أوليغ تينكوف... الملياردير الروسي المؤيد لبوتين يعارض غزو أوكرانيا

03 مارس 2022
أوليغ تينكوف (Getty)
+ الخط -

بعد بدء روسيا حربها المباشرة على أوكرانيا قبل نحو أسبوع، يواجه أثرى أثرياء روسيا معضلة صعبة بين رفضهم لغزو بلد مجاور وخوفهم على أصولهم المالية والعقارية في الخارج من جانب، وولائهم للسلطة الحاكمة والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وما يعرف بالاتفاق الضمني بعدم تدخلهم في السياسة منذ وصوله إلى سدة الحكم قبل أكثر من عقدين.

وفي الوقت الذي التزم فيه أغلب أثرياء روسيا المدرجين في قائمة مجلة "فوربس" العالمية الصمت أو أدلوا بتعليقات محايدة، لم يتردد بضعة رجال أعمال منهم في تحديد مواقفهم، وفي مقدمتهم مؤسس مصرف "تينكوف" أوليغ تينكوف، البالغة ثرواته نحو 4.7 مليارات دولار، وفق تقديرات مجلة "فوربس" بحلول شهر إبريل/نيسان 2021، ليأتي بذلك في المرتبة الـ32 بين أثرى أثرياء روسيا.

لا للحرب

تينكوف الذي أصيب في عام 2020 بسرطان الدم، وأسس إثر ذلك "صندوق عائلة تينكوف" لرعاية مرضى السرطان، نشر صورة عائلية على "إنستغرام" مزودة بتعليق عارض فيه الغزو الروسي لأوكرانيا، مستخدماً كلمة "الحرب" بدلاً من مصطلح "العملية العسكرية الخاصة" المعتمد بالخطابين الرسمي والإعلامي الروسيين.

وكتب تينكوف البالغ من العمر 54 عاماً والذي لم يتعافَ من السرطان إلّا بعد عملية زراعة نخاع العظم، في تعليق على الصورة: "الآن، يُقتل أناس أبرياء في أوكرانيا كلّ يوم، وهذا الأمر غير عقلاني وغير مقبول! على الدول أن تنفق أموالاً على علاج الناس وبحوث الانتصار على السرطان، لا على الحرب. نحن ضد هذه الحرب!".

حليف بوتين

ومن اللافت أنّ تينكوف عرف دوماً بولائه لبوتين إلى حد أنّه دعا في إحدى المقابلات الصحافية السابقة صراحة إلى تعيينه قيصراً وتأسيس مقر له في قصر الأرميتاج في العاصمة الشمالية الروسية سانت بطرسبرغ.وصرح تينكوف في مقابلة مع المدون

الروسي الأشهر على "يوتيوب"، يوري دود، في عام 2017 بأنّه "مستعد لمبايعته والانحناء أمامه، فليكن إمبراطوراً مع تغيير الحكومات الفنية" نافياً في الوقت نفسه دخوله في أيّ صفقات ضمنية مع بوتين، ومحملاً إياه المسؤولية عن استشراء الفساد في البلاد.

وفي المقابلة ذاتها التي حظيت بأكثر من 11 مليون مشاهدة، وجه تينكوف انتقادات إلى المعارض الروسي الأبرز، مؤسس "صندوق مكافحة الفساد" المسجون حالياً، أليكسي نافالني.

وقال: "نافالني هو شعبوي، وإذا وصل إلى السلطة، فأعتقد أنّ الفساد كان سيزداد، وأنا شبه متأكد من ذلك، إذا وصل إلى السلطة، فسيعين شقيقه رئيساً للوزراء وسيسرق أكثر مما سرقوا الآن".

أحد رواد الصيرفة الإلكترونية

ويعد تينكوف من رواد الصيرفة الإلكترونية في روسيا، فمصرفه هو أول مصرف روسي يعمل إلكترونياً فقط، بلا فروع تقليدية ويضم نحو 19 مليون عميل في عموم أنحاء روسيا، وفق النبذة التعريفية بموقع المصرف الإليكتروني.

وحسب تصنيف موقع "بانكي.رو" المصرفي، يأتي "تينكوف" في المرتبة الـ12 بين المصارف الروسية لناحية صافي قيمة الأصول وفي المرتبة السابعة من جهة القيمة الإجمالية لودائع العملاء، ليصبح بذلك واحداً من أكبر المصارف الروسية الخاصة.

يعد تينكوف من رواد الصيرفة الإلكترونية في روسيا، فمصرفه هو أول مصرف روسي يعمل إلكترونياً فقط، بلا فروع تقليدية ويضم نحو 19 مليون عميل

وحتى الآن، فإنّ تينكوف هو الملياردير الروسي الوحيد الذي عارض الحرب على أوكرانيا بالوضوح والعلنية والقوة هذه، بينما اكتفى آخرون أمثال مؤسس مجموعة "إي إن+" الرائدة في إنتاج الألومنيوم، أوليغ ديريباسكا، البالغة ثروته نحو 4 مليارات دولار، بالدعوة إلى السلام وسرعة بدء المفاوضات.

كما طالب ديريباسكا عبر قناته على "تلغرام" بتعليقات واضحة بشأن السياسات الاقتصادية للدولة الروسية في الأشهر المقبلة بعد رفع سعر الفائدة الأساسية من 9.5 إلى 20 في المائة دفعة واحدة، وإلزام المصدرين ببيع 80 في المائة من عوائدهم بالعملات الأجنبية لمواجهة نقص العملة بعد تجميد أصول المصرف المركزي الروسي في الغرب في إطار العقوبات الجديدة المفروضة على موسكو.

المساهمون