شكل ما كشفه وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار عن نيته زيارة دولة الاحتلال الإسرائيلي الشهر القادم خطوة مستغربة في تركيا، حيث يراها البعض تعزيزاً للعلاقات بين الجانبين في مجال الطاقة، في وقت باتت إسرائيل مضطرة للبحث عن شريك آخر إلى جانب مصر، لنقل الغاز عبره إلى أوروبا.
وأوضح الوزير التركي أن هدف الزيارة مناقشة إمكانية شحن الغاز الطبيعي من الأراضي المحتلة إلى أوروبا عبر أنابيب مرورية في تركيا، وكذلك استخدام هذا الغاز لتلبية الاحتياجات المحلية لتركيا.
وتصدر إسرائيل الآن الغاز إلى أوروبا عبر مصر، حيث يتم نقل الغاز في أنابيب إلى محطتي الإسالة المصريتين في "إيدكو" و"دمياط"، وبعد ذلك يتم نقله بعد إسالته إلى أوروبا.
لكن إسرائيل، بحسب صحيفة "هآرتس"، باتت مضطرة للبحث عن شريك آخر إلى جانب مصر، لنقل الغاز عبره إلى أوروبا.
ووفقاً للصحيفة ذاتها، فإن جهود إسرائيل الهادفة لزيادة حجم الغاز المصدر إلى أوروبا عبر مصر تصطدم بعائقين، يتمثلان في الصعوبات التي تواجه تدشين خط أنبوب آخر لنقل الغاز إلى مصر ومحدودية القدرة التشغيلية لمحطتي "إيدكو" و"دمياط".
ويرى مراقبون أن تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا سيمنح أنقرة القدرة على ممارسة ضغوط على الغرب الذي أوقف استهلاك الغاز الروسي، حيث ستتحكم تركيا في حركة إمدادات الغاز لأوروبا، خاصة أن أنقرة تملك شبكة كثيفة من الأنابيب تحت المائية لنقل الغاز من روسيا وأذربيجان وإيران، عبر البحر الأسود، ومن حدودها الشرقية إلى أوروبا.
ويتسارع في تركيا العمل على إنشاء مركز الغاز الطبيعي لشحن الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا، إذ تمتلك تركيا بنية تحتية مهمة في الغاز الطبيعي عبر خطوط أنابيب السيل الأزرق (عبر البحر الأسود) والسيل التركي وتاناب (نقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا عبر الأناضول)، فضلاً عن موقع استراتيجي "جيواقتصادي" يسمح للاعبين الإقليميين الآخرين، مثل إسرائيل وإيران والعراق، بشحن الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وجاءت تصريحات الوزير التلفزيونية بعد لقاء جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك، وإشارة أردوغان إلى إمكانية التعاون المشترك في مجال التنقيب عن مصادر الطاقة.
وخلال مقابلة مع قناة "إن تي في"، أكد بيرقدار على استمرار تركيا في تعزيز تعاونها الطاقي مع الدول الأوروبية.
ووقعت أنقرة في الآونة الأخيرة اتفاقيات لتزويد دول، مثل رومانيا ومولدوفا، بالغاز الطبيعي، وتدرس حاليًا طلبات من دول أخرى مثل ألمانيا، كاشفاً عن أن خط الأنابيب الذي يربط تركيا بالعراق سيستأنف عمله اعتبارًا من الأربعاء المقبل، مما سيسهم في تسهيل شحن النفط إلى الأسواق العالمية بشكل غير منقطع.
وحول توليد الكهرباء، أشار الوزير إلى الحاجة الماسة لتركيا للطاقة النووية، حيث تسعى الدولة لتحقيق 20 جيغاواطاً منها في المستقبل القريب. وفي هذا الإطار، قد تبحث تركيا عن شركاء بديلين في حال لم تتوصل لاتفاق مع الصين بشأن بناء محطة نووية جديدة.
وكان الرئيس التركي قد قال للصحفايين على متن الطائرة الرئاسية في طريق العودة من زيارة إلى جمهورية نخجوان الأذربيجانية، الأسبوع الماضي: "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يزور تركيا في أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني"، مضيفًا أنه سيرد بالمثل على الزيارة بعد ذلك.
وكان أردوغان قد التقى نتنياهو شخصيًا لأول مرة الشهر الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث تعمل القوى الإقليمية على إصلاح العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة.
وعقب الجمعية العامة، قال أردوغان إن إسرائيل وتركيا ستتخذان قريباً خطوات في مجال التنقيب عن الطاقة، مشيراً إلى أن تركيا هي الطريق "الأكثر عقلانية" لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، وقال إن السلطات تلقت تعليمات بإجراء دراسات فنية حول التعاون في عمليات الحفر.