أوروبا قلقة من ارتفاع مشتريات الغاز المسال الصينية

15 سبتمبر 2023
خزانات للغاز المسال في الصين (Getty)
+ الخط -

تبدو أوروبا قلقة من زيادة مشتريات الصين لشحنات الغاز المسال خلال الشهور الأخيرة على مستقبل إمداداتها من الوقود الأزرق. وحسب تقرير بنشرة "أويل برايس" الأميركية، عادت الصين إلى السوق الفورية للغاز الطبيعي المسال للحصول على شحنات لفصل الشتاء المقبل، مما قد يخل بالتوازن الهش في سوق الغاز الطبيعي العالمي تماماً، وذلك على الرغم أن أوروبا حققت هدفها لتخزين الغاز الطبيعي قبل الموعد النهائي المحدد في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني.

وبعد التراجع القياسي في الطلب الصيني على الغاز وواردات الغاز الطبيعي المسال العام الماضي بسبب عمليات الإغلاق المرتبطة بفيروس كورونا، ارتفع استهلاك الصين من الغاز هذا العام مقارنة بعام 2022، على الرغم من أنه لا يزال أقل من مستوياته في العام 2021.

وفي الأشهر الأخيرة، وقعت الصين الكثير من صفقات توريد الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل، بما في ذلك مع كبار المصدرين، الولايات المتحدة وقطر. لكن الصين عادت أيضًا إلى السوق الفورية بمناقصة ضخمة لتسليم الشحنات في وقت لاحق من هذا العام وطوال عام 2024.

وبحسب "أويل برايس"، فإن المنافسة الشديدة من الصين والمشترين الآسيويين الآخرين ربما تترك أوروبا في وضع أكثر ضعفًا فيما يتعلق بالإمدادات من الغاز المسال لشتاء 2023/2024.

وتتوقع النشرة في تقريرها أن مشتريات الصين ربما تقود إلى رفع الأسعار وجذب المزيد من شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا أكثر مما كان يود المشترون في الاتحاد الأوروبي.

في هذا الصدد، قالت مصادر تجارية مطلعة على الخطط هذا الأسبوع إن شركة الطاقة الصينية العملاقة "سينوبك" المملوكة للدولة، عبر ذراعها التجارية شركة يونيبيك، أصدرت مؤخرًا مناقصة لشراء ما يصل إلى 25 شحنة من الغاز الطبيعي المسال في الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وديسمبر/كانون الأول من العام 2024.

وتبحث سينوبك عن عروض لشراء شحنة واحدة من الغاز الطبيعي المسال للتسليم في أكتوبر/تشرين الأول، وخمس شحنات لنوفمبر/ تشرين الثاني، وسبع شحنات لديسمبر/ كانون الأول 2023. وسيتم تسليم الشحنات الـ 25 المتبقية واحدة كل شهر في العام المقبل 2024.

وربما يكون لدى الذراع التجارية لشركة سينوبك الصينية خطط لإعادة بيع كل أو بعض هذه الشحنات في وقت لاحق وعدم استخدامها في استهلاك الغاز المحلي في الصين. وتعد هذه أكبر مناقصة يقدمها مشتر صيني مملوك للدولة للحصول على شحنات الغاز الطبيعي المسال في السوق الفورية منذ فبراير/تشرين الثاني من هذا العام، حسبما ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

أدت عمليات الإغلاق وتباطؤ النمو الاقتصادي العام الماضي إلى أول انخفاض سنوي في استهلاك الغاز في الصين منذ عام 1990

وأدت عمليات الإغلاق وتباطؤ النمو الاقتصادي العام الماضي إلى أول انخفاض سنوي في استهلاك الغاز في الصين منذ عام 1990، في حين تراجعت واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 20%، ويرجع ذلك أساسًا إلى انخفاض الطلب وارتفاع الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال.

وارتفع الطلب الصيني على الغاز بنسبة 5% على أساس سنوي في النصف الأول من عام 2023، وذلك بفضل ارتفاع الطلب في قطاعي الطاقة والصناعة، حسبما كتب ميورو هوانغ، مدير الأبحاث بشركة آسيا والمحيط الهادئ للغاز والغاز الطبيعي المسال بشركة "وود ماكنزي" الأميركية المتخصصة في الطاقة.

وينمو إنتاج الغاز المحلي في الصين، كما أن إمدادات خطوط الأنابيب من روسيا إلى الصين آخذة في الارتفاع.

وأشار هوانغ إلى أن صافي واردات الغاز الطبيعي المسال إلى الصين ارتفع في النصف الأول من عام 2023 بنسبة 6% على أساس سنوي.

ووفق هوانج: "ستسعى الصين إلى مزيد من التأثير على تسعير الغاز الطبيعي المسال في أسواق الطاقة العالمي، وعلى خلفية تحسين المرونة في سلسلة قيمة الغاز لديها، يمكنها أن تعمل بشكل متزايد كسوق متأرجح في التوازن العالمي بين العرض والطلب على الغاز الطبيعي المسال".

ومن المتوقع أن يختبر التجار دور "اللاعب المتأرجح" الذي تلعبه الصين في وقت مبكر من هذا الشتاء، وخاصة إذا كان الشتاء في أوروبا أو آسيا أكثر برودة من المعتاد.

في هذا الصدد، قال نائب رئيس شركة شيفرون، وقاكولين بارفيت، في مؤتمر "غازتك 2023" في سنغافورة الأسبوع الماضي: "ندخل هذا الشتاء مع وجود مخزونات كبيرة في أوروبا إلى حد ما".

ومع ذلك، حذر بارفيت من احتمال حدوث تقلبات عالية إذا كان الشتاء أكثر برودة. وقال بارفيت، حسبما نقلته رويترز: "وجهة نظري هي أننا لم نخرج من الأزمة بعد، وقد لا نخرج منها لبضع سنوات حتى يأتي هذا العرض الجديد".

المساهمون