أوكرانيا صدرت 10 ملايين طن من الحبوب منذ اتفاق إسطنبول

28 نوفمبر 2022
توريرو أكد أن الغرض من الاتفاقية لم يكن مساعدة البلدان الضعيفة والمحتاجة فقط (الأناضول)
+ الخط -

قال كبير الاقتصاديين في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ماكسيمو توريرو، إن اتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مكّنت كييف من تصدير أكثر من 10 ملايين طن متري من الحبوب إلى العالم حتى نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وكان لتركيا والأمم المتحدة دور كبير في التوصل إلى اتفاق يعيد انسيابية حركة الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود، من خلال ممرات آمنة بالتعاون مع الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا.

وأشار توريرو إلى أن اتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية أتاحت لكييف تصدير الحبوب، وتسديد المدفوعات اللازمة للمنتجين، وإفراغ صوامع تخزين الحبوب، وزيادة وفرة الغذاء في العالم.

وأضاف توريرو، في مقابلة مع وكالة "الأناضول" نشرتها اليوم الاثنين، أن الحرب في أوكرانيا أثرت على الوضع الحالي بثلاثة أبعاد أساسية: "البعد الأول يتمثل في أن أوكرانيا وروسيا تستحوذان على جزء كبير من صادرات الحبوب العالمية، وأكثر من 60 بالمائة من صادرات دوّار الشمس".

وعندما بدأت الحرب في 24 فبراير/شباط تم تصدير 70 بالمائة من الحبوب (الروسية الأوكرانية)، لكن 30 بالمائة المتبقية كانت مهمة أيضا؛ ولو لم يتم طرح هذه الكمية في السوق لشهدت الأسعار قفزات كبيرة، بحسب كبير الاقتصاديين في الفاو.

والبعد الثاني، وفق توريرو، أن روسيا أكبر مُصدر للنيتروجين وثاني أكبر مصدر للبوتاسيوم والفوسفور في العالم؛ والنيتروجين والبوتاسيوم والفوسفور من أهم الأسمدة، وتباطؤ الصادرات الروسية في هذا القطاع يؤدي إلى زيادة التكاليف.

ويشير إلى أن البعد الثالث في هذه الأزمة هو الإنساني، ويقول: "ما نعرفه الآن أن أوكرانيا لن تكون قادرة على تصدير حوالي 45 بالمائة من الحبوب التي تصدّرها عادة هذا العام". ويحذّر من أنّ "تأثير هذا على البشرية والمجتمعات والدول سيظهر في شكل أزمة توفير الغذاء، وارتفاع الأسعار، وانخفاض القدرة الشرائية للدول الفقيرة، ما يعني سوء تغذية مزمن في العديد من البلدان".

وأشار إلى أن اتفاقية شحن الحبوب، هي عبارة عن "اتفاقيتين منفصلتين، واحدة بين أوكرانيا وتركيا والأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريس)، والأخرى بين تركيا وروسيا والأمين العام للأمم المتحدة". ويتابع: "الاتفاق بين تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة يعمل بشكل جيد للغاية.. تم نقل أكثر من 10 ملايين طن من الحبوب خارج أوكرانيا حتى نوفمبر/تشرين الثاني الجاري".

وأضاف أن "الغرض من هذه الاتفاقية لم يكن مساعدة البلدان الضعيفة والمحتاجة فحسب، بل عملت الاتفاقية على شحن المزيد من الحبوب المتوفرة في أوكرانيا إلى مختلف أنحاء العالم، وتوفير عائد مالي للمزارعين مقابل إنتاجهم، وإفراغ صوامع الحبوب من مخزوناتها لوضع الحصاد الجديد".

ونوه إلى أن "23 بالمائة من الحبوب تذهب إلى البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، والباقي يذهب إلى البلدان ذات الدخل المتوسط والمرتفع".

وحول اتهام روسيا لأوكرانيا بتصدير أغلب حبوبها إلى أوروبا دون الدول الفقيرة، أكد أن "الحبوب تذهب لأولئك الذين يستطيعون الدفع.. لذلك، أستطيع القول إن اتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية لم يجر تصميمها لنقل الحبوب إلى الدول الضعيفة والفقيرة، بل من أجل نقل الحبوب إلى السوق العالمية التي تشهد نشاطا ملحوظا".

وفي 22 يوليو/تموز الماضي، شهدت إسطنبول توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة. وتضمّنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون