبلر" و"ربيدان إنرجي غروب" و"رايستاد إنرجي".
وستترأس السعودية وروسيا، غداً الجمعة، جلسة مراجعة عبر الإنترنت تتناول ظروف السوق من قبل البلدان الرئيسية في تحالف "أوبك+". ومن المقرر أن يجتمع ممثلو التحالف المكون من 23 دولة بالكامل في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
واستأنفت أسعار النفط ارتفاعها بعدما أشارت تقديرات إلى انخفاض كبير في المخزونات الأميركية، مما زاد الإشارات إلى أن السوق تشهد نقصاً في المعروض. وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم سبتمبر، إلى أكثر من 82 دولارا للبرميل، أمس، كما صعدت عقود مزيج برنت تسوية أكتوبر/تشرين الأول فوق 85 دولارا للبرميل.
وتراجعت مخزونات النفط الأميركية بمقدار 15.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 يوليو/تموز، وفقا لما نقلت وكالة رويترز عن مصادر استندت إلى أرقام لمعهد البترول الأميركي. وإذا أكدت البيانات الحكومية تراجع المخزونات الأميركية من النفط الخام، فسيكون ذلك أكبر سحب في المخزونات، وفقاً للبيانات التي تعود إلى عام 1982.
وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في شركة "فيليب نوفا" للوساطة، إن "الأسعار تعتمد أكثر على الأخبار المتعلقة بجانب العرض"، وأوضحت ساشديفا لبلومبيرغ أنه إذا أكدت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأرقام التي نشرها معهد البترول الأميركي، فإنها "ستعزّز بذلك تقديرات الاستهلاك القوي للوقود بشكل أساسي".