إضراب في إسرائيل احتجاجاً على مشروع التعديلات القضائية وبنوك وموانئ تغلق أبوابها

27 مارس 2023
استجابة سريعة للإضراب العام في عدد من قطاعات الاقتصاد الإسرائيلي (الأناضول)
+ الخط -

أغلقت بنوك ومؤسسات مالية إسرائيلية كبرى أبوابها، فيما دعا الاتحاد العام لنقابات العمّال في إسرائيل إلى "إضراب عام" فوري، الاثنين، ردّاً على مشروع "الإصلاح القضائي" المقترح من الحكومة، والذي يثير احتجاجات واسعة في البلاد منذ ثلاثة أشهر.

وبدأ العمال في موانئ إسرائيلية كبرى مثل ميناء حيفا الإضراب العام عن العمل، الاثنين، للضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف خطتها للتعديلات القضائية.

وأعلن مطار بن غوريون في تل أبيب، المطار الرئيسي، الاثنين، عن الوقف الفوري لجميع عمليات إقلاع الطائرات، في إطار إضراب لزيادة الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقال رئيس اتحاد "هستدروت" أرنون بار-دافيد في كلمة متلفزة: "أدعو إلى إضراب عام بعد هذا المؤتمر الصحافي، ستتوقف الحركة في إسرائيل"، وأضاف "لدينا مهمة، علينا وقف هذه العملية التشريعية وسنقوم بذلك"، متعهداً بـ"مواصلة الاحتجاج".

وجاءت الدعوة إلى الإضراب العام بعد ساعات من نداء للرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ لوقف فوري للإصلاحات القضائية بعد تسجيل صدامات بين متظاهرين والشرطة في تل أبيب، الليلة الماضية، احتجاجا على إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه.

وجاءت إقالة الوزير بعد دعوته، السبت، إلى تجميد التعديلات القضائية لمدة شهر، معبّراً عن مخاوف على أمن إسرائيل.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه على تعليق "الإصلاحات القضائية" المثيرة للجدل والانقسام، اليوم الإثنين، في ظل تعاظم الاحتجاجات واتساع رقعتها ضد هذه التعديلات.

استجابة عامة للإضراب

وأكدت المتحدثة باسم هيئة المطارات الإسرائيلية ليزا دفير، لوكالة "فرانس برس"، أن الإضراب سيشمل الرحلات الجوية في مطار بن غوريون.

كما أعلن ميناءان رئيسيان في إسرائيل، اليوم الاثنين، توقف العمليات بسبب الإضراب، حيث ذكر ميناء حيفا وميناء أسدود، في بيانين منفصلين، أن العمل توقف بعدما أعلن اتحاد العمال الرئيسي في إسرائيل عن إضراب عام حتى يتخلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن التشريع الخاص بالتعديلات القضائية.

وأعلنت النقابات الطبية في إسرائيل بدورها "إضراباً شاملاً في قطاع الصحة" سيكون له تأثير حتمي على كل الخدمات الطبية.

وأغلق بنكا "هبوعليم" و"لئومي" الإسرائيليان فروعهما في الساعة 1 بالتوقيت المحلي (10 بتوقيت غرينتش) في إطار الاحتجاج على التعديلات القضائية.

كما أظهرت رسالة لنقابة العاملين في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السفارات الإسرائيلية في أنحاء العالم تلقت تعليمات بالانضمام إلى الإضراب اليوم الاثنين.

وقالت الرسالة، التي أشارت إلى الإضراب الذي أعلنه اتحاد العمال (الهستدروت)، إن أنشطة وزارة الخارجية في إسرائيل وخارجها ستقتصر على خدمات الطوارئ.

ومن المتوقع أن يوجّه نتنياهو كلمة الى الأمة في وقت لاحق الإثنين. وذكرت تقارير أنه يتجه لوقف التعديلات التشريعية التي تثير جدلا.

ويهدف مشروع الإصلاح الذي اقترحته حكومة نتنياهو، وهي من أكثر حكومات إسرائيل تطرفا، إلى تعزيز سلطة البرلمان على حساب القضاء.

احتجاجات متواصلة

وتنظّم احتجاجات على المشروع منذ ثلاثة أشهر تقريبا في تعبئة تعتبر من الأكبر في تاريخ إسرائيل، وخرج نهاية الأسبوع أكثر من 200 ألف إسرائيلي إلى الشوارع للاحتجاج.

وقالت الشرطة، ليل الأحد الإثنين، إن المتظاهرين أشعلوا إطارات، فيما رصدت "فرانس برس" إحراق أريكة، وإشعال حطب في أماكن أخرى، وإغلاق طريق أيالون السريع.

وحمل المتظاهرون الأعلام الزرقاء والبيضاء، مردّدين شعارات بينها "بيبي ارحل!"، مستخدمين لقب نتنياهو.

كما سُجّلت تجمّعات عفويّة أخرى أمام مقرّ إقامة رئيس الوزراء في القدس المحتلة وفي مدن أخرى، مثل حيفا (شمال)، وبئر السبع (جنوب)، حسب وسائل إعلام محلّية، وخارج منازل الوزراء وأمام البرلمان. وقال المتظاهر تريفور غالور إنه "لا يصدق ما يحدث في إسرائيل".

وأضاف غالور (52 عاما)، الذي يمتلك شركة للسياحة: "هذا الإصلاح جنوني، وإسرائيل أصبحت مكانا خطيرا للعيش في الوقت الحالي".

واستبعدت المعارضة التي قدمت لها لجنة برلمانية نسخة معدلة من مشروع القانون دعم أي جزء من حزمة الإصلاحات حتى يتم وقف جميع الخطوات التشريعية.

وحذّر القضاء نتنياهو من أنّ تدخّله في مشروع تعديل النظام القضائي "غير قانونيّ" في ظلّ استمرار محاكمته بتهمة الفساد التي ينفيها بدوره.

وأمهلت المحكمة العليا في إسرائيل نتنياهو، الأحد، أسبوعًا للردّ على التماس قدّمته منظمة غير حكوميّة تطالب بإدانته بـ"ازدراء المحكمة".

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون