طرح الاتحاد الأوروبي خطة "البوابة العالمية" لتمويل وإنشاء مجموعة من المشاريع في الدول النامية والفقيرة كرد على مبادرة "الحزام والطريق" الصينية التي طرحتها بكين لتوسيع تجارتها الخارجية والهيمنة عل الأسواق الناشئة وأسواق الدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.
وتمكنت الصين عبر مبادرة "الحزام والطريق" من الهيمنة على طرق وموانئ التجارة الاستراتيجية عبر إنشاء مشاريع الطاقة وشبكات الاتصالات في العديد من الدول الفقيرة.
وتشمل المشاريع الأولى لـ"البوابة العالمية" للاتحاد الأوروبي التي تم طرحها حتى الآن، خطاً سلكياً (كيبل) رقمياً تحت البحر الأسود وشبكة ألياف ضوئية بحرية لربط دول البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا وسدًا ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية في الكاميرون.
وحسب تقرير "بوليتيكو" الأميركية، نشر يوم الأربعاء، فإن هذه المشاريع تمثل وجبة أولية من بين 70 مشروعًا يعطيها الاتحاد الأوروبي الأولوية هذا العام وفقًا لوثيقة حصلت عليها الصحيفة الأميركية.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي عن قائمة أهداف المشروع "الآن نعني العمل".
وتهدف "البوابة العالمية" إلى استثمار نحو 300 مليار يورو من الأموال العامة للدول الأوروبية بحلول عام 2027 لتمويل مشاريع البنية التحتية في الخارج. ولكن هذه الاستثمارات لاتزال ضئيلة مقارنة بالاستثمارات الصينية في مشاريع " الحزام والطريق " التي تفوق تريليون دولار في ما يقرب من 4000 مشروع.
وبدأت مبادرة "الحزام والطريق" في العام 2013 بينما كانت الصين تعيش مرحلة ازدهار تجاري كبير وبحاجة إلى تسويق منتجاتها الرخيصة في دول العالم النامي ومنافسة البضائع الغربية.
وحسب معهد "أميركان إنتربرايز" تراجعت استثمارات الصين في مشروعات الحزام والطريق خلال العام الماضي إلى نحو 370 مليار دولار مع تباطؤ وتيرة النفقات بسبب جائحة كورونا وتداعياتها على النمو الاقتصادي بالصين وعمليات إغلاق الشركات.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، قالت في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، إن الكتلة بحاجة إلى رفع مستوى استثماراتها في العالم الخارجي وتحقيق نتائج ملموسة على الأرض.
من جانبه قال مسؤول ثان في الاتحاد الأوروبي: "هذا الاتجاه العملي في بناء المشاريع يظهر دور "البوابة العالمية" عبر مشاريع على الأرض خلال العام الجاري 2023".
ومن المتوقع أن تبدأ "البوابة العالمية" اتخاذ خطوات ملموسة مثل بدء أعمال البناء في مشاريع أو توقيع مذكرة تفاهم مع الدول المقصودة بالمشاريع.
وحسب " بوليتيكو" قال مسؤول أوروبي عن " البوابة العالمية"، إن قائمة المشاريع التي تنوي تنفيذها الكتلة الأوروبية لا تعكس أي خيارات جيوسياسية. وأضاف: "لا توجد رسائل سياسية وراء ذلك، لكن هناك بعض المشاريع الحساسة التي قد يكون لها تداعيات جيوسياسية".
ولدى الاتحاد الأوروبي العديد من المشاريع المخطط لها في الفناء الخلفي للصين، مثل شراكة تحول الطاقة مع إندونيسيا ومشروع الاتصال الرقمي في الفيليبين.
وينطبق الشيء نفسه على بعض المشاريع في الفناء الخلفي لروسيا، مثل مشروع الهيدروجين في كازاخستان ووصلة النقل في آسيا الوسطى ومشروعين في منغوليا ومحطة للطاقة الكهرومائية في طاجيكستان.