يتجه الاتحاد الأوروبي نحو تجديد اتفاق خط أنابيب الغاز الرئيسي بين أوكرانيا وروسيا عندما ينتهي أجله في نهاية العام الجاري.
ومن بين المؤشرات على تجديد الاتفاق، بيع التجار صفقات الغاز الآجلة لفصل الشتاء المقبل بدلاً من الاحتفاظ بها، في علامة على التفاؤل بأن الدول الأوروبية ستستمر في تلقي الشحنات الروسية عبر أوكرانيا بعد انتهاء اتفاق العبور الحالي بنهاية العام الجاري، وذلك وفقاً لتقرير بوكالة بلومبيرغ يوم الخميس.
وتراجعت عقود الربع الأول من عام 2025 بنحو 20% منذ بداية العام. وتشير الصفقات الآجلة للغاز الطبيعي في أوروبا إلى ثقة التجار بأنه ستوجد آلية للسماح باستمرار تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا، وفقًا للعديد من المشاركين في سوق الغاز الأوروبي، الذين تحدثوا على هامش مؤتمر E-World في مدينة إبسن بألمانيا.
وحسب التقرير، يمكن إبرام اتفاقيات تجارية للسماح بتدفق الغاز الروسي، حتى بعد انتهاء الاتفاق الحالي في نهاية العام الجاري.
وقال أحد المصادر لبلومبيرغ، إن أحد الاحتمالات هو أن تقدم روسيا إمدادات الغاز عبر حدود أوكرانيا. وكانت أوكرانيا، التي تتلقى رسوم عبور الغاز الروسي بموجب الاتفاق الحالي، قد ذكرت أنها لن تعيد التفاوض على العقد، ولكن يبدو أن هنالك خيارات أخرى يدرسها الاتحاد الأوروبي.
وكانت التدفقات الروسية الفعلية عبر خط أنابيب العبور أقل من 40% من الكميات المتعاقد عليها، بعد أن خفضت موسكو بشكل كبير الإمدادات إلى الاتحاد الأوروبي في أعقاب غزوها لأوكرانيا. ويظل الغاز الروسي حيوياً بالنسبة للاتحاد الأوروبي، حيث يتدفق عبر طرق أخرى، بما في ذلك تركيا.
وتعد روسيا أيضًا ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا الغربية بعد الولايات المتحدة.
وحسب بلومبيرغ، أشار وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولجينوف، الشهر الماضي، إلى أن نقل الغاز إلى أوروبا قد يستمر حيث يمكن استكشاف طرق أخرى لشحن الغاز عبر أوكرانيا بعد عام 2024، حسبما ذكرت وكالة إنترفاكس في ذلك الوقت.
كما اقترحت سلوفاكيا، وهي أول دولة في الاتحاد الأوروبي على طريق العبور الأوكراني، إمكانية الحفاظ على الشحنات.
وتعتقد المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، أنه حتى الدول الأعضاء الأكثر اعتماداً على الغاز الروسي يمكنها النجاة من الإغلاق الكامل لإمدادات الغاز، على الرغم من وجود تحديات، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
ويتمثل مصدر القلق الرئيسي لأوروبا في قلة عدد طرق الإمداد البديلة لأوكرانيا.
وتشير بيانات بلومبيرغ إلى أن نحو 14 مليار متر مكعب مرت لأوروبا عبرت أوكرانيا العام الماضي، ذهب نصفها تقريبًا إلى النمسا.
لكن هناك طرق أخرى يمكن للكتلة من خلالها الحصول على الغاز. كما يمكنها استيراد ما يصل إلى أربعة مليارات متر مكعب عبر خط السيل التركي من روسيا إلى تركيا، في حين سيأتي الباقي من واردات الغاز الطبيعي المسال.
وإضافة إلى ذلك، يمكن لسلوفاكيا الحصول على الغاز من بولندا، في حين يمكن لهولندا وإيطاليا وألمانيا دعم النمسا وجمهورية التشيك.