كشفت دراسة أجرتها شركة "فين إكسبيرتيزا" الدولية للاستشارات أن عدد السيارات الفاخرة التي تزيد قيمتها عن 5 ملايين روبل (حوالي 70 ألف دولار أميركي) سجل في روسيا ارتفاعا نسبته 22.4 في المائة في عام 2020 الماضي على الرغم من التداعيات الخطيرة لجائحة كورونا على الاقتصادين الروسي والعالمي.
ومع ذلك، أظهرت الدراسة التي أوردت الصحف الروسية نتائجها أمس الثلاثاء، أن وتيرة نمو عدد السيارات الفاخرة سجل تراجعا مقارنة مع عام 2019 السابق للجائحة، حين بلغت وتيرة النمو 48.3 في المائة. وخلال السنوات الخمس الماضية، ارتفع عدد السيارات الفاخرة في روسيا بمقدار أكثر من ثلاثة أضعاف من حوالي 27 ألفا إلى نحو 98 ألفا، لتشكل بذلك 0.23 في المائة من إجمالي عدد السيارات في البلاد.
وتكشف أرقام وكالة "أفتوستات" لتحليل سوق السيارات هي الأخرى أن سوق السيارات الفاخرة واصلت صعودها في العام الحالي، إذ سجلت مبيعاتها نموا نسبته 23 في المائة تقريبا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام.
وفي هذا الإطار، يرجع مدير المكتب الصحافي لوكالة "أفتوستات"، آزات تيميرخانوف، إقبال أثرياء روسيا على شراء السيارات الفاخرة في ظروف جائحة كورونا إلى سعيهم لإنقاذ مدخراتهم من تآكل قيمتها وسط ارتفاع وتيرة التضخم.
ويقول تيميرخانوف في حديث لـ"العربي الجديد": "يعود ذلك بدرجة كبيرة إلى أن أصحاب الفوائض المالية يسعون لاستثمارها في شراء سلع عالية الكلفة، بما فيها السيارات لعدم خسارة أموالهم. وتشهد روسيا ارتفاع أسعار كل شيء، بما في ذلك السيارات، مما يدفع المشترين المحتملين للإسراع في الشراء قبل صعود الأسعار أكثر".
وفي الوقت الذي تظهر فيه دراسة "فين إكسبيرتيزا" أن نحو ثلث مجموع السيارات الفاخرة في روسيا يتركز في العاصمة موسكو، يعتبر تيميرخانوف هذا الوضع طبيعيا، مضيفا: "موسكو مدينة ذات أعلى مستوى للمعيشة في روسيا، ويتركز هنا أكبر عدد من الأثرياء، ويتم تداول أموال كثيرة. كما تضم موسكو أكبر عدد من مراكز بيع السيارات، بما فيها السيارات الفاخرة. لذلك، فإن عدد السيارات الفاخرة في موسكو أعلى من الأقاليم الروسية الأخرى".
من جانب آخر، تشير بيانات "أفتوستات" إلى أن زيادة مبيعات السيارات الجديدة من الفئتين الاقتصادية والمتوسطة سجلت وتيرة أقل وبنسبة بلغت 13.7 في المائة، وسط زيادة إقبال السكان من الطبقة الوسطى على شراء السيارات المستعملة.
ويعلق تيميرخانوف على هذا الوضع، قائلا: "تسجل مبيعات السيارات الجديدة تراجعا على مدى الأشهر الأربعة الماضية، ولكن هذه السوق سجلت نموا عن الفترة منذ بداية العام".
ويضيف: "يعود التراجع الأخير إلى نقص السيارات الجديدة لدى الموزعين، لأن النقص العالمي في المكونات الإلكترونية تسبب في تراجع الإنتاج بالمصانع. كان يمكن للناس شراء مزيد من السيارات، ولكنها غير متوفرة، لذلك يضطرون للانتظار لبضعة أشهر".
ويلفت إلى أنه "لما كانت الأسعار في ازدياد مستمر، فليس من المعروف كم ستبلغ بحلول موعد وصولها. لذلك يلتفت الناس أكثر فأكثر إلى سوق السيارات المستعملة التي تتوفر بها خيارات واسعة".
وتظهر أرقام "أفتوستات" أن طرازات السيارات الأكثر مبيعا في روسيا في الفئة المتوسطة هي "لادا" الروسية بواقع نحو 270 ألف سيارة تم بيعها خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، و"كيا" (نحو 160 ألفا) و"هيونداي" (132 ألفا) الكوريتان، بينما تتصدر سيارات "بي إم دبليو" (أكثر من 35 ألفا) و"مرسيدس" الألمانية (34 ألفا) المبيعات في فئة السيارات الفاخرة، متفوقة بفارق هائل على السيارات الفاخرة الأخرى مثل "لكزس" اليابانية و"أودي" الألمانية.