- يستمر ستون في تحدي القناعات السائدة حول الطاقة النووية، مستخدمًا منصته لإعادة تقييم النقاش العام حول هذه القضية، مع الإعلان عن مشروعه القادم حول الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا.
- في حملته الترويجية لـ"Nuclear Now"، يبرز ستون الجهود لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الطاقة النووية ويشير إلى استثمارات دول مثل الصين والمملكة المتحدة فيها كجزء من استراتيجية أمن الطاقة.
يخوض المخرج الأميركي أوليفر ستون عبر فيلمه الوثائقي Nuclear Now، معركة تدفعه بقوة إلى بؤرة الضوء من جديد. فهو يدعو إلى الكف عن النظر إلى الطاقة النووية باعتبارها قنبلة، بل أحد مصادر توليد الطاقة، ويؤكد على أنه بفضل الطاقة النووية الموظفة لأغراض مدنية يمكن تجنب ملياري طن من انبعاثات الكربون المضر للبيئة. كما تعزز الطاقة النووية التنمية الاقتصادية المستدامة.
اعتاد هواة السينما على انزياحه عن الاتجاهات المستهلكة في السينما بهوليوود، كما فعل في فيلمه حول مقتل كيندي JFK، الذي شكك فيه في تقرير لجنة "وارين"، واتهم المخابرات الأميركية بالتواطؤ، غير أنه هذه المرة يخوض في موضوع يسائل عبره العديد من القناعات التي تشكلت حول الطاقة النووية.
شخصيا هو ينشغل بالطاقة النووية ويدافع عنها، لكن لا يغفل الحديث عن مشروع فيلمه الوثائقي المقبل حول الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا، بعدما أحاط في السابق بشخصية الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو والرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، هو الذي أنجز فيلما عن ريتشارد نيكسون والإسكندر الأكبر وحتى جورج بوش الابن.
مسار أوليفر ستون
من تابع مسار أوليفر ستون المخرج والمنتج، الذي سبقت له المشاركة في حرب فيتنام، يدرك أنه دائم الانتقاد للمجتمع وسياسات بلده. ففي فيلم "سالفادور" انتقد تدخل بلده في أميركا الجنوبية، وفي فيلم "وول ستريت" يحمل على الفاعلين في ذلك الوسط، ويتوقع حدوث أزمة مالية.
يعتبر أوليفر ستون، البالغ من العمر 77 عاما، والذي سبق له الفوز بجوائز الأوسكار، في فيلم وثائقي، أن الطاقة النووية هي الترياق في ظل الاحتباس الحراري. لم يثنه عدم حماسة الموزعين الأميركيين لفيلمه الجديد أو رفضه من قبل "نيتفليكس"، عن الترافع حول الطاقة النووية.
فقد حل منذ العام الماضي بباريس ثم بروكسل فالبرلمان الأوروبي من أجل الدفاع عن فيلمه: Nuclear Now، ويؤكد أنه يريد إقناع الرأي العام العالمي والسياسيين بالتخفف من الخوف الذي تثيره الطاقة النووية، التي تعاني من سمعة سيئة بعد تشيرنوبيل وهيروشيما وناكازاكي، غير أنه يشدد على أن جزءا من الأحكام المسبقة حول الطاقة النووية ناجم عن الحرب الخفية التي تخوضها ضدها الصناعة النفطية.
يعترف أوليفر ستون بأنه كان مخطئا في الماضي عندما صدق أن الطاقة النووية تلوث الماء، ويشير إلى أنه فيما تمتلك 30 دولة 500 مفاعل نووي تعمل بشكل جيد، فإن حادثة تشيرنوبيل أثارت الكثير من الذعر، حيث رأى فيها البعض بداية نهاية العالم، فقد "الخضر" صوابهم وقررت ألمانيا إغلاق مفاعلاتها واستيراد الفحم من بولونيا.
ويقول في مقابلاته إنه بعد الحرب العالمية الثانية، دافع الرئيس الأميركي دوايت إيزنهاور عن برنامج "الذرة من أجل السلام"، حيث قال للأميركيين إنه يمكنهم الحصول على الطاقة النووية في مطابخهم، غير أن مؤسسة روكفيلر للأبحاث الطبية نشرت في 1956 تقريرا حول مخاطر الإشعاعات، مهما كانت قليلة، على جسد الإنسان.
يعتبر أوليفر ستون أن ذلك لم يكن سوى نوع من الكذب، حيث يرى أن البشر يتعايشون مع الإشعاعات. فهناك أناس توجد في أجسامهم نسب عالية من الإشعاعات، ثم إن مرضى السرطان يتلقون إشعاعات تتيح لهم الشفاء. يعتقد ستون أن شركات النفط الكبرى مولت حملات ضد الطاقة النووية، فهو يذهب إلى أن تلك الشركات تفضل الطاقات المتجددة التي لا يمكن أن تعمل في كل الأوقات.
فالقدرة المتوسطة للطاقة الشمسية لا تتجاوز 11%. تلك النسبة تصل إلى 25% لطاقة الرياح. يلاحظ أنه عندما تهدأ الريح، يُعمَد إلى تشغيل محطات توليد الطاقة باستعمال الغاز، الذي يتحول إلى غاز ميثان في نهاية اليوم، والذي عندما يختلط بالهواء يلوث خمس مرات أكثر من ديوكسيد الكربون على المدى القصير.
يلاحظ أن بلدانا تراهن على الطاقة النووية اليوم. فالصين تعمل من أجل إنشاء 150 مفاعلاً نووياً في أفق 2038. وكذلك تفعل كوريا واليابان. ويعتقد أنه من السهل اللجوء إلى الطاقة النووية عند إدراك الحاجيات الملحة للبشرية. كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، قبل أسابيع، عن ضخ استثمارات عامة وخاصة جديدة لتعزيز برنامج الردع النووي للمملكة المتحدة وكذلك الصناعة النووية المدنية، وقال إن "أمن الطاقة والأمن القومي للمملكة المتحدة يعتمدان على الطاقة النووية"، مضيفا "هذا القطاع الصناعي في بريطانيا يحتاج مزيدا من العمال المهرة".
يضرب أوليفر ستون مثلا بالهند التي لا يتوفر لجزء من سكانها ترف الحصول على الكهرباء. وهم يريدون وسائل الراحة والتكنولوجيا نفسها المتأتية للآخرين. يسري ذلك على الفلاحة والصناعة والنقل والطائرات. هذا ما يدفعه إلى التشديد على فوائد الطاقة النووية ما دامت الحاجة إلى الكهرباء ستتضاعف في المستقبل. عندما يُسأل من قبل الصحافيين عن قلة تمويل المفاعلات النووية للأغراض المدنية، أي توفير الطاقة، لا يتوقف عند ذلك كثيرا. وعندما يوصف بأنه مثالي، يرد "لا خيار أمامنا سوى أن نكون مثاليين".